بعد جدل طويل أثبتت آخر الأبحاث حول عقار Ejiao الصيني أنه بالفعل يعالج فقر الدم خاصة عند النساء عند الحيض، كما يعالج أمراض اخرى كثيرة. يستخلص هذا الدواء من جلود الحمير، وعليه طلب هائل في الصين، حيث تحتاج الصين إلى أكثر من مليون جلد حمار في العام. نتيجة لذلك بدأت عمليات استيراد الجلود من أفريقيا، وت############ت بعض دول افريقيا إلى استنزاف حميرها مما دفعها لسن قوانين تحظر تصدير الحمير أو جلود الحمير، ولكن ما قولكم إذا اخبرتكم بأن جلد الحمار الواحد يُباع للصين بألف دولار؟ أي ان تصدير مائة حمار فقط تربحك مائة ألف دولار، فإذا بعت ألف حمار، دخلت في قائمة المليونيرات بالدولار. يعتبر السودان افضل البيئات الصالحة لإنتاج وتربية الحمير، وهذا ما يؤكده تطور دولتنا منذ الاستقلال عام ١٩٥٦، وتعاقب الحكومات الحميرية عليه. ولو أن السودان ركز على ما يجيده وهو تربية الحمير فسوف ينجح نجاحا باهراً في تجاوز صادراته من الماشية الأخرى الأكثر تكلفة والأقل ربحا، بل وسيتجاوز حتى المحاصيل التي تتكلف الكثير من الجهد والوقت. ضرورة إبرام اتفاقية مع الصين؛ حيث تلتزم الصين بتصدير التكنولوجيا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لنا ونحن نصدر لهم الحمير، كما أن وزارة الثروة الحيوانية تستطيع أن توطن انتاج وتربية وتصدير الحمير كثروة قومية، ويعد الشعب السوداني من الشعوب الأكثر شهرة بأنهم ينكحون الحمير، وبهذا يمكن توفير معالجات حكومية لأزمة ارتفاع سن الزواج في السودان.. وهكذا يتم ضرب "عصفورين بحجر". يقوم الشاب برعاية حماره ويتخلص هو بدوره من باهه وهكذا تقلل الحكومة من تكاليف تعيين موظف لتربية الحمار والاعتناء به. والحمير السودانية شجاعة وذكية ايضاً، رغم تقلص دورها مؤخراً بعض ظهور التكاتك والركشات الصينية حتى في القرى، ولكن من مثالب هذه المركبات أنها تستهلك الوقود في حين أن الحمار يرمرم في أي زبالة أو قمامة، وهكذا فإن الحمار السوداني يلعب دوراً هاماً في تنظيف الدولة من الأوساخ وإصلاح بيئتها وفي نفس الوقت يقلل من استخدام الحمير من استهلاك الوقود كما يقلل من خسارة العملات الحرة التي تنفق لاستيراد الركشات والتكاتك واسبيراتها. أنا متأكد أن دراسة جدوى علمية حقيقية يمكن أن تعطنا حقائق هامة حول انتاج وتربية وتصدير الحمير، فهذا بالفعل ما يتناسب مع الدولة السودانية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 12 2022