صباح الاثنين الاغر 15/5/2017 افتتح الرئيس عمر احمد البشير وسعادة ابراهيم غندور وزير الخارجية السودانية والوفد المرافق وبحضور سعادة سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية ومجموعة من اصدقاء السودان المبني الجديد للسفارة السودانية بالحي الدبلوماسي بالدفنة بالدوحة ليشكل هذا الصرح علامة بارزة شكلا ومضمونا فالمبنى والذي تم التخطيط له منذ سنوات يري النور في عهد السفير المخضرم فتح الرحمن علي وبحضور سفيرنا السابق عمر حيدر وكأن التاريخ يريد ان يكتب لهذا الانجاز درجة الامتياز " لعلو فلسفة هندسته وللمقيم به " كدلالة ان الامكنة ايضا لها تجلياتها .وقدرها المكتوب فليس المهم من بناه بقدر من يسكنه .. فالسفير فتح الرحمن جاء لقطر من بيت الدبلوماسية النظيفة فعلا وقولا موقنا بابراز مقومات السودان الثقافية والاستثمارية في ظل تنافس حميم لتوطين القيم والمثل الرفيعة ولملمة الجسم السوداني ليكون" الزول " قامة وقمة وسط رصفائه من الجاليات المقيمة بتاريخة وقيمة ومثله الرفيع والتي اسس لها نفرا كريما منذ ان وطأت اقدامهم فترصعت اثواب الجالية بقطر بقامات شامخة كطيب الذكر الطيب صالح والتشكيلي العالمي ابراهيم الصلحي والقانوني الفاتح عؤوضه والدكتور الزين النيل والمشير سوار الدهب والقانوني عبدالمنعم مكي والقانوني الرصين حسن ساتي السيد والنطاسه د. عبود ود. الفاضل الملك وعديد من النساء الشامخات نخيلات بلادي تضيق المساحات عن ذكر اسماءهم وان بقت بصماتهم ترصع " الثوب البسند العمة ". فجر جديد ورمز موحيا لتاريخ عريق ولجالية دخلت هذه قطر منذ امد بعيد ووضعت بصماتها المميزة ل " الزول " الحصيف المتزن الصادق الامين .. المبنى تراصصت احجاره الموحية للون الرمال والصحراء لترمز لتاريخ السودان وحضارته المؤغلة في القدم فلم يكن زجاجي كالمباني التي انتشرت في يومنا هذا بل غاص مهندسه طلعت محمد الحسن في صفحات التاريخ منقبا ومستدعيا لحقائق الاشياء وقيمها . فنتج عملا معماريا مبدعا بدرجة الامتياز …ومعلما بارزا يشكل ايقونة سودانية …تفوق في جودتها ورمزيتها كافة المشاريع المحيطة بجمالياته … ونجح مهندسه بشكل كبير في ايضاح أحد أهم عناصر الهوية السودانية المعمارية واحسب انه استدعي البجراوية ومملكة كوش بابراز الجوانب الدقيقة للحضارة النوبية في التشكيل والزخرفة والشبابيك التي جاءت في شكل مثلثات توحي لبلاد السودان ذات الشمس المشرقة وكأن ملوك كوش بقاماتهم الطويلة واجسادهم الممشوقة يطلون بفكرهم ومعتقداتهم وارثهم بين فتحاتها على العالم حولهم … ليس ذلك فحسب … كذلك التخطيط المعماري المنضبط الناتج عن دراسة مستفيضة للجوانب الوظيفية لكافة قاعاته وصالاته الواسعة التي تتيح العمل الدبلوماسي وباصوله المعروفة واللقاءات التفاكرية باريحية والاعمال القنصلية بجودة واتقان بعيدا عن المحسوبية " وشيلني واشيلك " وربما معرض مصغر يدلل للزوار على الثقافة والتراث ولفتح فرص الاستثمار لرجالات المال والاعمال ..ومكتبة من بطون الكتب التي تقول هذا هو السودان بارثه وحضارته ودبلوماسيته الناضجة والناصحة . تصميم المبنى كتاب مفتوح لساكني الحي الدبلوماسي ورجالات السياسة والتي انتقلت له غالبية السفارات بدولة قطر للتعريف بالهوية الحضارية والثقافية والشخصية المعمارية التي ترمز للعمق السوداني من خلال المبنى الوحيد الذى يجب ان يمثل دولة السودان فى اى بلد من بلدان العالم , وبذلك يؤدى رسالة محكمة ومنضبطة بأن مبنى السفارة وسكن رئيس البعثة هو تعبير حقيقى عن القيمة الكبيرة لدور السودان فى العملية الحضارية والثقافية في محيطة العربي والافريقي والعالمي بما يعكسه الشكل العام والتصميم المعمارى بتفاصيله الدقيقة والتي ترمز لكل الموروث الحضارى الدينى , الاجتماعى والثقافى للسودان عبر تاريخه وما اكتنفه من حضارة مسيحية امتزجت بما تلاها من مد اسلامى غاص بجذوره فى عمق الحضارة السودانية وتؤغل في جزائياتها واختلطت جميعا بما هو موجود من الجغرافيا الافريقية العريقة لتلك المنطقة بترابها وسحنتها وقوام انسانها وانتجت بما يعرف بالسودان الحالى الذى يعكسه التصميم المعمارى للسفارة كمحاولة للتعريف بالهوية السودانية وقيمها وارثها و بكل معتقداتها... ويمثل هذا التصميم الفخم كل ما انتجته المؤتمرات العالمية والمحلية وهندسة العمارة التي تستدعي التاريخ ورسائل البحوث العلمية الرصينة فى محاولة لحل ازمة الهوية فى السودان ونفض الغبار عن مكنوناته العميقة . يحق للسودانيين المقيمين بدولة قطر دوحة الخير الفيحاء ان يبتهجوا بهذا الرسم وهذا الشكل الرامز لحضارتهم هويتهم وقيمهم وجذور تاريخهم العميق ومبروك لساكنه سعادة السفير فتح الرحمن علي وزوجته الاخت زينب حامد واسرة السلك الدبلوماسي وهو يؤسس لدبلوماسية تمثل السودان وتحتوي كل اثواب الزول المسكون بالعطاء الالمعي. المدارس السودانية .. حلم الامس بات حقيقة ولم تكد شمس نهار الاثنين ان تغادر كبد السماء ألا وكان افتتاح المدارس السودانية بتشريف الرئيس البشير وسعادة ابراهيم غندور وزير الخارجية وبحضور سعادة محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم القطري وجمع مميز لمجلس الامناء والاباء والمعلمين والطلبة والطالبات واولياء الامور .. هذا الحلم الفضفاض تحقق ليكون للجالية السودانية وابنائهم مقاعد للدرس والعلم والبحث العلمي في مبنى فسيح ترفرف علي ساريته العلم السوداني .. فالمدارس السودانية ظلت لسنوات تسكن مباني مؤجرة لا تتناسق مع المبنى المدرسي كبيئة ملائمة من ناحية سعتة وغرف الدرس والبحث العلمي والمكتبة الالكترونية والورقية ووفقا لاحتياجات التعليم والتعلم فمبنى المدارس من مرحلة الاساس الى الثانوية بنين وبنات هو الاخر يفوق جمالا ويحقق لابناء الجالية السودانية مقعدا مريحا لتلقي العلم والمعرفة وللانشطة المدرسية خاصة وان المدارس السودانية رغم ضيق ذات اليد ظلت تحقق انجازات علمية ودرجات تفوق وعلى شهادات تقدير لمشاركاتها ضمن نسيج المجتمع القطري .. ظلت الجالية السودانية بكل افرادها ومنذ ان وطأت اقدامها قطر حاملة لعصي الترحال تؤسس للقيم الفاضلة والانسان المعطاء والتعمق في بحور العلم والمعرفة رغم عثرات الطريق والاختلافات في التوجهات السياسية وخلقت بعطاء افرادها رقما مميزا خلقا وتعاملا وعطاء متجردا وتكونت اسر متلاحمة وبيوتات خرجت ابناء وبنات يمسكون بتلابيب العلم ويمتهنون مهنا مميزة لتدبير لقمة العيش الحلال فشكلوا منظومة متفردة بين الجاليات .. ان يوم الاثنين في هذا الشهر المبارك يوحي ان غدا مشرقا يتشكل خاصة وان قطر حكومة وشعبا تحمل الكثير من المحبة والوفاء للسودان واهله واللذين كانوا خير سفراء لوطنهم وعشقهم لارثهم وثقافتهم العالية للتعامل مع الاخر .. انه يوم لنفض الغبار عما علق بالثوب السوداني الاصيل يترافق معه جهود متصلة لفتح فرص للتلاقي الانساني وللاستثمار ولسفينة سودان الغد المشرق تتشكل ملامحه الان ويحتاج لايادي قوية تحرسه من الانزلاقات والمفسدين والغلو والتكبر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة