امس الثلاثاء ١١ اكتوبر استضاف المذيع أحمد طه في قناة الجزيرة مباشر ، إستضاف الدكتورة بثينة إبراهيم دينار . وزيرة الحكم الإتحادي في حكومة إنقلاب ٢٥ أكتوبر الكاريكاتورية . بداية فإن بثينة إبراهيم دينار قدمت إستقالتها مؤخرا من هذه الحكومة بعد أن شعرت أنها قد أصبحت نسخة من اركو مناوي في حكومات عمر البشير سيئة الذكر . وحيث لم يؤدي اركو مناوي فيها سوى ضرب الكمونية في الفطور ورشف القهوة وشرب الشاي وقزقزة التسالي على حساب ميزانية بيت الضيافة في القصر الجمهوري. ويظل لسانه يردد: سيد اللبن دا مالو مالي؟ صالحني بالفول والتسالي وقد كانت د.بثينة دينار على حق حين قدمت إستقالتها هي الأخرى دون أن تهرب تحت جنح ظلام. فهي فعلا ظلت طوال الفترة الماضية وزيرة ظل خاملة مجهولة. لم يسمع بها احد. اللهم إلا أسرتها ومالك عقار ونفر قليل من أعضاء الحركة الشعبية قطاع الشمال وللوهلة الأولى من مشاهدتي لها على شاشة الجزيرة مباشر ظننت جازما من إسم جدها (دينار) أنها سليلة السلطان علي دينار أشهر سلاطين مملكة دارفور البائدة. ووجدت نفسي أردد بجزل وطرب قول الشاعر جميل: ألا ليت أيام الصفاء جديد ودهراً تولى يا بثين يعود لقد إستبشرت بها الإسم خيرا . وقلت في نفسي أنها ضربة البداية بإنطلاقة صحيحة سليمة لأحفاد السلطان علي دينار في العودة ليمسكوا بزمام الأمور في هذا الإقليم الضائع المضطرب ، الذي تسمى بإسم الفور . وكان ملء السمع والبصر ، لولا أن تكالبت الدول الإستعمارية على حرب وإزالة سلطنته بإصرار منقطع النظير تقابله أنفة وكبرياء لا سقف لها من جانب ملوكها وسلاطينها أبناء قبيلة الفور ؛ منذ تأسيس هذه المملكة من داخل جبل مرة. ثم بإنتقالها لاحقاً إلى حيث تأسيسها لمدينة الفاشر وإتخاذها عاصمة لها. وكانت آخر هذه المحاولات وأكثرها نجاحا على يد الإحتلال الثنائي عام ١٩١٦م. وبعدها أصبح هذا الإقليم نهبا للدخلاء ولشذاذ الآفاق والغرباء والوافدين والبدون من غرب أفريقيا. وليختلط فيه الحابل بالنابل إلى يومنا هذا. علما بأن مملكة دارفور ظلت مستقلة ولا علاقة لها بالسودان حتى عام ١٨٧٥م حين أوعز الباب العالي (الخلافة العثمانية) في تركيا إلى الوالي في مصر بتكليف الزبير باشا رحمة بدحر هذه المملكة والقضاء عليها بسبب أيقافها شريان التجارة مع أفريقيا. وهو ما حدث وأعلن بعدها ضم مملكة دارفور إلى أملاك الخلافة العثمانية تحت الولاية المصرية. ثم جرت مياه كثيرة تحت الرمال فعاد علي دينار من أمدرمان ونصب نفسه سلطانا على دارفور بعد مقتل التعايشي في أم دبيكرات. وانتهى مصير علي دينار نفسه بالقتل على أيدي الإحتلال الثنائي ، وإعلان ضم سلطنة دارفور إلى الأراضي السودانية لأول مرة في تاريخها. وإعلان الملك فؤاد الأول "سيدا" على دارفور. على أية حال ، لا أدري هل د.بثينة إبراهيم دينار سليلة ملوك وسلاطين دارفور الكرام. ام أنه إسم على إسم؟ المعلومات البسيطة التي حصلت عليها عنها ، انها من مواليد جنوب كردفان، وانها تنتمي للحركة الشعبية قطاع الشمال. وأن تعيينها وزيرة للحكم الإتحادي في حكومة إنقلاب ٢٥ أكتوبر المشئوم إنما جاء بترشيح من مالك عقار . وأمس أعلنت بثينة دينار إنضمامها للحرية والتغيير المركزية . لتبدأ مشوار جدديد من النضال ؛ ربما إلى جوار ياسر عرمان المنشق على مالك عقار.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 10 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة