الأستاذ بابكر فيصل يعدد مرتكزات الإسلامويين لإسقاط الإتفاق الإطاري وحكومته القادمة منها مرتكز الإضرابات المطلبية - لماذا وكيف هذا..؟؟ بقلم / عمر الحويج
كبسولة ماقبل العشاء الأخير:- بابكر فيصل بابكر : يكتب أربعة مرتكزات كوسائل يستخدمها الكيزان لإفشال حكومة التسوية الإطارية وهي الجهوية ثم القبلية ثم المضاربة في تجارة العملة .. ومن ثم إفشال الثورة . بابكر فيصل بابكر : يضيف إليها كأحد مرتكزات الكيزان وهي (الإضرابات المطلبية) يعني منع العاملين إستخدام الإضراب لإنتزاع حقوقهم والمعنى هنا مرتكز إطاري لإفشال الثورة بابكر فيصل بابكر : هذا هو البرنامج غير المعلن لحكومة التسوية الإطارية للفترة الإنتقالية والمعنى تجميد نقابات العاملين مما يعني ليس إنجاح الإطاري وإنما لإفشال الثورة .
*** سجلت هذه الكبسولة في صفحتي حال فراغي من قراءتي لمقال الأستاذ/بابكر فيصل بابكر عضو الحرية المركزي وعضو لجنة تفكيك النظام الإسلاموي (واسمحوا لي هنا أن أرفع قبعتي تحية لأعضائها فهم نوارة أداء الثورة رغم اللغط الجائر حولها ، وهي اللجنة التي نهض الإنقلاب المشؤوم لإسكاتها ونجح إلى حين) فالأستاذ بابكر فيصل ، في مقاله المعنون (خطة الأخوان لإفشال الإتفاق السياسي وإسقاط الحكومة القادمة) الذي إطَّلعت عليه في صحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ ٢٥ يناير ٢٠٢٣م ، يحدد فيه وسائل خطط الكيزان في المرحلة القادمة ، التي تبدأ بإعلان حكومة الإتفاق الإطاري والعاجلة التشكيل من جانب المركزي للتغيير ، رغم عدم إستواء الطبخة ، والتي قطعاً ستؤكل نية بشكلها هذا "المطمبج" ، ليست كأكلة شهية ، تفتح نفس الثورة والثوار للتعاطي معها ، دعك من إلتهامها ، فقد تحول بقدرة قادر الصراع في السودان بين كتلتين الحرية والتغيير والحرية والتغيير وأكمل الرابط بينهما ، وضع باقي الثورة والثوار وسط الدائرة بين الشاطر والمشطور ، ويادار/دخلك شرين .
والإستعجال نفسه له غرضين ، سيؤدي بإحتراق الطبخة في نهاياتها ، لأن قَدَّرَها ومَسَّارها الأول ، هو مواصلة شراكة الدم ، أو أقصى إستواء الطبخة ونضجها ، هو الترتيب لإحياء السودان القديم ، وكلا الطبختين مُر ، وستكون غير صالحة لفتح الشهية الوطنية والثورية .
وهذه الطبخة لن تخرج من مسارين . الأول هو ، شراكة دم قديمة جديدة . أو إحياءاً للسودان القديم ، أو بالتحديد العودة لسودان ماقبل عام 83م ، عام الرمادة أو العام الذي صُرِعت فيه القيم الدينية والإجتماعية والثقافية ، وهو العام الذي طبقت فيه القوانين المُعْرَفة بقوانين سبتمبر ، التي قال عنها الراحل الصادق المهدي قولة حق ، " أنها لاتسوى الحبر الذي كتبت به" كما هو العام الذي شنق فيه بحكم الردة شهيد الإنسانية والوطن ، الأستاذ الخالد في مجده ، محمود محمد طه . لأن الصراع حينها سيكون بين هذا "الجيل الراكب راسو" ، الذي يقود ثورته لبناء السودان الجديد والحديث المتطور والناهض ، ليلحقون به مصاف الدول العظيمة ، أو بالأحرى العظمى ، المؤهل بإمكاناته وقدراته ، لبلوغ هذه المرتبة التى تأتي إليه زاحفة ، عن إستحقاق ، لا تنطعاً كما كانت تدعي الإنقاذ في سنوات مراهقتها الأولى ، وتخليها عن الغنيمة بنهبها وتواريها عند الإياب . فهذا الجيل الذي أرى أنه لن ينكسر ولن يركن خضوعاُ لدعاة السودان القديم ، شُبهاء ذات نخبتهم القديمة "الخالق الناطق" التي أدمنت الفشل وتريد نخبته الحاضرة ، مستجدة النعمة السياسة ، أن تواصل ذات إدمان الفشل .
وقبل أن أناقش لب المقال ، أحب أن أسرد الفقرة التي أزعجني ورودها في ذلك المقال الذي لم يكن عليه غبار ، ولا حتى شبهة مؤاخذة ، تقول الفقرة ، بجزئها الخارج عن سياق المقال بجودته (تستند إسترتيجية فلول جماعة الأخوان الهادفة لإفشال الإتفاق السياسي ، لعرقلة أداء الحكومة القادمة ، على أربعة مرتكزات ، هي تكوين المليشيات الجهوية والقبلية ، المضاربة في أسعار العملة ، "الإضرابات المطلبية" -الأقواس من عندي - فضلاً عن تأجيج الصراعات بين مختلف المكونات الإجتماعية"القبائل" ) . إنتهت الفقرة الواردة بحذافيرها في المقال .
ما لفت نظري في هذه الفقرة هو لجوء الأستاذ/بابكر فيصل ، وله كامل إحترامي ، في إقحامه من ضمن هذه الخطط والمرتكزات المعتمدة من الفلول لإسقاط الإتفاق السياسي وهو بالتأكيد المعنى الإطاري التسووي ، أقول إقحام مرتكز الإضرابات المطلبية ضمن خطط ومرتكزات "الأخوان/الكيزان" ياراجل .. معقول !! ، (وعذراً للخشونة غير المقصودة فقد حبكت النكتة) ، كواحدة من أساسيات هذه المرتكزات ، كيف تكون الإضرابات المطلبية أو السياسية سيان ، وسيلة متاحة للإسلامويين الذين "زمانم فات وغنايم مات " قادرين على إستخدامها من قبلهم ، لإسقاط حكومة حتى لو كانت ولدت هشة وضعيفة وميتة كمان ، والأستاذ بابكر ، يعرف ويعلم من يستخدم وسيلة الإضرابات : إنهم فقط جماهير الشعب السوداني ، وفي مقدمتهم ، الطبقة العاملة و(إستخدامي لهذا الوصف أو المصطلح ، رغم أنه مستفز لطبقة الأرسطقراطية المتبرجزة ، رغم معارفهم وثقافتهم وبعضهم كتاب ومحللين سياسيين، وكأن هذه الطبقة لاتاكل القديد بقربهم ، وعينهم تعاين ) . اواصل : بما فيهم جماهير حزبه ، أعني الإتحادي الموحد ، في كل المعارك التى دارت وستدور في معركة النضال الوطني الشرس منذ اكتوبر المجيد ضد الدكتاتوريات المستبدة عسكرية كانت أو حتى مدنية ، كما عايشناها وخبرناها ، فهو السلاح القاطع البتار في يد الشعوب المقهورة المسلوبة إرادتها وحقوقها .
ولو ورد هذا المرتكز ، في مقال لكاتب مهتم بالشأن العام فقط ، لقلنا هذا رائه الشخصي القابل للأخذ والرد ، فحرية الرأي مكفولة للجميع ، ويحترم ذلك الكل ، ولكن الأستاذ بابكر فيصل يمثل ، مسؤولاً مهماً نافذاً لجهة نافذة هي مركزية الحرية والتغيير ، كما يمثل حزبه الأتحادي الموحد ، ويصل هذا النفوذ ، درجة الفعل الدؤوب القائم الآن ، حتى مستوى التخطيط مع الآخرين ، لتحديد مصير الأمة والوطن ، وهو قاب قوسين أو أدني لتشكيل حكومته المرتجاة .
بداية حين شرع الأستاذ بابكر في تفسير وشرح المرتكزات الأربعة ، بالتفصيل لما قام به الأخوان لتنفيذ هذه المرتكزات وتفعيلها على الأرض ، مر عابراً على مرتكز الإضرابات المطلبية والسياسية ، كأداة من أدوات الفلول لإفشال الإطاري ، وفي هذه الحالة ، من حقي كقارئ للمقال الذي إعتبره كان صادقاً ، وفي كل أجزائه وطن ، يريد الأستاذ بابكر بناؤه بطريقته أياً كانت ، إلا هذا المرتكز الشاذ النشاز ، فعليّ أن أحدد مقصوده ودلالته ، بما وصل فهمي من معنى ، دون أن أتجنى عليه بالباطل ، ومن حقه أن يصححني إذا شطحت بعيداً في فهم مغزاه ، أو شاطحاً ، وشايتاً بعيداً عن مرمى معناه الذي يعنيه ويقصده . ما فهمته أنا ، وربما كُثّر هم الذين سيفهمون ما فهمته ، فالعبارة جاءت جلية وواضحة ، ومهما حاول قارئ المقال تأويلها بحسن النية لصالح الكاتب ، لن يجد منفذ أمل لمد يد المساعدة في التخفيف من وقع المعنى . فالواضح أنها ليست عبارة عابرة في مقال ، إنما هي بالواضح الفاضح ، توحي بكل قوة بلاغتها وقوة تركيبتها ، بأنها قرار متخذ تحت الطاولة والعلانية ، ومنتظر تنفيذه في وقته ، من قبل حكومة مركزية الحرية والتغيير ، المنتظر تكوينها قريباً ، رغماً عن أنف الثورة وشوارعها التي لا تخون ، وهو قرار ، لم يتخذ بحسن نية واضحة وصريحة ، إنما هو نية مبيتة للعمل بإصرار وتصميم مقصود ، على محاربة الحركة النقابية بكل مسمياتها ومواقعها وفئاتها ، وهذه صافرة البداية ، والمعلوم لديكم أنها الطبقة ، رأس الرمح والحربة ، في إسقاط كل الديكتاتوريات التي حكمت البلاد بالسنوات الطوال ، ولكم سابقة في ذلك يا أعضاء مركزي الحرية والتغيير ، إبان حضانتكم الباردة ، لحكومة الفترة الإنتقالية بعد الثورة المجيدة ، حين عطلتم عمداً ومع سبق الإصرار ، إجازة قوانين الحركة النقابية المسيرة لأعمالها ، والتي تكفل لها حريتها الكاملة في العمل النقابي ، كان ذلك لو نسيتم أو تناسيتم ، حين طالبت الحركة النقابية ، بالغاء قانون المنشأة 2010 م المعيب الذي عملت بمقتضاه حكومة الإنقاذ وأخضعت به الحركة النقابية ووضعتها في جلباب أبيها المهترئ ، وبعد الثورة دفعت الحركة النقابية بمقترح قانون 2021 م ، وذات أحزابكم ، المُكوِنة بعضها لمركزية الحرية والتغيير ، حين تلاعبت في هذا القانون المنصف ما شاءت لها ، تعديلات الشمولية التي تحبذها وتجيد فنونها ، وجعلت للسخرية ، جماعة المُخدِم ، هم من يتولى أمر التعديلات !! . لتحتوي مواده على ما هو في صالح المُخدِم وضد المُستَخدَم ، وحتى هذا ، لم تستطيعوا إجازته ، للمعارضة التى واجهها من قبل الحركة النقابية المتمرسة والمتمترسة ، في عرين تجاربها المريرة عشرات السنين ، حتى إنتهي أمر القانون ، بالإنقلاب المشؤوم في 25 اكتوبر 2021م ، فأحتوته كحزم ، أضابير مهملة ، ف أدراج المسؤولين ، الظالمة والمظلمة حتى يوم الناس هذا . ويكفي هذا فقط دليل طريق الردة عن الثورة الذي تسلكه قوى مركزية الحرية والتغيير ، مغمضة الأعين ، فقط فاتحة الفاه وحاسة الشم ، لإستعجال الوصول لبهارج السلطة وأضوائها . وقطعاً هذه هي الخطيئة التي لن يفيدها ، فيما بعد عقد جلسات وجلسات ، لنقد التجربة بعد فوات الأوان ، كما إعتدتم وجرت عادتكم التبريرية . وربما تكون لكم العشاء الأخير لا تستبعدون . وعذراً الأستاذ بابكر فيصل ، فأنا هنا أخاطب مركزي الحرية والتغيير ، وليس شخصك الكريم الذي أكن له فائق الإحترام والتقدير ، ولك تحياتي .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة