+كيف صار السودان الى برميل بارود ينتظر عود الثقاب ؟ لم تقم ثورة ديسمبر 2018 بين عشية وضحاها، لكنها كانت أشبه بنهر تجمّعت امواجه من مظالم اقتصادية واجتماعية ومآس سياسية وإنسانية، خلال الثلاثينية الظلامية ، أدّت، في النهاية، إلى الانفجار والخروج الكبير للسودانيين من مختلف الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإيديولوجية. لذلك، بعد مرور ثلاث سنوات عجاف على الثورة ، وثلاث شهور على الانقلاب العسكري ، لم يعد السؤال هو: هل ستنفجر الأوضاع في الحدادي مدادي أم لا، لكن متى سيحدث ذلك؟ وهو سؤال سوف تجيب عنه الأسابيع والشهور المقبلة. في هذا السياق ، دعا تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير لعصيان مدني شامل يومي الثلاثاء 18 والاربعاء 19 يناير 2022 ، رداً على مجزرة مليونية الاثنين 17 يناير 2022 ، وإستشهاد 8 شهداء ، وإصابة العشرات بالرصاص الحي في مدن وقرى الحدادي مدادي . كما دعت لجان المقاومة وتجمع المهنيين لتتريس الشوارع وإغلاقها بالحجارة ، إحتجاجاً على قتل البرهان وعصابته الاجرامية للثوار السلميين . في يوم الاثنين 17 يناير 2022 ، اصدر مجلس الامن بيانا ادان فيه الانقلاب العسكري ومجازره ووقعته 9 دول اعضاء من بين 15 عضو في مجلس الامن هي : الغابون وغانا ( لم توقع كينيا ) ، والمكسيك والبرازيل ، والبانيا ، وايرلندة والنرويج ، وفرنسا وبريطانيا ( لم توقع الولايات المتحدة ولا روسيا ولا الصين ) ، كما امتنعت الامارات والهند من التوقيع . في يوم الاثنين 17 يناير 2022 ، اكدت ادارة بايدن أن مساعدة وزير الخارجية لشؤون أفريقيا السيدة مولي في والمبعوث الأميركي الجديد للقرن الإفريقي السيد ديفيد ساترفيلد في طريقهما إلى الخرطوم، بعد اجتماع مجموعة اصدقاء السودان في الرياض في يوم الاربعاء 19 يناير 2022 ... وسوف يجددان دعوة ادارة بايدن للقوات الأمنية لإنهاء العنف واحترام حرية التعبير والتجمع السلمي . في نفس يوم الاثنين 17 يناير 2022 ، وفي سياق متصل، أبلغ المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، مجلس الأمن الدولي أن الأحداث التي يشهدها السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر2021 ، أدت إلى تعليق تحقيقات المحكمة في جرائم إقليم دارفور. + مجلس الأمن والدفاع؟ في مليونية الاثنين 17 يناير 2022 ، في الخرطوم ومدن أخرى منها ود مدني والأبيض والدمازين وبورتسودان وسنار... قتل البرهان وعصابته الإنقلابية 8 من الثوار السلميين ، وجرح اكثر من مائة متظاهر سلمي . هذه هي المليونية ال 12 خلال فترة ال 12 اسبوع بعد انقلاب الاثنين 25 اكتوبر 2021 ، ويستمر قتل البرهان وعصابته الانقلابية للمتظاهرين الشباب السلميين.، حتى بلغ عدد الشهداء 71 شهيداً ومئات الجرحي في مدن وقرى الحدادي مدادي ، خلال فترة الثلاثة شهور التي انقضت منذ انقلاب 25 اكتوبر 2021 . أعداد الشهداء والجرحي المتصاعدة خلال فترة الثلاثة شهور الماضية تصعيدٌ خطيرٌ من البرهان وعصابته الإنقلابية ، يستوجب الإدانة من الجميع، وسيؤكد حتمية مُساءلة البرهان وعصابته الإجرامية امام محكمة الجنايات الدولية ، وامام الله ، وفي سجلات التاريخ ... ولو بعد حين. لا حول ولا قوة إلا بالله والرحمة والمغفرة للشهداء. إنا لله وإنا إليه راجعون. خلال هذه الفترة ، كان كل ما فعله المجتمع الدولي وبالاخص ادارة بايدن وال يونيتامس هو نشر تغريدات على تويتر والفيسبوك تكرر وتكرر إن “استمرار استخدام العنف والذخيرة الحية خلال التظاهرات السلمية هو أمر غير مقبول”. وبس . لا ... بل تدعو ادارة بايدن ويونيتامس لاجراء مشاورات مع القتلة بينما هم يستمرون في القتل . لا يفهم البرهان وعصابته الانقلابية ، بل ربما لا يقرأون تغريدات ادارة بايدن ويونيتامس على تويتر والفيسبوك التي تتحفظ على قتل المتظاهريين السلميين ، خصوصاً مع فشل الادارات الامريكية والامم المتحدة في ليبيا واليمن والصومال وحتى في السودان نفسه وجولات تابو مبيكي العبثية . يتجلى عدم إحترام البرهان وعصابته لتغريدات ادارة بايدن ويونيتامس ، في إنه في يوم الاثنين 17 يناير 2022 ، عقد مجلس الأمن والدفاع جلسة طارئة برئاسة الجنرال البرهان ، قرر فيها عدة قرارات ، كلها مدابرة لتغريدات ادارة بايدن ويونيتامس . نشير ، مثالاً وتدليلاً وليس حصراً ، لخمسة من هذه القرارات الهلامية : واحد : ترحم مجلس الامن والدفاع على شهداء الأجهزة النظامية والأمنية ، ( وهم العميد شرطة بريمة وحده لا ثان له ، الذي قتلته مليشيات الدعم السريع ) ... ولم يترحم على الشهداء الثوار السلميين وقد بلغ عددهم 71 شهيداً منذ انقلاب الاثنين 25 اكتوبر 2021 ، بالإضافة لمئات الجرحى . هذا الموقف ال لا إنساني يؤكد بما لا يدع مجالاً لاي شك بان البرهان وعصابته الانقلابية سوف يستمرون في قتل المتظاهرين السلميين ، وفي إستعمال البمبان المكثف العشوائي ، وفي رش المتظاهرين السلميين بالمياه البرازية الزرقاء ، وفي إقتحام المستشفيات ونزع مصابي المليونيات من غرف العناية المركزة . اتنين : قرر مجلس الامن والدفاع تأسيس قوة خاصة لمكافحة الارهاب لمجابهة التهديدات المحتملة. تكوين القوة الخاصة يعني مواصلة البرهان وعصابته الاجرامية للقتل والقمع الوحشي للمليونيات السلمية . كلمة ( الارهاب ) تقصد المليونيات الشعبية السلمية ... فتأمل ! كلمة ( التهديدات ) تقصد تهديد السلطة الانقلابية التي تحتكر وتكنكش في السلطة التنفيذية ، خوفاً من المحاسبة والعقاب لجرائمها ضد الانسانية . تلاتة : قرر مجلس الامن والدفاع حسم التفلتات التي تصاحب المواكب وفقا لقانون الطوارئ والقانون الجنائي. يصر البرهان وعصابته الانقلابية على استمرار العمل بقانون الطوارئ الذي يبيح قتل المتظاهرين السلميين ، وفي نفس الوقت يجلسون مع ممثلي ادارة بايدن واليونيتامس للدردشة والكلام الفارغ فوق التربيزة ، ويتسلمون ، تحت التربيزة ، الدعم المالي واللوجستي من السيسي والمحمدين ... الدعم الذي يشجعهم على الاستمرار في القتل والقمع الوحشي . كاركتير ادناه للعبقري عمر دفع الله يختزل الموقف باحسن من الف مقال :
اربعة : قرر مجلس الامن والدفاع توجيه قوات حركات الكفاح المسلح بالتجمع خارج الخرطوم والمدن الرئيسية في مناطق التجميع بغرض الحصر وإنفاذ الترتيبات الأمنية. هذا كلام للإستهلاك المحلي ، فالبرهان وعصابته الانقلابية يستمرون في إستعمال ميليشيات جبريل ابراهيم وميليشيات مني اركو مناوي في قتل المتظاهرين السلميين في المليونيات السلمية . كما إن البرهان وعصابته الانقلابية لم يتخدوا اي إجراءات قانونية ضد هذه المليشيات التي نهبت مقر يوناميد في الفاشر ، ومقرات منظمة الغذاء العالمي ، الامر الذي ارغم نائب حاكم اقليم دارفور الدكتور عليوة على الاستقالة من منصبه ، لانه وبزعمه لا يقبل ان يكون حاميها حراميها . اكد حادث النهب المُصلح لمقر اليوناميد ومقرات منظمة الغذاء العالمي إن مليشيات جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي مجموعة من الحرامية المرتزقة الذين يخشون دخول معسكرات اللجؤ والنزوح ، لان اللاجئين والنازحين من اهلهم قد اكتشفوهم على حقيقتهم في إستعمال قضية دارفور للإرتزاق والحصول على السلطة وتابعتها الثروة . خمسة : قرر مجلس الامن والدفاع الإفراج عن الكيزان والاخونجية ، المشتبه فيهم والذين لم تثبت إدانتهم بالتورط في أعمال إرهابية... ابرزهم ابراهيم غندور والجزولي وأنس عمر . هل تنتظر ادارة بايدن واليونيتامس اي نتائج ملموسة من المشاورات التي يزمعون بدءها مع البرهان وعصابته الانقلابية وهو يصدرون في يوم الاثنين 17 يناير 2022 القرارات المشار الى بعضها اعلاه . اما الثلاثي العجيب الامارات – السعودية – مصر فإنه يستمر في دعم البرهان وعصابته الانقلابية تحت التربيزة ، اما فوق التربيزة فإنه يستمر في إصدار بيانات مع ادارة بايدن وبريطانيا لا تسمن ولا تغني من قتل ، بل مجرد كلمات إنشائية تذهب مع الهواء ، ولا يبق لها من أثر ... ويستمر البرهان وعصابته الانقلابية في قتل الشباب الاعزل المُسالم . بعزلتها العظيمة وعدم ارسالها لسفير مقيم في الخرطوم وتغريداتها الانشائية المتواترة ، وعدم تلويحها باي عصي امام البرهان وعصابته الانقلابية ، خلقت ادارة بايدن فراغاً قاتلاً في الحدادي مدادي ، تملأه افاعي وعقارب و############ان الثلاثي السيسي والمحمدين . ولكن نسي هؤلاء وهولاء : إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ ... فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ · ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ... ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ · كذلك قالتْ ليَ الكائنات .. وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ. + مطلوبات تهيئة المناخ ؟ كنا نتمنى من ادارة بايدن واليونيتامس الاصرار على البرهان وعصابته الانقلابية إنفاذ مطلوبات تهيئة المناخ لبدء المشاورات التي اقترحتها اليونيتامس ، نشير مثالاً وتدليلاً وليس حصراً لسبعة من هذه المطلوبات القبلية لتهيئة مناخ المشاورات : واحد : رفع حالة الطوارئ . اتنين : وقف القتل الوحشي للثوار السلميين . تلاتة : وقف اجتياح المستشفيات وووقف نزع الجرحى من غرف الانعاش والعناية المركزة . اربعة : وقف استعمال البمبان المكثف ورش الثوار بالمياه البرازية الزرقاء . خمسة : وقف إغلاق الكباري بالكونتنرات وقفل الطرق امام المليونيات . ستة : وقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين. سبعة : وإتاحة حرية التعبير والعمل الصحفي والإعلامي الحر.
نواصل ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/17/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة