نعي الناعي وفاة ورحيل أحد قامات الغناء السُوداني ، وأحد المع المُثقفين الموسيقين ، و المُهتمين بالتراث السُوداني و المُجيدين فيه الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي .. غني كابلي بالدارجية السُودانية ( خال فاطنة ) يسلم لي خال فاطنة ليهم بلالي البدرج العاطلة .. أبكريك في اللجج سدر حبس الفجج خال فاطنة .. عشميق حبل الوجج أنا اخوي مقلام الحجج خال فاطنة .. كما غني بالعربية الفُصحي الرصّينة ( نالت علي يدها ) .. نالت علي يدها ما لم تنله يدي .. نقشاً علي معصم أوهت به جلدِّي .. كأنه طرق نمل في أناملها .. أو روضة رصعتها السُحب بالبردِّ .. غني "كابلي" الغناء الرفيع ، فتغني للشاعر الكبير "الحسين الحسن" ( إني أعتذر ) .. حبيبة عُمري تفشي الخبر .. وذاع وعمّ القري والحضر .. وكنت أقمت عليه الحصون .. وخبأته من فضول البشر .. كما تغني له أيضاً بأغنية ( أكاد لا أصدق ) .. أكاد لا أُصدق .. أهذه الحروف .. كُل هذه الحروف خطها بنانك الُمنمق.. بنانك المُموسق .. وبذكري الشاعر "الحسين الحسن" فقد غني "كابلي" لشقيقه الشاعر الكبير "تاج السر الحسن" الأُغنية الخالدة ( آسيا وإفريقيا ) .. عندما أعزف ياقلبي الأناشيد القديمة .. ويطل الفجر في قلبي علي أجنح غيمة .. سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة .. للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو .. لرفاقي في البلاد الآسيوية .. للملايو ولباندونق الفتية .. كما غني في ذات المنوال الرفيع للشاعر الكبير "صديق مُدثر" رائعته ( ضنين الوعد ) .. يا ضنين الوعد أهديتك حُبي .. من فؤادٍ يبعثُ الحُب ندّيا .. إن يكُن حُسنك مجهول المدي .. فخيال الشعر يرتاد الثُريا .. كما تغني للعقاد في ( شذي زهرٌ ) ، وغني رائعة أم كلثوم ( أراك عصئ الدمع ) وغيرها من الأغنيات الرفيعة المقامات .. عبقرية عبدالكريم الكابلي ليس فقط في صوته العذب الطروب ولا أداؤه الموسيقي فقط ، ولكن في أنه كان يكتب و يُلحن أيضاً أُغنياته .. وكمثال أغنية ( كلميني يا مرايا ) .. يا شوق يا نغم يا قلوب فرحانة .. يا ذوق يا فهم يا عيون سرحانة .. بنور وزهور وعطور واستلم المجال .. وكذلك أُغنية ( يا زاهية ) .. يا زاهية قلبي الشلتي جيبي .. يا لاهية عبثك بي لو سيبتي .. في عيونك الدلال راهب سكران .. اما ثغرك كان لعيني جنان .. و تغني للدوش قصيدته العبقرية ( سُعاد ) .. دقت الدلوكة .. قُلنا الدنيا ما زالت بخير .. أهو الناس تعرّس وتنبسط .. تككت في الراكوبة بالحنقوقة سروالي الطويل .. سويتللو رُقعات في الوسِط .. في خشمي عضيّت القميص .. أجري وأزبد شوق وأنط .. لامن دخلت الحفلة فجيت الخلوق .. وركزت شان البت سُعاد .. وعبد الكريم الكابلي لم يُغني فقط ، و لكنه أيضاً قدم المديح وأغاني التصوف والصوفية ، كالسُّراي ، وليلة المولد يا سر الليالي .. الكابلي مُتحدث لبق يأثرك بحديثه وثقافته الواسعة ، رجل وطني غيور ومُحب لبلاده ، رحل بعد أن رأي الثورة فيها والشباب يتقدمون وطالما كان مُشجعاً لهم وللثورة .. غني للوطن أجمل ما يكون الغناء .. غني لأكتوبر .. هبت الخرطوم في جُنح الدُّجي .. ضمدت بالعزم هاتيك الجراح .. وألتقينا في طريق الجامعة .. مشهدٌ يا موطني ما أروعه .. و ( قمر دورين ) .. شمس الصباح والصباح رباح شمسك يا وطني .. طعم النجاح الزانو كفاح .. طعمك يا وطني .. حتي الجراح الزمانن راح مهرك يا وطني .. أهلي الفُصاح أسياد الصباح درعك يا وطني .. كُل الملاح الجمالن فاح زينتك يا وطني .. إنت عندي كبير وحُبي ليك كتير .. القومة ليك يا وطني .. شيلوه وزيدوه وطن الجمال .. وعلوه خلوه في عين المحال .. أبنوه ومدوه بالمال والعيال .. زيدوه وأبنوه بعزم الرجال .. بأملنا وبعملنا وبالمحنة .. وبوفا النيل في دماءنا نبني جنة .. ونبتهج نحن وصغارنا ونتغني .. يا أصلّنا ومُبتداءنا يا حلاة مسرح صبانا وزكرياتنا ومُشتهانا .. إنت فينا كبير وريدنا ليك كبير .. القومة ليك يا وطني .. رحم الله الفنان الكبير والإنسان الجميل عبد الكريم الكابلي الذي توفي ورحل ودُفن بعيداً جسداً عن وطنه الذي ولد ونشأ و كُبر فيه وأحبه ( السُودان العظيم ) .. زمان الناس هداوة بال وإنت زمانك الترحال وليلهم عمرو ما سئال وليلك لي صباحو سؤال قِسمتك يا رقيق الحال ومكتوب ليك تعيش رحاال .. نضال عبدالوهاب .. ٤ ديسمبر ٢٠٢١ ..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/04/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة