منقول من صفحة الاستاذ علي سعيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
ترك مرق ترك مرق؟
في السابق وقبل تطور الأحداث كان لترك ، وهو ناظر الهدندوة وهي نظارة واحدة من ستة نظارات في شرق السودان ، كان له ثلاث مطالب فقط: ١-الغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا ٢- موضوع الهوية واللاجئين ٣- وموضوع التنمية في شرق السودان. وكلها مطالب موضوعية وأبرزها مسار الشرق والذي يعتبر أس المشاكل في شرق السودان. مسار الشرق كما مسار الشمال والوسط وقعه من شرق السودان أشخاص لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا هم ممثلين ومفوضين من عموم شرق السودان.
بعض مراهقي السياسة يبسطون الازمة الحالية في حكاية الكيزان والفلول وان ترك عضو مؤتمر وطني. من يفهم موضوع الأدارة الأهلية في السودان يعلم تمام العلم ان الإدارة الأهلية تأتمر بأمر الحاكم سواء كان مؤتمر وطني أو اتحاد اشتراكي أو حزب شيوعي أو حرية وتغيير. الإدارة الأهلية مع النظام القائم أي كان شكله تشاكسه قليلاً وترتمي في أحضانه كثيراً نقطة هنا ونبدأ سطر جديد.
الناظر ترك المغضوب عليه اليوم من قوى الحرية والتغيير وعضو المؤتمر الوطني السابق والمنتمي لكيان الأنصار تاريخياً وبالميلاد يعلم المتابعون أنه كانت له صولات وجولات ضد المؤتمر الوطني نفسه في النظام السابق كما أنه استفاد أيضاً كما استفاد غيره من النظام بمماهاته ومجاراته أحياناً كثيرة. ولكن كان يمكن للناظر ترك أن يهتف بشعارات الثورة ويتبنى مواقفها ، ولكن الناظر ترك اليوم ١٧ سبتمبر تبنى بالكامل أجندة الفلول أعضاء المؤتمر الوطني و بلا شك هم يقفون من خلفه وبشدة. فبعد أن كانت المطالب مسار الشرق والتنمية واللاجئين أصبحت اليوم حل لجنة التمكين وحل الحكومة وتفويض القوات المسلحة لاستلام السلطة وهي مطالب سياسية كاملة الدسم لا يوجد فيها مطلب واحد يتحدث عن اقليم شرق السودان يتحدث بها ترك بلسان المؤتمر الوطني. وهكذا تخسر حكومة الثورة الناظر ترك الذي كان يمكن كسبه لصفها والذي يرتمي اليوم بكامل ثقله في أحضان وأجندات المؤتمر الوطني وعضويته بمن فيهم الطاهر ايلا لأن الاصطفاف الأن أصبح اصطفاف أهلي وقبلي لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية قد لا يتم تحقيقها بغير الاصطفاف القبلي.
قبل عدة شهور قاد الوزير خالد عمر وفد وزاري رفيع نجح في تهدئة الأوضاع وتطمين الخواطر ولكن يجب ان تعلم الحكومة أن الخطب الرنانة بدون متابعة التوصيات والعمل عليها والفعل لن يجدي شيئا وتكون أثارها كالمسكنات مؤقتة. ربما اذا ترك الأمر على القارب فإن خمس نظارات أخرى وأربع عموديات في شرق السودان قد تقرر هي الأخرى أخذ الأمر على عاتقها وحينها يختلط الحابل والنابل وتخرج الأمور عن السيطرة. على رئيس الوزراء أن يقوم اليوم قبل الغد بالتحرك بنفسه الى كسلا والاعلان من هناك على التالي:
- تجميد مسار الشرق في اتفاق جوبا - اعلان قيام مؤتمر شرق السودان الجامع في شهر اكتوبر برعايته الشخصية. - دعوة المانحين والصناديق العربية (الكويت بالتحديد) لاطلاق مؤتمر تنمية الشرق. - توجيه البعثة الأممية (يونيتامس) بالتركيز على بناء السلام ومشاريع السلم والتماسك الاجتماعي في شرق السودان. - تعيين مفوض قومي لمفوضية اللاجئين (المنصب خالي منذ ديسمبر الماضي) وتتبيع المفوضية (ولو بمرسوم مؤقت) لمجلس الوزراء وتحت اشرافه الشخصي والعمل على اصلاحها وطلب تقارير يومية عن الأوضاع والنزوح وتأثير كل ذلك على ديموغرافية المنطقة. - تكليف ولاة من ذوي الحزم ومن خارج الإقليم لولايتي كسلا والقضارف تكليفاً مؤقتاً حتى بعد قيام مؤتمر الشرق. - الاجتماع بشباب الثورة في كل الاقليم والاستماع لهم ونفخ روح الثورة فيهم فلن تحتاج جيش ولا دعم سريع ، هؤلاء هم جنودك اذا صدقتهم صدقوك.
سعادة رئيس الوزراء إن لم تفعل أنت الآن يفعل غيرك وتضيع فرصة تاريخية أخرى لتأكيد أن الثورة تتعثر ولكنها مستمرة ، تحرك سريعاً وأذهب وحدك ولا تأخذ عرابي جوبا معك.
09-21-2021, 03:54 AM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3595
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة