مع قرب حلول شهر رمضان الفضيل التجار يحتجون على ايقاف استيراد البرتقال من مصر لأن ذلك سوف يؤدي لزيادة الاسعار، إلى متى نظل نستورد الخضروات والفواكه من مختلف الدول ونحن نمتلك هذه المساحات الشاسعة من الاراضي الخصبة ومصادر المياه السهلة ، والقرب من الاسواق العربية والاوروبية.
وهذه القضية سببها الرئيسي نحن ، كيف تعبر أراضينا الالاف من الانهر و الأودية والخيران والامطار تنزل فينا طوال ايام السنة ، وكيف نستورد الفراولة والخيار والطماطم من مصر والاردن وحتى الثوم نستورده من الصين. والكثير الكثير من المنتجات الزراعية نستوردها من مختلف بقاع الدنيا ، والمانجو والليمون والبرتقال والقريب فروت وغيرها من الفواكه تسقط على الارض ولا تجد من يجمعها. وحسب الاحصائيات ان هناك اكثر من 2 مليار دولار واردات الخضروات والفواكه من مصر ، كيف يكون ذلك ونحن نستطيع أن نصدر عشرين مليار من الخضروات والفواكه من مشروع الجزيرة فقط ، منتجات عضوية طبيعية خالية من الكيماويات والخلايا الجزعية وغيرها من ( البلاوي الزرقاء) التي تدخل في الانتاج الزراعي والحيواني وكافة الاغذية حاليا. ودرسنا في المدرسة أنه اثناء الحرب العالمية انتجت بريطانيا من منطقة جبل حلة في جبل مرة بطاطس يبلغ وزن الواحدة قرابة 2 كيلو جرام . لكنها اوقفت ذلك حتى لايكون السودان مصدرا للبطاطس بدلا عنها وعن غيرها ولايهب على وجه الارض. والامثلة كثير (تفقع المرارة وتقتلنا بالحسرة) لكن حكامنا سامحهم الله لم يفكروا يوما في مستقبل بلادنا ولم يقوموا بوضع استراتيجية للنهوض بالبلاد في شتى المجالات. وكمان جابت ليها (سرقة) وعلى رغم مما يقال أن السودانيين يعتبرون بين اكثر شعوب العالم أمانة بعد ايرلندا حسب تقرير الامم المتحدة الا ان حكامنا حدث ولاحرج. كلهم لصوص من صغيرهم لكبيرهم . النماذج والامثلة في هذا الصدد كثيرة لاتحصى ولاتعد. بلد تسير بدون ربان ، وكل من يتولى السلطة يسعى للبحث عن الثروة، كل من توكل اليه مسؤول اول ما يفكر فيه السرقة ،بدون شفقة او رحمة يحول المال العام إلى مال خاص . ويخرب و يسرق و ينصب ولايظن أنه سيلاقي ربه يوم القيامة وسيسأل من ذلك ، وكأنه لم يدرس في المدرسة حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). أن دول مثل كندا واستراليا ونيوزيلندا والارجنتين والبرازيل تلعب دورا رئيسيا في الاقتصاد العالمي وتعتبر من الدول الغنية والمؤثرة تعتمد على الزراعة بصفة رئيسية ، فهي تنتج مثل انتاجنا القمح والقطن والذرة ولكن نحن نتميز عليها بأننا ننتج 80% من الانتاج العالمي للصمغ العربي و ننتج السمسم والدخن وغيرها من الاشياء التي لاتوجد بهذه الدول. وكيف نحتاج لاستيراد منتجات زراعية من مصر او غيرها. ونتمنى من الدول الخليجية الشقيقة التي ترغب في مساعدة السودان ان تقوم بتحويل هذه الاموال مباشرة لمشروع الجزيرة ، وليس اموالا نقدية بل لتمويل مناقصات لإصلاح الترع وقنوات الري واستيراد محالج حديثة للقطن واقامة خط سكة حديد الجزيرة من جديد بعد أن سرقته أمنا الغولة . واقامة محطات كهرباء وشبكة اتصالات حديثة ، ومعدات الميكنة الزراعية الحديثة ، وتمويل المزيد من الابحاث للارتقاء بالمحاصيل الزراعية واضافة المزيد من المحاصيل الحقلية والفواكه والحبوب وغيرها من السلع الزراعية الخام والمصنعة ذات القيمة العالية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة