في سوق (المراوغات) السياسية ببلادنا التي أبدع سياسيوها ونافذيها في كل ما له علاقة بالتنصل عن واجباتهم وإلتزاماتهم الوظيفية تجاه الوطن و المواطن ، تم عرض بضاعة جديدة يستعين بها المسئول في ممارسة (مهارات) التنصل والفرار من الإستهجان الشعبي لحالة الفشل والعجز عن تأدية المهام وإيجاد حلول للمشكلات ، هي عبارة عن (طقِم مبررات) متفق عليه ومقاسه حُر( Free Siz) أيي يمكن إستعماله لكافة (مقاسات وأحجام الإخفاقات) والإحتياجات والتخصصات ، هذا (الطقم) هو عبارة عن مبررات يمكن لكل نافذ ومسئول الإستناد عليها لتبرير إخفاقاته وتكاسله وتماطله عن القيام بالواجب فضلاً عن تبرير الفشل البائن بينونة كبرى لا تخطئها عين حصيف ولا متغافل ، لعلكم في شوق لمعرفة ماهية هذه السلعة التي أسميها (طقِم) لأنها متناسقة في معانيها وأشكالها و(مُفحمة) في ذات الوقت لكل من يتربص بمسئول أو وزير فيما يتعلَّق بإثبات إخفاقاته وكبواته وكوارثه التي في الغالب لا يدفع ثمنها إلى الوطن المكلوم والمواطن المغلوب على أمره ، إليكم (طقم) المبررات الذي يتسابق مسئولينا لإقتنائه والإستفادة من قدرته الفائقة في إخراج (المزنوقين) من المآزق ، (الطقم) مفاده العبارات التالية : (ما يجعل مهمتنا صعبة و مستحيلة و مآلها الفشل ودمار الوطن وضياع المواطن ينحصر في أسباب أهمها ضعف الميزانيات المرصودة و الزيادة المضطردة في عدد السكان وهجرة المواطن من الريف للمدن و ضعف عائد الإستثمار في المشاريع وعدم إستقرار سعر الصرف وما تعانيه البلاد من إستهداف دولي) .. إنتهى الطقم (الإستاندر) وكما ترون فهو بمثابة (جوكر) يمكن أن يستعمله اللاعب أو(المتلاعب) في أيي موقف وأيي ظرف ، وهو صالح ويعمل لسبر غوار (الزنقات) في أيي وزارة أو مؤسسة أو شركة حكومية كما يشمل ذلك المؤسسات الدستورية والسيادية ، ما من إخفاق أو مشكلة يعاني منها الوطن الجريح والمواطن المحتار في أمره إلا وكان من الممكن تبرير بقائها على حالها دون بارقة أمل في الحل أو ما يمكن إعتباره خطوة للأمام في مجال حلها بذلك (الطقم) السحري في مجال ( إلجام ) المحتج والمندهش من حالة الفشل (الإستراتيجي) الذي عم أركان البلاد في شتى مناحيها الإدارية والإقتصادية والإجتماعية وحتى السياسية ، فالإحباط الذي أصاب الغافلين والمتفائلين بلا مؤشرات تستدعي ذلك عقب إعلان حكومة (حوار الوثبة) الذي سمَّاه البعض (حوار النكبة) أيضاً يمكن تبرير إتجاهاته ومخرجاته المائلة نحو الفشل بذات (الطقم) السابق ذكره مع إضافة إكسسوارات بسيطة على شاكلة (تداعيات الوضع الأمني في دارفور ودعم دولة الجنوب للحركات المسلحة والتنظيمات المعارضة) ، ما أجمل أن تتولى منصباً رفيعاً تتسلَّم فيه قائمة مسئولياتك وإلتزاماتك تجاه الدولة والمواطن ، و أنت على علمٍ وفي حالة إطمئنان تام إذا ما حدث الفشل والتقاعس والعجز عن أدائها ستكون في أمنٍ و أمان وسمعة طيبة طالما كان بين يديك (طقم) المبررات السحري .. لك الله يا سوداننا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة