الخرطوم اقذر مدن العالم . ليس لهذا الامر علاقة بالثورة او الحرية و التغيير فقد ظلت خرطومنا تتصدر هذه القائمة منذ امد بعيدة او طويلة . عدت عصر اليوم مسرعاً الي مدينتي الفاضلة الابيض عروس الرمال . عدت من العاصمة السودانية الخرطوم التي غبت عنها لأكثر من الثلاث اعوام علي التوالي . اذكر اخر مرة زرت فييها الخرطوم كان قبيل ايام قلائل من احداث فض الاعتصام امام القيادة العامة تلك الاحداث الترجيدية المأساوية التاريخية الشهيرة . و من يوم فض الاعتصام و الذي قيل عنه ( و حدث ما حدث ) لايزال السودان من تاريخ ذاك اليوم المشئوم يحدث فيه يومياً ذاك الذي حدث !!! زيارتي القصيرة للخرطوم كانت اسرية اجتماعية بحته بغرض المواساة و التعزية برحيل و انتقال عمي . لم يفت علي في هذه الرحلة القصيرة ذات الخصوصية الاجتماعية التغلب علي العواطف و محاولة الاستفادة قدر الامكان من فوائد السفر السبعة . فما هي الفوائد السبع للسفر؟ 1 / : تفريج الهموم 2 / طلب الرزق 3 / طلب العلم النافع 4 / تحصيل الآداب 5 / صحبة كرام الناس 6 / استجابة الدعاء 7 / الخبرة في الناس. عدت الي الابيض بأنطباع سييئ جداً عن الخرطوم . فطيلة الاعوام الماضية لم يطرأ علي الخرطوم أمر جديد . بالاحري ليس في الخرطوم جديد يذكر كما لا قديم فيها يمكن ان يعاد . ما لفت نظري هو التردي العام في مظهر الخرطوم الخارجي و التراجع المريع في جمال و اناقة و زينة الخرطوم بالنهار دعك من الخرطوم بالليل . فنهار الخرطوم لم يعد يشبه و لايمكن وصفه بأي شيئ او معني ايجابي ابداً . البيئة العامة في الخرطوم اليوم تعكسها مكبات الوسخ و العفن و القذارة في كل الشوارع و الاماكن العامة في الخرطوم . مظهر الاوساخ هو العنوان الكبير الذي يشد النظر و يلفت الانتباه لأي زائر للخرطوم . برك المياه الاثنة في كل الشوارع و الطرق التي تحولت مستنقعات حديثة لتوالد الباعوض و الذباب . كل انواع الحشرات البكتيريا القطط و الكلاب الضالة و الحيوانات بما فيها الانسان و كل الكائنات الاخري الناقلة للأمراض . تحولت الشوارع العامة و ارصفتها الجانبية و الوسطي الي مكبات رسمية مصرح بها من السلطات الرسمية لرمي كل الأوساخ وفضلات الطعام و الشراب و كل انواع العفن و القاذورات المنقولة من البيوت و غيرها. اما عن مجاري المياه فحدث و لا حرج فهي مصانع حديثة لتوليد و تفريغ و انتشار الباعوض و الذباب . الانسان السوداني اليوم يشكل اس المشكلة و البلاء في التقهقر البيئي المريع فهذا الانسان أضحي سلبي جداً و مساهم ايجابي جداً في خنق البئية و الجمال الخرطوم لايوجد بها البيئة الصالحة للحياة . فعندما يختلط مياه الدورات بمياه الشرب فقل لأهل الخرطوم السلام . في الخرطوم ضاعت كل القيم الحضارية و المبادئ الصحية و الارث الثقافي من الذوق الانساني الفكري و الذوق الجمالي الحضاري للخرطوم عاصمة السوان ليسود مكانها الفوضي العارمة في شتي دروب الحياة و مضاربها . و استغرب تبجح السودانيين بمقولة النظافة من الايمان . فأين نظافة السودانيين من ايمانهم او اين ايمانهم نظافتهم ؟ للأسف الشديد عندما حاولت جهدي بحثاً عن اوسخ مدن العالم حتي انصف السودان و السودانيين من الاتهام بالوساخة و القذارة و ابرأهم من هذه التهمة جائني التقرير او المقالة ادناه الخرطوم : تفوز بلقب اوسخ عاصمة فى العالم .
فازت العاصمة السودانية الخرطوم بلقب اوسخ عاصمة فى العالم فى الاستفتاء السنوى الذى تصدره مجلة (هيروزن ) الامريكية ، وقد انتزعت اللقب بفارق كبير من عاصمة افريقيا الوسطي بانغي متفوقه عليها بخمسين نقطة من مجموع الاصوات التى يدلي بها السياح الامريكين فى كل عام لاختيار اوسخ العواصم العالمية . واكد الاستاذ يهانز فيدرك الصحفى بالمجلة ورئيس لجنة التصويت ان الاختيار وقع هذا العام على العاصمة السودانية بناءا على معايير خاصه تم طرحها للامريكين الذين زاروا موخرا الخرطوم . ومضي بالقول ان الشعب السوداني يفتقر 👇 لابسط ثقافة السلوك الحضارى ويهتم بمظهره الشخصي اكثر من اهتمامه بالبيئه المحيطة به .. فالخرطوم عبارة عن مكب كبير للنفايات وختم حديثه بالقول : تذكرني الخرطوم بحديقة القرود التى يتعذر تنظيفها .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 28 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة