رمضان ما مُشكلة، المشكلة في قطعة الكهرباء، الصيام هيِّن على شغيلة العرق الحلال، لأنهم اعتادوا على البطن التّفوفي، هؤلاء يتقلّبون يومياً “فوق جمراً تهِبو الرِّيح”. مافي زول في الدنيا البطالة دي، بيأكل ثلاث وجبات زي أيام زمان، قلّ المنام والابتسام في زمان الاخوان، قلّت المآكل والمشارِب، والكهارِب. الصيام في هذا الزّمن الشين، أفضل لصاحِب الرُّخصة من شرابه للعصير البارد، الصيام ما صعب، صعيب الميز .. ميز رمضان، من حلو مُر، وبليلة، وعصيدة، وجبنة، وكهرباء، وسحور الصعيب، من بعد ومضان حاجيات العيد.. صعيبة على المساكين، الشغالين في الهجير، رمضان السنة دي، جانا في قلّاية لكنه يأتي دائماً ببركاتو وبي خيراتو. رمضان إختبار، لكن الفرحة مقسّمة زي الرّيدة، الصّبُر قاسي والمحبّة زي ضُل الرقراق، المحبة زي نار القصب، تبوبي وتهمُد، والخلق عيال الله، والله كريم على عِيالو، رمضان ساهل، لكن أمر الشاي صعيب، قريّفة الشاي صعيبة في اليوم الأول والتاني.. صعيبة على الغالب والمغلوب، على المُفلِّس والمتعافي، فهُم جميعاً، في قريّفة الشاي سواء. والكلام في الشاهي كتير.. رغم السواهي والدواهي والآلام، لم يزل البرامكة يتغنون لشجرة الشاي:- شدرة الشاهي، يوم زرعوها مافي زول حاضر، والبيشرب شاييها يقرْيِّف لي باكِر، شجرة الشاي عند البرامكة، كأنها شجرة الخُلد المُشار إليها في مُحكم التنزيل، كأنها زُرِعت في الأبد لتكون مدار الكأس في مجلسهم، كأنها زُرِعت منذ الأبد، ليتوارث أبناء آدم الكيد.. “لقد خلقنا الانسان في كَبَدْ”. صدق الله العظيم. قال عمر ود الكيك:- “الشاهي سِمّاً لا بِيشبِّع الجيعان، ولا بِسمِّن الباطِن”. وقال عبد الرحيم البرمكي في وصف مجلس شرابه :- “الكفتيرة كُمُندان، والكبابي عساكِر، وبينهم خط أحمر متواصِل”. ومن المأثورات قولهم إن “الشاهي بلا قِرفة، زي السلام بلا عِرفة”. أمّا علي ود صالح ود مُحمّد ود داربيّ، فقد قال في مدح الشاي، إنّ الشاهي يشبه سبعة، و يشربوهو سبعة :- “إنت يا الشاهي، يَشْربك يوغندي، بالطيّارة جايبِنّا، ويَشْربك تاجِر، في دكّانو قَافلِنّا، و يَشْربك تشّاشِي بالصِنَج رافعِنّا، ويَشْربك حاكم، مال السُلَط ماكلِنّا، ويشربك عالِم، وحتى العلِم وراثِنّا، ويشربك البِمشي بأصابع الجِنّا، ويشربك واحد لامِن يَصفِّر سِنّا”. وقايلَ أن الشاي حرام على تلاتة، وحلال على تلاتة، حرام على الزول الراّقِد وما بيفتِّش على قوت عِيالا، وعلى المقدود سِروالا، وعلى الناس المابعرفو شرباتا..”الراقد في الضل لا يحترم الشاهي، ويخلطو بموية المريسة، والمقدود سِروالا لا يعرف قيمة الشاي، و ينقعو في الحرّاية، والنّاس الما بِعرفو شرباتا هم العِيال الما عِندهم كيف، هم الكمكلية الذين ما قدروا الشاي حق قدره، لذلك يجب إلّا يُدفنوا في مقابر المسلمين”.. والشاي، حلال على تلاتة، حلال على زولاً بَاعا ــ أي اشتراه ــ بي بنات بقراتا، وحلال على زولاً حشَّ من البِلدات وقيَّل في قِعير شِدراتا، وحلال علي زول بيعرف شرْباتا”.. رمضان كريم، لكن الكلام في خرمة الجَّبنة والشاي، الصيام ما مُشكلة، المشكلة في انقطاع الكهرباء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة