* إن تواصُل مليونيات الجيل (الراكب راس) أحارَ دليلَ البرهان وزمرته، ومع ذلك يصر البرهان على تنفيذ أجندته لإحداث إنقلاب كامل في معطيات ثورة ديسمبر المجيدة.. ويرتب أدوات إزالة أهداف الثورة إزالة لا تقوم قائمة للأهداف بعدها..
* و لتدعيم وتركيز إنقلابه دولياً عبّر للدول، ذات المصالح في السودان، عن إلتزامه بالمواثيق والاتفاقيات الدولية..
* ولخداع نفسه قبل خداع الدول ذات الشأن، قال البرهان، دون حياء، أن الشعب السوداني بكامله يدعم قرارات الانقلاب، ولا يرفضها سوى بعض النخب..!
* وهذا القول يعكس حقيقة البرهان كما يراها الشارع السوداني في هتافاته الداوية: " برهان مالو؟ برهان وسخان! الجابو منو" جابوا الكيزان!".. فهو قاتلٌ مأجورٌ وكذابٌ أشِر، ومتملق لكل الدول وعميل لبعض الدول. وللشارع السوداني الحق في الا يأتمنه..
* وبعد كذباته المتتالية، لا أعتقد أن الدول الغربية سوف تحمل وعوده بالالتزام بمصالحها على محمل الجد، خاصةً وانها تعلم أن لروسيا أيادٍ تحرك إرادة البرهان وحميدتي.. وأن روسيا سوف تقف ضد مصالح الغرب كله إذا نجح إنقلاب البرهان..
* لم تكن إدانة أمريكا والاتحاد الأوروبي للإنقلاب، منذ بداياته، إلا لمعرفتها من يقفون وراءه.. وقد حذرت أمريكا الإمارات ومصر والسعودية من دعم الإنقلاب.. بل وسارعت إلى إيقاف مبلغ 700 مليون دولار كان من المقرر منحه لحكومة الثورة تخفيفاً لأزماتها الاقتصادية الطاحنة..
* أما روسيا ودول محور الشر العربي، فلم تكن تحتاج من البرهان إلى الطمأنة، فهي شريكته في الإنقلاب، ومصالحها مصانة، بالضرورة، متى نجح الانقلاب واستسلم الثوار للجنرالات العملاء..
* هذا، ورغم اطمئنان دول محور الشر العربي على مصالحها، حال نجح الانقلاب، إلا أنها لا تغامر بمليارات الدولارات في السودان بينما قبضة الانقلابيين على البلد لا تزال مشكوك فيها..
* وصعُب الأمر على البرهان وعصبته، فبالإضافة إلى دول محور الشر العربي الضنينة بملياراتها، فإن الدول الرأسمالية أوقفت المنح الشحيحة التي كانت تقدمها للسودان، قبل الانقلاب، على أمل أن تسفر الأوضاع في النهاية عن حكومة مدنية خالصة..
* لكن إنقلاب البرهان قضى على أمل قيام أي حكومة مدنية حقيقية في السودان، ما دفع الدول الرأسمالية للإحجام عن تقديم الدعم (الشحيح) الذي كانت تقدمه للحكومة..
* ومال خزينة حكومة الانقلاب يتقلص.. ومن الاستحالة وضع تقديرات (واقعية) لموازنة (وازنة) للعام 2022.. وميزانية الصرف على الأمن ترتفع، ودروب الحصول على الديون والمنح مسدودة.. والدين من النظام المصرفي بلغ الخطوط الحمراء وطباعة العملة (ربربربربرب) يزيد التضخم الجامح جموحاً يخرج عن السيطرة..
* البرهان في حيرة صاعقة.. ولا معين له للخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية اللتين أوقع السودان فيهما، وتبعت العزلةُ الدولية الأزمتين مدعومةً بتوتر صلة الحكومة بسفاراتها في الدول التي لم تعترف حكوماتها بحكومة الانقلاب؛ علاوة على أن سفراء السودان في تلك الدول لا يعترفون بحكومة الانقلاب، وبالتالي لا ينصاعون لأوامر البرهان..
* لم يكن البرهان يتوقع فشله في الاتيان بحمدوك في يوم 21 أكتوبر 2021، كورقة رابحة يستخدمها أمام الشارع والمجتمع الدولي، لتغطية حوباء إنقلابه العسكري بشخصية مدنية (كانت) مرغوبة دولياً، ومحبوبة لدى الشارع السوداني حباً جماً..
* إذ لم يكن يدري أن حب الشارع لحمدوك كان حباً مرتبطاً بتحقيق أهداف الثورة.. لكنه صُعِق من ما حدث في الشارع بمجرد سماع الشارع لخبر توقيع حمدوك على الاتفاق السياسي، إذ إنقطع الحبل السري بين حمدوك وبين الشارع على الفور.. وانقلب الحب إلى بغض شديد لدى بعضٍ.. وبغض حذِر لدى بعضٍ وتعاطف كسول لدى بعضٍ آخر.. وخسر البرهان الرهان بورقة حمدوك..
* لم تبقَ بيد الانقلابيين سوى ورقة وحيدة يلعب بها لكسب ود الدول المانحة، أو الاتحاد الأوروبي وأمريكا، ألا وهي ورقة حميدتي..
* وتم استخدام ورقة حميدتي بأسلوب أرعن في حديث وراءه تهديد ووعيد وابتزاز يطالب فيه حميدتي أوروبا وأمريكا بدعم حكومة الانقلاب، وإلا فإنها سوف تشاهد تدفقاً للاجئين غير مسبوق.. وأن لا خيار أمامهما سوى دعم حكومة الإنقلاب لمنع ذلك التدفق، وإلا فإن اللاجئين سوف يغرقون أوروبا وأمريكا..
* أيها الناس، إن ما أعطى حميدتي كل تلك الثقة لقول ما قال هو سابق علاقاته مع رجال من وكالة الاستخبارات الأمريكية، رجال كانوا يذهبون إليه في (مرابضه) بشمال غرب السودان، وكانوا يفاوضونه ويتشاورون معه حول كيفية منع الهجرة العشوائية إلى أوروبا عبر السودان.. وظلت أمريكا تمده بالمعينات اللوجيستية وبالأسلحة المناسبة وما إلى ذلك لتنفيذ مهام حراسة الحدود، وذلك في ما بين عامي 2016 و 2017..
* يجهل البرهان وحميدتي، أن أوراق حميدتي التي يلعبان بها حالياً أوراقٌُ عفا عليها الزمن وأصبحت غير صالحة للعب في عصر تغيرت فيه معادلات العلاقات الدولية.. كما تغيرت المعادلات المحلية بظهور جيل (راكب راس) و(واقف قنا) في السودان!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/04/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة