هجرة الافراد لبلاد اجنبية هي ممارسة طبيعية واثراء جميل ومفيد للخبرات والتراث الإنساني. وينقسم المهاجرون للبلاد الأجنبية الي فئتين أحدهما تحمل إقامة مؤقتة وتنظر للهجرة كظرف مؤقت مساعد او ضروري او لجوء ويعود بعدها المهاجر لوطنه الأول الدائم وتوجد فئة اخري تري في الهجرة تحول جذري دائم مطلوب لهم للحصول على مواطنة جديدة لأي سبب مقنعة لهم كأفراد.
ولا يجوز ابدا تعامل السفارات والأجهزة في اوطان المهجر مع المهاجرين المستوطنين على انهم من مجموعة جالية مترابطة لهم ولاء ثاني بخلاف مواطنتهم المكتسبة ووطنهم الجديد الذي اختاروه طواعية ويحملون مستندات تثبت انتمائهم له وبالتالي يعاملون كغيرهم من المواطنين.
فالمواطن في أي دولة له قلب وعقل وجسم واحد ولا يمكن ولا يجوز لأي فرد الحياة بانفصام في ولاءاته. ولذلك ليس من المطلوب ولا المقبول ان يسمح بالاستمرار في عضوية جالية اجنبية بعد حصول المهاجر على المواطنة في دولة المهجر. وتوجد مسئوليات وواجبات على السفارات والأجهزة الرسمية في المهجر والجالية الأجنبية والافراد المستوطنين لدعم وتعزيز عمليات الدمج الشامل للمواطنين الجدد.
فالمهاجر الذي تحصل على مواطنة جديدة عليه وعلى افراد اسرته المهاجرة كأفراد وليس كمجموعة صغيرة تابعة لفرد مهاجر عل كل منهم واجبات الاندماج في اللغات والثقافة والتراث والتاريخ والسلوكيات والمفاهيم والمعتقدات الدينية. وعلى الافراد المهاجرين الذين تحولوا لمواطنين اعتبار كل ما اكتسبوه وشكل شخصيتهم في الماضي في وطنهم الأول خبرات سابقة مكتسبة يمكن توظيفهم لمصالح الوطن الجديد المشتركة مع وطنهم الأول.
والمواطن الجديد ليس طابور خامس في وطنه الجديد يدعي انتماء جديد ويخدم انتماء آخر أول. والمواطن الجديد أيضا لا يصبح عميل لوطنه الجديد ضد وطنه الأول. بل المواطن الجديد هو فقط يخدم المصالح المشتركة بين وطنه الجديد ووطنه الأول ويوظف خبراته المكتسبة في الماضي لصالح الشعبين ولكنه بكل الصدق والإخلاص يحاول خدمة وطنه الجديد كأسبقية بما لا يضر وطنه الأول.
المواطن الجديد الذي يصر على تعلم وتمسك أفراد أسرته بلغة وتراث وممارسة عادات وتقاليد ومعتقدات وسلوكيات وطنه الأول ويخشى ويتجنب ان يمارس أبنائه سواء أطفاله القاصرين او البالغين سلوكيات وعادات وتقاليد وتراث وطنهم الجديد يكون بذلك قد أخل كليا بشروط حمله المواطنة الجديدة. وعلى السفارات والأجهزة في الوطن الجديد العمل معا لمحاولة تصحيح مفاهيمه وافعاله المزدوجة المعايير ولو فشل ذلك فعليهم معا معالجة وضعه القانوني.
لذلك يجب على السفارات والأجهزة في الوطن الجديد تنظيم دورات وفعاليات ومناشط مشتركة لتوعية ومساعدة الافراد المهاجرين سواء ذوي الإقامة المؤقتة او المواطنين الجدد للحفاظ على وضعهم الأول او الجديد إما بصيانة المواطنة الأولي او الاندماج الكامل في الوطن الجديد. ومن اهم وأخطر مسببات مشاكل الصراع الوطني والتفكك الاجتماعي وتهديد الامن والاستقرار والتنمية والتطور وجود افراد يصرون التمسك بروح وعقل ومصالح ومظاهر وسلوكيات وعقائد وعادات وممارسات اجنبية وافدة من الوطن الأول في داخل وطنهم الجديد
من الغريب والمستهجن والضار جدا ان تجد مواطن جديد بعد مرور زمن عاشه في وطنه الجديد لازال يحتفظ بغالبية اصدقاءه من وطنه الأول بالرغم من ان عددهم محدود وتجد انه بخلاف واجباته تجاه افراد اسرته في وطنه الاول ان معظم استثماراته وصرفه المالي واهتماماته السياسية منصبين على وطنه الأول
يجب على المواطن الجديد الحرص والعمل بإخلاص واجتهاد للاندماج الكلي في وطنه الجديد واتقان اللغة والتراث والعادات والتقاليد والمعتقدات والسلوكيات السائدة في وطنه الجديد. ويجب ان يكون وصي أمين علي أطفاله القصر والذين من المفترض ان يكون انتمائهم للوطن الجديد. وعليه أيضا عليه شرح الواجبات بحياد وموضوعية لأبنائه البالغين ليقوموا هم بأنفسهم بتحديد اختيارهم في المواطنة
https://wp.me/p1TBMj-1yjhttps://wp.me/p1TBMj-1yj
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 21/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة