واحدة من أكبر التحديات التي واجهت مسيرة التحول الديمقراطي في بلادنا، هي غياب الثقة.! للأسف هذه المعضلة رافقتنا لوقت طويل، نتيجة للإنقلابات العسكرية التي إستأثرت بحكم السودان. الفريق إبراهيم عبود نفذ إنقلاباً عسكرياً على الحكم المدني في ١٩٥٨م، أي بعد عامين فقط من إستقلال السودان وظل في السلطة ٦ سنوات يمارس العبث كانت نتيجته إغراق مدينة حلفا.! وهكذا فعل جعفر نميري في عام ١٩٦٩م، قام بإنقلاب عسكري وإستمر في الحكم ١٦ سنة، ختم سنوات حكم الدموي بتجدد حرب الجنوب، وتورطه في جريمة ترحيل اليهود الفلاشا، بجانب فشله التام في كافة مجالات الحياة، بل دخلت البلاد في مجاعة شاملة لاسيما مناطق شمال كردفان تحديداً منطقة المويلح.! وفي ١٩٨٩م، سطى الكيزان على السلطة عبر إتفاق بين الترابي الذي ذهب إلى السجن حبيساً، وعمر البشير ذهب إلى القصر رئيساً وظل فيه يمارس العبث والفساد والإستبداد وتأجيج الحرب، ٣٠ سنة على حساب المصلحة الوطنية العليا، التي تحتم إحترام إرادة الشعب، والصبر على مسيرة الديمقراطية لمعالجة الإختلافات السياسية والتباينات الفكرية والثقافية والتأسيس عليها لبناء دولة المواطنة الحاضنة للجميع. لكن شيء من هذا لم يحدث، إذ حدث التآمر والخيانة لإرادة الشعب فأصبحت الأزمة مثل كرة الثلج تتضخم يوم بعد آخر. غياب الثقة مشكلة كبيرة تواجه الراهن السياسي، وهذا سببه تغول البرهان وحميدتي كل الملفات، وخطاب التخوين والشائعات التي يروج لها الكيزان، وبعض القوى السياسية.! الإستقالة،، التي لوّح بها د. عبدالله حمدوك مؤخراً، تأتي في هذه الأجواء الملبدة بغيوم التخوين. إذن للخروج من الأزمة الحالية، على جميع القوى السياسية أن تتحلى بالشجاعة اللازمة وتعترف بقصورها وأخطائها التي ساهمت في خلق هذا المناخ المسمم بالإتهامات والتخوين.
المرحلة الراهنة، التي تمر بها بلادنا تحتم أن تكون هناك خارطة طريق واضحة مبنية على خطة وطنية متفق عليها بين قوى الثورة بكل عناوينها وراياتها ومواقفها، والدكتور عبد الله حمدوك، أساسها، إطلاق يده، وتحجيم دور البرهان وحميدتي وبقية أعضاء اللجنة الأمنية التابعة للنظام السابق. تدخل العسكر في الشأن السياسي هو الذي عقد المشهد، ومن ثم أدى إلى إنعدام الثقة، وإنسداد الأفق السياسي. الطيب الزين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/22/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة