فى حين رفعت الصين والهند يدهما عن دعم بوتن بسبب مخالفة الاخير الصارخ للقانون الدولى وانتصارات اوكرانيا والدعم القوى من الغرب لاوكرانيا وغضب امريكا الهائل من تغول الروس على جارتها. نجد ان ابن سلمان يحسبها غلط ويراهن على الحصان الخاسر اي انه يقف بصف الروس متجاهلاً كل التحذيرات الامريكية الشديدة اللهجة له! ضارباً كل ذلك بعرض الحائط مستهينا باهمية حماية امريكا للمملكة من عدويها اليمن و ايران. فبدلًا من ان يتقرب اكثر للادارة الامريكية لنيل الحصانة من ادارة بايدن لمواجهة القضايا التى قد ترفع ضده فى الولايات المتحدة لتمزيق جسد الكاتب والصحفى خاشوقجى ، فضل بن سلمان بحسابات خاطئة الوقوف صراحةً مع بوتن! آملاً فى الحماية الروسية ضد تهديدات بايدن، مراهنا على اسقاط بايدن مستقبلًا ليفسح المجال لفوز ترامب الحامى الحقيقى لاطماع بن سلمان فى الملك وتمدد نفوذه فى الخليج العربى الذى ضعف بقدوم بايدن بعد رفع الحظر عن قطر مضطراً بعد فوز الاخير بالانتخابات الامريكية اقول ان هذه الحسابات الخاطئة سترسل اشارة خاطئة لعسكر السلطة فى السودان وتظهر لهم او سيتخيل لهم ضعف الادارة الامريكية امام السعودية وبالتالى دور امريكا فى إمكانية الضغط على العسكر لتسليم السلطة لحكومة مدنية فى السودان، واضعاف دور مجهود السفير الامريكى فى الخرطوم الذى اثار حنق السلطة العسكرية مؤخراً بتصريحاته وتحركاته التى بدت للعسكر انها تنحاز مع قوى الثورة السودانية هذه الاشارة الخاطئة ستدفع العسكر الى التسلط اكثر بالحكم، وعدم نيتهم فى تسليم السلطة للمدنيين تحت حماية بن سلمان الذى ينفش ريشه على بايدن ثعلب السياسة الامريكية! فالسعودية بصفة عامة تدعم العسكر فى السودان ليكونوا تحت قبضتها وعدم حدوث اي تحول ديمقراطى فى السودان او فى اي دولة عربية فى محيطها، خوفًا من انتشار فكرة تحرر الشعوب العربية من قبضة الحكام الدكتاتوريين فرهان بن سلمان يعتمد على عوامل واحتمالات ضعيفة التحقيق! نعم هناك احتمال ان يفقد بايدن الاغلبية البرلمانية فى الكونقرس اذا حدث ذلك وهو ليس ببعيد الاحتمال ولكن لن يعنى هذا ضمان سقوطه فى الانتخابات الرئاسية القادمة فعادة الرؤساء الامريكان فى الانتخابات النصفية يفقدون مقاعد فى البرلمان وقد حدث ذلك مؤخراً لجميع الرؤساء فى التاريخ الحديث منذ كلنتون وقبله ريغان مرورا ببوش الابن واوباما وحتى ترامب! جميعهم عدا ترامب لم يفقد الرئاسة فى الدورة الثانية! فما الذى يؤمن ابن سلمان من عدم فوز بايدن فى الفترة الثانية؟ بل وهو مازال لديه اكثر من عامين تبقتا له؟ بل الاسوأ سيكون بالفعل اذا تسبب رفع اسعار البترول فى فقد الديمقراطيين لاغلبية البرلمان سيكون تصرف بايدن حينها موجعاً بل اناقاميا لابن سلمان والسعودية خاصةً اذا خسرت روسيا الحرب تماماً! بل قد تشتد امريكا فى الضغط على حلفاء السعودية فى السودان لقص اجنحة ابن سلمان فى المنطقة المحيطة به! وبالتأكيد ولغباء العسكر فى السودان سيبتلعون طعم تهور السعودية فى اظهار تحدٍ لامريكا هم ليسوا قدره ولنتتظر ماذا سيحدث ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد النيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست