قديماً، تحت مسمى المخططات السكنية المجاورة لمطار الخرطوم الجديد، كان يتم بيع الأوهام للبسطاء بالداخل والخارج .. (المخطط السكني الفاخر، الأكثر تميُّزاً بجوار مطار الخرطوم " />
فخ آخر ..!! بقلم الطاهر ساتي فخ آخر ..!! بقلم الطاهر ساتي
> قديماً، تحت مسمى المخططات السكنية المجاورة لمطار الخرطوم الجديد، كان يتم بيع الأوهام للبسطاء بالداخل والخارج .. (المخطط السكني الفاخر، الأكثر تميُّزاً بجوار مطار الخرطوم الدولي الجديد،
فالموقع جذاب وشرق المطار مباشرة، ويعتبر المخطط الوحيد بجوار المطار الدولي، وشهادة بحث من ولاية الخرطوم، ويفصل بين المخطط والمطار الدولي فقط شارع مائة متر ).. هكذا كانوا يبيعون للناس (السمك في الموية).. ولأن القانون لا يحمي البسطاء، وقع الكثير منهم في فخ المطار الدولي ..!! > ويبدو أن فخ المطار الدولي لم يعد يصطاد المغتربين وبسطاء الداخل، ولذلك شرعوا في نصب (كمين آخر).. فلنقرأ نص الخبر .. (أكد الأستاذ عامر محمد علي، مدير مشروع الإسكان الأخضر بصندوق الإسكان والتعمير بالخرطوم، عن اكتمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الإسكان الأخضر بمنطقة (الفتح 4 )، وأشار عامر إلى أن المرحلة شملت تشجير الشوارع داخل المخطط، وأن الترتيبات جارية الآن لتنفيذ المرحلة الثانية والتي تستهدف المخطط نفسه)..!! > لأشهر ونحن نسمع ونقرأ ما يسمونه مشروع الحزام الأخضر، وقالوا إنه حزام نباتي لوقاية ولاية الخرطوم .. ولم يكتمل المشروع بحيث تنمو الأشجار وتحيط بالخرطوم كإحاطة السوار بالساعد، ومع ذلك يسعون لاستغلال ( الاسم السمح)، بحيث يكون (فخاً آخر).. فانتبهوا أيها الناس، فالسكن بمشروع الإسكان الأخضر ــ الواقع على المناطق الحدودية المجاورة للولاية الشمالية والمجاور لمشروع الحزام الأخضر ــ هو الفخ البديل لفخ السكن بجوار المطار الدولي..!! > والمهم.. أي إنسان، متعلماً كان أو لم يفك الخط، دائماً ما يكون على قناعة بأن تطوير حياته ــ اقتصاديا واجتماعياً ــ نحو الأفضل بحاجة إلى إحداث (تغيير ما)، ويكون هذا الإنسان على قناعة بأن هذا التغيير ــ في حال حدوثه ــ قد يغيير مجرى حياته إلى (الاتجاه الصحيح).. ومع ذلك، رغم قناعاته بجدوى إحداث التغيير، يظل الإنسان أسيراً لما تعود عليه، أي يخشى التغيير ويرفضه.. فالعقل الباطني للإنسان دائماً ما يحدثه بأن التغيير قد يفشل ويسبب له المتاعب ويجلب له انتقاد المجتمع.. وتحت وطأة هذا التفكير السلبي، يقاوم التغيير ويُبقي على حياته ــ كما هي ــ بلا تطوير ..هكذا عقول السواد الأعظم من الناس، الرغبة في التغيير والخوف منه..!! > وعلى سبيل المثال.. مشروع البناء الرأسي ببعض أحياء الخرطوم العريقة، حي الديوم أنموذجاً، يمر بمنعطف ( الرغبة في التغيير والخوف منه)..فكرة المشروع هي تشجيع البناء الرأسي بعد تكدس المنازل ذات المساحات الصغيرة بالأسر.. فالديوم بالخرطوم كما الشعبية والمزاد بالخرطوم بحري، وكما الشهداء والعباسية والموردة بأم درمان، حيث تم تخطيطها وتوزيعها بمساحات (200/ 300 متر مربع)، قبل خمسة عقود تقريباً.. وتشهد تلك الأحياء وغيرها زحاماً سكانياً لم تواكبه نهضة وتطوير وسعة في البناء، ولذلك كانت فكرة البناء الرأسي كحل جذري للكثير من القضايا الاجتماعية، وكذلك لمشكلات الخدمات..!! > فالفكرة بطرف الصندوق القومي، وبعد دراستها بمنطقة المايقوما، تم اختيار الديوم كأولى مناطق تنفيذ الفكرة.. إزالة المنازل الحالية وتشييد عمارات بحجم خمسة طوابق، بواقع شقة أو شقتين في كل طابق حسب المساحة ( 200/ 300 متر مربع)، وبتمويل من مصارف الإدخار والنيل والعقاري التجاري، وبضمان رهن الأرض وما عليها من عمارة حتى سداد أقساط المصارف من (إيجار الشقق)..مع الاقتراح بأن الطابقين الأرضي والأول لسكن الأسرة المالكة للأرض، والطوابق الأخرى للإيجار مع تفضيل إيجارها لأفراد الأسرة وأقاربها طوال فترة التمويل ( 10 سنوات)، وبهامش تمويل سنوي ( 10%)..هكذا دراسة المشروع، وعلى أن تدير المشروع ــ طوال فترة التمويل ــ لجنة من المصارف وملاك الأرض..!! > مثل هذا المشروع، في حال تنفيذه ــ كما يجب ــ بكل أحياء الخرطوم، قد يصبح نواة التغيير والتطوير في البناء.. ويساهم في حل القضايا الاجتماعية والضغط السكاني ومشكلات الخدمات، ويحد من ظاهرة الفقر، ويساهم في توفير مساحات من الأراضي بالأحياء بحيث تكون ميادين وحدائق.. فالفوائد كثيرة.. ومع ذلك، للأسف لن يجد المشروع طريقاً إلى التنفيذ.. وليس هناك ما يمنع التنفيذ غير (الخوف من التغيير)، ثم أزمة الثقة الراسخة بين المواطن وأجهزة الدولة.. وأزمة الثقة مردها لأزمة عدم الشفافية التي تدمنها أجهزة الدولة، وكذلك الاستغلال غير الحميد للمواطن.. ولذلك، سوف تتواصل مآسي الوقوع في الأفخاخ وتوزيع الأوهام للبسطاء ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة