عندما يتغلب اليأس علي الاقلام فالصمت ابلغ

عندما يتغلب اليأس علي الاقلام فالصمت ابلغ


12-05-2021, 05:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1638722312&rn=0


Post: #1
Title: عندما يتغلب اليأس علي الاقلام فالصمت ابلغ
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-05-2021, 05:38 PM

04:38 PM December, 05 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




إبتداءً الشكر لكل الإخوة الاصدقاء الذين سألوا و لا تزال رسائلهم ترد، و اعتذر من الذين لم استطيع الرد عليهم لأسباب تقنية و فقدان الحساب لجزء من الوقت و ذلك نسبة لإنقطاع الانترنت بعد ٢٥ إكتوبر.

اطمئن الجميع بأني في اتم الصحة، والعافية، وقد غادرت البلاد في السابع من نوفمبر الماضي.

الكثيرين من الاصدقاء، و المتابعين يسألون عن الغياب، واسبابه، و سأل الكثيرين .. ما هو رأيك في ما حدث في ٢٥ إكتوبر؟

علي المستوي الشخصي لم اكن مندهش او مستغرب مما حدث، لا اريد ان اذكر بمراجعة ما ظللنا نكتبه، و التنبيهات المتكررة من صباح توقيع الوثيقة الدستورية التي سميتها بالعار لأنها فعلاً عار علي ثورة عظيمة ممهورة بالدماء، الي ما قبل ٢٥ إكتوبر بساعات.

اما عن حمدوك فكان رأيّ فيه واضحاً منذ اول خطاب له بعد اداء القسم، و اثبتت الايام انه غير جدير بإجماع الشعب، فلو للضعف شعار فحمدوك حيث التردد، و المداهنة، و التسويف، و إن للخيانة معنى فحمدوك حيث التضليل حين كان الشارع متحداً ينتظر منه الإشارة الي مكامن التواطؤ علي الثورة، و من يريدون وأدها، و وضعوا المتاريس في طريقها، اما لو للعمالة وجه فالرجل لا علاقة له بأجندة الثورة فهو في القصر بجسده فقط لا يعرف عن الشعب السوداني شيئ و لا يحس بما يحس.

اما عن القوى السياسية التي مثلت الثورة "قحن" فكان الهدف و الغاية السلطة، و الدليل صمتهم لعامين، و الثورة تُذبح امامهم كل يوم، بالتآمر، و التسويف، و المماحكة، و التمكين اللعين.

ما حدث في ٢٥ إكتوبر لم يكن إنقلاباً علي الثورة، فهو إنقلاباً علي إنقلاب، فالإنقلاب علي الثورة حدث منذ توقيع الوثيقة العار، و ما انتجته إتفاقية الشراكة العبثية، وتقاسم السلطة، و دماء الشهداء لا تزال تسيل في الشوارع، و الميادين.

للأسف الإنقلاب علي الثورة قادته قوى مدنية حزبية لا تؤمن بالديمقراطية، و التعددية، إختطفت الثورة، و كرست لخطاب شعبوي كريه، إستغل حالة عدم الوعي السياسي لشريحة كبيرة من الشباب نتيجة لعمليات التجريف الممنهج التي انتهجها النظام البائد، فسارت هذه الاحزاب الشمولية في ذات الطريق لمزيد من الإستغلال لأجل مصالح ضيقة، لا تمت للثورة، او الوطن بصلة.

علي المستوى الشخصي نعيت الثورة، و الإنقلاب عليها عندما تم إعتقالي من غرفة نومي بعد إسبوع من وصولي لأرض الوطن بعد غياب ل٢٢ عام بواسطة خمسة افراد بالزي المدني مدججين بالسلاح، و ذلك في عهد ثورة ديسمبر حيث الحرية، و السلام، و العدالة، ثم تم حظري من السفر بطريقة غير قانونية ، حيث لم يكن الحظر صادراً من النيابة، او القضاء.

المضحك المبكي طرحت الامر علي الرأي العام فوردتني بعض الرسائل من إخوة سياسيين من بينهم من يمثلون سلطة الثورة، نصحوني بالذهاب الي القضاء، و النيابة، لأخذ حقي بعد ان وصلهم صوت اللوم لتفريطهم في الثورة، و الحريات، بل ذهب البعض لأبعد من ذلك لإعتبار ان هذه مسألة شخصية لا يجب إقحامها كقضية عامة يقاس عليها.

إحتراماً للخصوصية منعتني المبادئ من نشر محادثات، و رسائل من قادة سياسيين دارت بيني و بينهم إتهموني بالغلوء و الشطط في الخطاب ضد المكون العسكري الشريك في عملية الإنتقال، و ذهب البعض لتوصيفها بقضية غبن شخصي، و ترجاني البعض صراحةً بتغيير الخطاب لأنه يدعم هدم عملية الإنتقال.

نعلم، و يعلمون ان العقبة الحقيقية امام التحول، و التغيير يكمن في إختطاف المؤسسة العسكرية المدجنة لصالح مشروع الاخوان المسلمين شئنا ام ابينا، و لا تزال في ذات المربع.

لأن همهم لم يكن التغيير و الإنتقال الديمقراطي الحقيقي، اذي خرج لأجله الشعب في ثورته اليتيمة، فتماهوا مع لجنة المخلوع الامنية التي قضت وطرحها منهم، فذهبت بهم الي المعتقلات، و حطت من كرامتهم برغم وجودهم في السلطة بإسم الثورة التي خانوها، و لم يصونوا دماء شهداءها.

قسماً بالله لو شعر المكون العسكري انهم يمثلون الثورة بنسبة جزء من المليون، و يحملون اجندتها بصدق، و امانة لما اقدموا علي ما فعلوه.

تبقى المعضلة في إنعدام الوعي السياسي الذي يعم اوساط الشباب، و العامة من الناس، فصوروا لهم ان المدنية هي وجود شخص بلباس مدني حيث اصبح حمدوك عبثاً رمزاً للمدنية، فبعد الإنقلاب ايصبح خائناً متآمراً، بعد ان ادار ظهره لهم، و هم في المعتقلات، و بهذا لقد بعدت المسافة، و إتسعت الشُقة بينهم و السلطة التي لا يمكنهم من الوصول اليها إلا بالتآمر و الإنقلابات العسكرية، فكانت ديسمبر المجيدة المطية السهلة لبلوغ الغايات الذاتية، و ممارسة عاداتهم السرية.

للأسف بعد نجاح الثورة و سقوط النظام البائد لقد سقطت ورقة التوت فبانت العورات، و السوءات، فكان الصراع لأجل السلطة، و المصالح الذاتية الضيقة التي إختطفوا لأجلها الثورة، و احلام الشباب التواق للتغيير الحقيقي في الحرية، و السلام، و العدالة.

لا اخفي عليكم بأن سيطرت عليّ موجة من الإحباط جعلت من الصمت ملجأً، و ملاذاً، حيث قضيت تسعة اشهر بالتمام في جرجرة محاكم عبثية مع الكيزان في قيادة الجيش تحت نظر و مسامع الجميع منعتني المبادئ من المغادرة قبل الوصول الي نهاية هذا المسلسل القميئ، حيث لا يعرف حجم هذه المأساة إلا من عاش في الغرب و يعرف الحياة هناك، لا اقصد العواطلية، و المتسكعين!

الآن انصح كل من تم إعتقاله، او مُنع من السفر، بالذهاب الي النيابة و القضاء، و ان لا يصدعونا بقضايا خاصة لأن الامر لا يستحق ان يكون قضية تهم الثورة بقدر انها تخص مطامعهم، و دناءتهم، و إنحطاط قيمهم، و وطوء مبادئهم، فالثورة بريئة منهم و افعالهم، فمن هذا الباب يريدون تدوير نفاياتهم القذرة، و إعادة خطابهم الشعبوي الممجوج، و المتعفن الذي اكل الدهر عليه و شرب.

اكرر .. السادة قادة القوات المسلحة ..الطريق الي قلوب الشعب السوداني هو تحرير المؤسسة العسكرية من قبضة الكيزان، و فلول النظام البائد، و وضع حد للمليشيات، فالمعروف في كل جيوش العالم تُنشأ المليشيات بقوانين تحدها مهام زمنية، و جغرافية محددة تُحدد حسب المصلحة، و الغرض، لكن ان تبتلع المليشيات مؤسسات الدولة، وتصبح دولة داخل الدولة هذا لا يمكن ان يحدث إلا في دولة السودان المكلومة التي حكمها اللص الماجن المخلوع، و جماعته الضالة، ولا تزال!

قلتها قبل دقائق من مغادرتي للبلاد.. لا يمكن ان يقتنع الشعب السوداني بأي فعل ثوري من قبل القوات المسلحة ما لم يتم تطهيرها من الكيزان، و فلول النظام البائد.

لا يمكن لجيش تركه المخلوع بكل تفاصيله ان يكون مصدر ثقة للشارع ما لم تكون هناك خطة ممنهجة، و واضحة لإصلاحه، فالكل متفق علي ذلك كما قالها السيد البرهان، و قبله الفريق الغالي.. "عشان ما ينط واحد يقول ليك إنتو عاوزين تفككو الجيش"

اخيراً .. "السواي ما حداث" ننتظر افعالاً تقترن بالاقوال لو ان في الوقت متسع، و لم تُرفع الاقلام بعد!!!

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/04/2021


عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/04/2021




عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/04/2021