القاهرة:صوت الهامش احتفلت صحيفة (صوت الهامش) بمرور عام علي إنشائها بمشاركة واسعه من الجماهير السودانية بمصر، حيث عقدت الصحيفة ندوة كبري عمها عدد غفير من السودانيين المقيمين في القاهرة حملت عنوات (عدم اهتمام الصحافة الورقية بأنشطة الهامش الاسباب والحلول) قدم خلالها عدد من المختصين في مجال الإعلام روشته علاجية ناجعه لكيفية تلافي هذا الامرالمسكوت عنه .
وأفتتحت الندوة بكلمة قدمها سكرتير التحرير أحمد محمود قائلاً إن الندوة ستتناول موضوعاً ظل مسكوتا عنه لسنين طويلة، وهو إهمال أنشطة مجتمعات ومناطق الهامش في الصحافة الورقية شاملاً بذلك كل مناطق السودان ماعدا ما عرف بمثلث حمدي وخاصةً المناطق الملتهبه التي وجدت النصيب الأكبر من الإهمال ، وتسائل أحمد في حديثه لماذا أهملت تلك الشرائح والمجتمعات رغم ثقل وزنها الكمي في السودان ولماذا أهملت الصحافة الورقية تلك المناطق الهامة في جغرافية السُودان ؟ رؤية خبير ويري الكاتب الصحفي والناشط عثمان نواي لدي حديثه في الندوة أن صحيفة (صوت الهامش) تعد الأكثر إنتشاراً وتأثيراً، ولفت أن القضية المطروحه للنقاش تمر عبر تشعبات مختلفه مرتبطة بواقع الازمة السياسية والإجتماعية، وأشار إلي ان وسائل التعبير عن الذات خاصة الصحافة الورقية لها طابعها المقدس ووجودها المقدس في السودان مبيناً أنها تعيش أزمة إنتشار وأزمة حرية .
وفيما يختص بالهامش قال نواي انها لا تعبر عن هذا المكون الجغرافي ولم تلتزم بالتعبير بشكل واضح لأسباب كثيرة من بينها أن المؤسسات الموجودة داخل المركز مرتبطة بالسلطة فأبقت علي الهامش مهمشاً في الصحافة الورقية خاصة ان معظم الصحافة تعبر عن قضايا ملاكها ولا تعبر عن قضايا الشعب وتتجاهل قضايا الهامش فضلاً عن أن الهامش في حد ذاته لم يستطع أن يمتلك صحافة تعبر عنه لمبرراته المالية وعدم وجود الإمكانيات المالية، مبيناً أن عدم إستقلالية الصحافة وإرتباطها بالطابع الأمني والذي أدي إلي عدم الإهتمام بالمناطق المهمشه لجهة أن السُلطات تري إفراد مساحة واسعه للهامش يعتبر مهددا للأمن القومي للدولة ، فلم يجدو طريقاً غير منع الصحفيين من نشر الأخبار الصغيره المعتقله بالأوضاع في معسكرات النزوح ليساهموا في العزل لجهة أن العزل يعمل علي حجب الحقائق ، وأكد أن التوسع في إنتشار الانترنت ساهم بكسر العزلة الموجودة الا أن الصحافة الورقية لها قدسيتها.
عجز الإعلام ولفت نواي أن السبب الثاني لعدم الإهتمام بمناطق الهامش هو أزمة التنوع وسياسة الهروب من مذ تاريخ إنشاءه لجهة أن الإعلام السوداني عجز عن تجاوز الأزمة التاريخية في احترام التنوع والتعدد الاثني والذي يعد إنكارا لتنوع السودان الثقافي والذين يعتبرون أن عدم الإهتمام بالهامش لايشكل سوقا للصحافة ويعتبر غير مهم بالنسبة للإعلام ونادي نواي قوي الهامش بان تتصدي لذلك التهميش وتبحث عن من يستطيع ان يعبر عنها لمواجهة القمع الثقافي الذي يوجه ضد الهامش.
الدفاع عن الحقوق
ويري الناشط محمد نور ان صحيفة (صوت الهامش) هي الوحيدة التي تدافع عن حقوق ومجتمعات الهامش وتنقل مشاكلهم وإستطاعت إيصال صوتهم إلي الجهات المعنية وعزا غياب الهامش عن الصحافة الورقية إلي أن الصراع في السودان جذوره سياسية اقتصادية إجتماعية او ثقافية باعتبار أن نخبة المركز تري أن المجتمعات في الهامش يجب أن تكون في البوابة الخلفية ويجب أن تكون مهملة بالنسبة للجانب الثقافي ولفت أن المركز يري أنه إذا أخذ الهامش حقه فإن أبناءه سيطالبون بمزيد من الحقوق سواء كانت مدنية أو سياسية فاستخدموا سياسة التضليل متمثلة في نشر قضايا بعيدة عن الهامش في الجانب السياسي ، وكثير من قضايا حقوق الانسان وقضية الهوية وشكلها في السودان لا تنشر في الاعلام وإذا نٌشرت ستمنح أرضية للهامش بشكله الحقيقي مما يزيد من مطالب مجتمعات الهامش في المستقبل ، وإتهم الإعلام والمركز بممارسة الوصايا علي الهامش إجتماعيا من خلال الإستعراب والأسلمة وممارسة التضليل بتسمية اللغات بـ(الرطانه) والموروثات الثقافية يعتبروها نوع من الكفر ويتم تفكيك الهامش إجتماعياً عبر عملية الإستلاب لجعل تهميش الهامش مركب ، وبين أنه من الناحية الإقتصادية أصبح أفقر الهامش وآخر آلية إافقاره هو ما جري في مسألة سوق المواسير والنهب اليومي وإغلاق مؤسسات أبناء الهامش و احتيالهم في الخارج بالحوالات وهي سياسات ممنهجة تجاه أبناء الهامش في وسائل الإعلام. وجهان لعملة واحده
ويقول الصحفي سيف الدين سليمان ان الصحافة والسلطة وجهان لعملة واحدة وأكد أن السودان ليست به صحافة نزيهه لجهة أنها أصبحت صحافة مصالح وتطبيل لمؤسسات الدولة ، موضحا أنه إذا كانت هناك صحافة نزيهه لما كان هناك فساد في اي من المجالات وطالب بوضع إطار مُحدد للتعامل مع الميديا وهي ضرورة العمل بقناعة ذاتية بعيدا عن التطبيل،وفي الاثناء يقول ممثل المؤتمر السوداني محمد داؤد ان الازمة تدار بثقافة معينه وهي مدخل للدولة الحديثه بخلقهم لثقافات حول ادارة الدولة وربطها بالثقافه العربية الاسلامية لتلقي الإمتيازات وأكد بأن ذلك أجبر جنوب السودان علي ان يحمل السلاح وقال بان التنافس حول مراكز السلطة وفي كيفية إدارة الدولة أصبح لها إرتباط مباشر بالإنتماء إلي ثقافة معينه وبين بأن العقلية السياسية فيها الكثير من المشاكل . من جهته إتهم الأمين العام لمنظمات المجتمع المدني من اجل دارفور المهندس محمد عيسي مناوي ما وصفهم بالجلابة قال بأنهم يعملون أي شئ من أجل أن لا يكون لأبناء الهامش رأي بإرتكابهم لجرائم الإبادة بدارفور لتقليل عددية المواطنين . الي ذلك أشاد عدد من المشاركين الأدوار التي تقوم بها صوت الهامش مضيفين أن أبرز أسباب إهمال مناطق الهامش تتجسد في : مفهوم اللغة والفصاحة الذي ساهمت في تعزيزها المناهج التعليمية بالسودان ، واهتمام الكتاب والصحفيين بالصحف الورقية بأنشطة المركز علي حساب مناطق الهامش ، وتناسي المثقفين من أبناء الهامش أدوارهم المنوطة بهم تجاه مجتمعاتهم ، كما شددوا علي ضرورة الإهتمام بالموروثات الثقافية وتطويرها وإبرازها علي وسائل الإعلام المختلفة كأحد الحلول لإعادة اعتبارية إنسان الهامش ، والإهتمام بمادة الصحيفة والتعاون في العمل الصحفي بين أبناء الهامش ، والتواجد الدائم بكل أماكن مجتمعات الهامش كمعسكرات النزوح واللجوء وغيرها ، وتفعيل دور المرأة وإتاحة الفرصة لها لرفع مطالبها المهمشة هي الأخري ، كما تنادوا بضرورة توسيع نطاق مجالات صحيفة صوت الهامش وجعلها قناة فضائية مرئية وإذاعة مسموعة حتي تدخل كل بيوتات الهامش .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة