*الحقيقة البسيطة والمؤلمة أننا كنا نجهل تاريخنا.. *ومع جهلنا لتاريخنا هذا نجهل هويتنا وحضارتنا وأهراماتنا.. *أو نتجاهل ذلكم كله جراء تشبثنا بتاريخ ليس لنا منه سوى قليل نصيب.. *و(تعبُّطنا) بهوية يتجاهلنا الذين انتماؤهم لها غير ذي (دغمسة).. *و(تلقيح جتتنا) على ثقافة أقحمناها في مناهجنا قسراً.. *وتفاخُرنا بنسب (عباسي) لا يدعمه تاريخ ولا جغرافيا ولا منطق.. *لم ننتبه إلا حين زارتنا الشيخة موزا و(انتبهت).. *وانتبه لانتباهها إعلامنا وصحافتنا وحكومتنا وشعبنا و(قرشيونا).. *وانتبه - واضحكوا ما شئتم- وزيرنا للسياحة.. *قال إنه كان يجهل أن بلادنا تزخر بكل هذا العدد المهول من الأهرامات.. *ولا أدري على أي شيء انصب اهتمامه السياحي إذن!!.. *اللهم إلا إن كانت السياحة في نظره هي (مهرجانات إيلا للسياحة والغناء).. *وليس ذلك ما انتبهنا له- من بعد غفلة- وحسب.. *وإنما انتبهنا أيضاً إلى أننا لا نعامل مصر بالمثل فيما يتعلق بالحريات الأربع.. *سكتنا زمناً على خلل التأشيرات وانتبهنا فجأة الآن.. *وعندما انتبهنا قررنا- فوراً- معاملة مصر بالمثل دونما بحث عن المسببات.. *فمصر لديها هواجسها الأمنية المدعومة بوقائع التاريخ.. *من لدن محاولة اغتيال رئيسها الأسبق وإلى محاولة دعم رئيسها السابق.. *ثم مروراً بمحاولات تمرير الدعم لحماس.. *وهي المحاولات التي جعلت مقاتلات إسرائيل تعربد في سمائنا بحجة إجهاضها.. *فانتباهاتنا- إذاً- تبدو مثل (عودة الوعي) المنقوصة.. *ويمكن أن نقول (المنقوص)- كذلك-عند إرجاع صفة النقص إلى الوعي.. *وما يكبل انطلاقة وعينا حبال تخيلنا للعلاقة مع مصر.. *فنحن نتخيل - بمثل تخيلنا لانتمائنا العباسي- أنها تنظر إلينا من زاوية التاريخ.. *زاوية الفرعونية والخديوية والسلطة الثنائية.. *وهي زاوية لا توجد إلا في مخيلة الجهلاء هناك، وذوي العقد النفسية هنا.. *فمصر طوال تاريخها كانت هي نفسها تحت هيمنة آخرين.. *وحين غزت السودان- أول مرة-لم تكن هي التي غزته وإنما الأتراك.. *وحين غزته للمرة الثانية كانت محض تابع للإنجليز.. *وحين غزته قبل ذلك بكثير-أيام فراعينها- رد فراعيننا باحتلال كامل لأرضها.. *وأهراماتنا التي (نبهتنا) إليها موزا هي سابقة لأهراماتهم.. *ثم إن وعينا يتقاصر- كذلك-عن إدراك حقيقة في منتهى البساطة والوضوح.. *في مثل وضوح انحيازنا لمنتخب الجزائر ضد الفراعنة.. *وهي أن المصريين هم أكثر شعوب العالم-لا العرب-مصاهرة لشعبنا.. *ومن يصاهرك- بداهة - فهو (يعرف قدرك).. *ولكنا لا (نعرف قدر) أنفسنا ولا تاريخنا ولا حضارتنا ولا (أهراماتنا).. *نعرف فقط كيف نبني أهرامات (وهمية).. *أهرامات نسب ( توصلنا للعباس !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة