سعي المتفائلون نحو إيجاد مخرج يعيد الأوضاع السياسية إلى مسارها الذي يفضي الى التحول الديمقراطي،حفظأ للارواح وتحقيق التحول وأهداف الثورة.ولكن تأبى القيادة النظامية الحاكمة إلا إعاقة هذا المسعى بإصرارها على قتل المدنيين الذين يخرجون في مواكب شعبية رافضة للإنقلاب،حتى تجاوز عدد القتلى برصاص القوات النظامية حوالي "71" شهيد حتى تاريخ 17/1/2021 قتيل واصابات لم أجد لها حصر،واذي جسيم.استمرار قتل المتظاهرين السلميين،لا شك يدخل ضمن الأسباب التي افشلت اتفاق 21 نوفمبر بين حمدوك والبرهان. الآن من الواضح أن التصعيد المدني: اضرابا وعصيانا واعتصاما،سوف يجعل القيادة العسكرية تعاني مزيد من العزلة التي إختارتها لنفسها،بالإنقلاب على الوثيقة الدستورية،وبرفضها قبول سلمية التظاهرات فأعملت القتل بالرصاص والغاز الخانق في مواطنيين يكفل القانون حق الاحتجاج السلمي.من زايد أن نشير الى أن مواجهة المدنيين السلميين بالرصاص المميت،هو تعبير فاضح عن ضعف القوة المسلحة أمام الجماهير.وفي التصعيد المدني نجد بوادره في توقف الأطباء عن العمل في المستشفيات العامة،بإستثناء الطوارئ،وقطعا سوف تتوالى الاضرابات المهنية والعمالية. فهل يلغي التصعيد المدني المرتجى محاولات التوصل إلى مخرج تفاوضي يضمن مدنية الفترة الانتقالية ويعيد القوات النظامية إلى مهامها وواجباتها المهنية التي نص عليها قانون القوات المسلحة ونصت عليها الدساتير السودانية السابقة والاعراف والتقاليد،وهي واجبات ليس من بينها،مطلقاً،ممارسة العمل السياسي أوتولي شؤون الحكم. من المفهوم أن شدة القمع بالقوة المميتة،هي العنصر الذي يعيق ويدحض جدية الانقلابيين في البحث عن مخرج لما اقترفوه من نقض الوثيقة وقتل الناس دون مسوغ شرعي أو قانوني.. اذن التصعيد المدني السلمي في مواجهة الانقلاب،هو ضرورة فُرضت على القوى السياسية والمهنية والعمالية وقوى الشارع،فلا مناص من مقاومة آلة البطش.. وهذا يترافق مع البحث عن مخرج عبر أي مبادرات توقف نزيف الدم والمال وتضمد الجراح وتواسي مادياً ومعنويا..وهنا المسؤولية ثقيلة على قيادة الانقلاب -شرعا وقانوناً واخلاقاً لتكف عن قتل المواطنين المسالمين،وتعود إلى مهامها المهنية والوطنية،وايضاً أن تتحمل المساءلة التي تتم بإجراءات ديمقراطية حقوقية-عن أي أفعال أدت إلى قتل أوأذى أو هدر للطاقات والموارد دون أدنى مبرر سياسي أو قانوني أو إنساني.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/17/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة