تعودت في بعض الاحيان علي استهلال بعض المقالات بعبارة : " ليس بعيدا عن السياسة ولكن من قلبها " وذلك عندما تتداخل بعض القضايا العامة والخاصة في بعض الاحيان... علي مدي اسبوع كامل ظلت وسائل الاعلام الامريكية والعالمية تتناول خبر مترجمة وكالة المباحث الفيدرالية الامريكية " الاف بي اي" الامبراطورية الامنية الشهيرة التي ظلت علي مدي عقود طويلة تتعامل علي الاصعدة القطرية داخل الحدود الامريكية وخارجها مع الجرائم الجنائية التقليدية والجريمة المنظمة بكل انواعها الي جانب مكافحة الجاسوسية خلال عهود طويلة خاصة سنين الحرب الباردة والمعارك السرية مع الاتحاد السوفيتي السابق. وليس اخيرا دور هذه المؤسسة الامنية الامريكية الشهيرة في مرحلة مابعد احداث سبتمبر وتداعياتها المستمرة حتي يومنا هذا خاصة في مرحلة الفوضي الكبري التي نتجت عن غزو واحتلال دولة العراق فيما تعرف بالحرب علي الارهاب التي تركز علي ملاحقة اعضاء الاجيال الجديدة من المنظمات الدينية والاسلامية المعروفة التي كانت عضويتها وكوادرها في يوم من الايام احد الركائز الرئيسية في مكافحة تمدد النفوذ الشيوعي في اقليم الشرق الاوسط واثناء الحرب الافغانية التي استنزفت الاتحاد السوفيتي السابق وكانت سببا مباشرا في انتصار الكتلة الراسمالية والولايات المتحدة وتفكيك الاتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعية الدولية في فترة التسعينات . تعددت الروايات حول قصة السيدة الامريكية ومترجمة المباحث الفيدرالية الامريكية التي قيل انها قد وقعت في غرام احد القيادات الداعشية في سوريا وهو مغني "راب" سابق يحمل الجنسية الالمانية هجر ذلك البلد الجميل والاضواء الباهرة والصخب والضجيج الي عالم اخر يحفل بالقتل والموت والهدم والحرق علي مدار الثانية في الحروب الطائفية الدائرة في اقليم الشام وسوريا والعراق.. مدن الشرق ونمط الحياة والعيش فيها يتميز بجمال فائق الحدود خاصة للقادمين من المجتمعات الصناعية والراسمالية و طبيعة الحياة السريعة حيث لامجال للرومانسيات والغزل وكتابة الاشعار ولكن الشرق اليوم غير الشرق الامس ولابغداد اصبحت بغداد ولادجلة ولا الفرات هو الفرات.. وانتحرت دمشق جوهرة الشرق وتهدمت مدن القطر السوري الاسطورية الجمال بسبب حروب الجاهلية المعاصرة الدينية والطائفية اخوانية وخمينية بينما سلمت مصر وشاطئ النيل فيها واهرامتها حتي اشعار اخر بمعجزة من المصير الذي انتهي اليه الاخرون بفضل جسارة شعبها وجيشها الذي ابطل مفعول الفتنة . ومعروف ان المشاعر الانسانية لاقانون لها ولكن هذه السيدة اختارت ان تعيش قصة حب انتهي بزواج في غير مكانها وزمانها واتت الي الشام الجميل بعد ان اصبحت مدنه مهدمة وشواطئ انهاره مهجورة. التقي الشرق والغرب من قبل في قصص عشق وغرام اسطورية كسر فيها العشاق حاجز اللغة والخلفيات الثقافية مثلما حدث بين عميد الادب العربي الراحل طه حسين بعد رحلته الاولي الي فرنسا وقصة عشقة الاسطوري لسيدة فرنسية تمردت علي اسرتها واختارت العربي القادم من الشرق والذي كان يعاني من "العمي" ووقفت بجانبه واختارت الشرق ومصر موطنا ابدي لها. الشاعر المصري علي محمود طه المهندس كتب قصيدتة الخالدة الجندول يحكي فيها في ادب رفيع قصة اللقاء بفتاة غربية في تلك المدينة الايطالية الساحرة التي كانت ولازالت قبلة للسياح من مختلف دول واقاليم العالم وترجم حوار جري بينه وبينها في قصيدته الخالدة حين قال: قال: من أيـن ؟ وأصغـى ورنـا قلت: من مصـر غريـب هاهنـا قـال : إن كنـت غريبـا فـأنـا لم تكـن فينيسيـا لـي موطنـا وهناك قصة البروفسير والعالم السوداني الراحل الدكتور عبد الله الطيب وزوجته جريزلدا التي قالت ان اول ما فتنت به من عبد الله الطيب كان عروبته، وأنها رأت فيه أسطورة وسحر الشرق وحكايات "ألف ليلة وليلة".. والعشرات من قصص الغرام المشابهة والغير معروفة ولكن السيدة المذكورة ومترجمة المباحث الامريكية خرجت علي النص وغامرت بمهنتها البالغة الحساسية وعرضت نفسها للملاحقة القانونية والمحاكمة بعد ان اختارت ان تعيش تلك التجربة الانسانية في اجواء مختلفة عن الاماكن التي شهدت قصص الحب والغرام التي الهمت الشعراء والادباء القصائد والشعر الخالد الجميل جيلا بعد جيل. ثم خرجت تجرجر اذيال الخيبة وعادت الي بلادها بعد ان استعصي عليها العيش وسط الهدم والموت والدمار والعيش مع سفاحين سفكوا الدماء وقتلوا الناس علي الهوية وتفننوا في قطع الرؤوس واضاعو قضايا عادلة لشعوب مجني عليها لم تعد لها الاولوية في نظر العالم المصدوم من تلك التصرفات الغير مسبوقة في تاريخ العالم المعاصر. جاء في الاخبار ان السيدة بطلة هذه القصة تخضع لتحقيقات قانونية ومحاكمات بعد ان عادت الي بلادها وبعد ان قتل زوجها "الداعشي" في غارة جوية في سوريا ولاتوجد تفاصيل عن ملابسات هذه القصة الغريبة ومن يدري فربما تخرج علي الناس في يوم من الايام بكتاب تحكي فيه تفاصيل غرامها وعشقها الملغوم مثلما خرجت بطلة الماساة الانسانية الواقعية وسفينة الركاب الانجليزية " تيتانيك" بعد عقود طويلة من غرق تلك السفينة لتحكي للعالم ملابسات قصة عشقها العابر الذي لم يدوم كثيرا حيث انتهي الامر ببطل قصتها الي قاع البحر بعد ان فشلت في انقاذه .. خاصة في ظل وجود قواسم مشتركة بين عالمنا المعاصر والسفينة المذكورة .. العالم المهدد بالغرق والذي تحيط بها الازمات والمهددات احاطة السوار بالمعصم في ظل ازمة اخلاقية غير مسبوقة للنظام العالمي الراهن ورموزه ودوله الكبري العاجزين عن وضع النقاط علي الحروف والاشارة الي جذور الفوضي والارهاب والانهيارات الراهنة .. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة