مفهوم السلام لايقتصر فقط، على وقف الحرب في ظل عجز المواطن عن الحصول على فرصة للعمل يستطيع من خلالها توفير احتياجاته الضرورية بما فيه الترفيه، وهي مسؤولية تقع أساسا، على عاتق الدولة. فما زالت إفريقيا تحت الاستعمار الداخلي الذي يعمل ضد مصالح القارة!!
يستوي الجوع والحرب في كونهما يفضيان إلى نفس النتائج في خاتمة المطاف، الموت وانتشار الخوف والقلق الدائم على المستقبل وهو واقع يعيشه معظم سكان الدول الإفريقية التي تتقاعس الانظمة والحكومات فيها عن توفير مجانية الصحة والتعليم لمواطنيها وهو ليس هبة بقدرما يعتبر حق طبيعي كالحق في الحياة. فعن اي استقلال تتحدث وتحتفتل إفريقيا التي كانت تحصل على ذلك بلا مقابل في ظل الاستعمار الأوروبي.
تعجز معظم البلدان الإفريقية عن توفير الغذاء ومياه صالحة للشرب لمواطنيها الذين يتضورون جوعا ويعانون من البطالة والعوذ في حين بلادهم غنية بالمعادن والموارد الطبيعية التي تتمثل في الاراضي الزراعية الخصبة فضلا عن هطول الأمطار على مدار العام ولكن غياب التخطيط وانعدام الرؤية يحول دون تحرر الأفارقة من براثن الفقر والجوع والمرض.
وتنعم دول إقليم غرب إفريقيا التي يعاني سكانها من البطالة والفقر المدقع بالاستقرار الذي لاجدوى منه في ظل سيادة الجوع واستشراء الاوبئة والأمراض الفتاكة إلى جانب إنتشار الفساد.وتستغل الانظمة والحكومات الديمقراطية وسيلة للتسول؛ ويتجلى ذلك في غياب التنمية والخدمات الاساسية التي يشكل أكبر تحدي لمواطني دول المنطقة.
وفشلت منظمة الصحة العالمية، والمنظمات الطوعية الغربية في وقف وباء الايبولا، الذي حصد ارواح الآلاف في دول سيراليون وليبيريا، عندما إنتشر المرض بشكل مفاجئ عام 2014ف. ولكن تمكن بعض عمال الإغاثة الغربيين في هذه المنظمات الذين انتقل إليهم الفيروس القاتل بينما هم يؤدون واجبهم، من التعافي منه بشكل تام بعد نقلهم إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، برغم عدم توفر علاج للمرض في ذلك الوقت.
وتستغل المنظمات المسيحية والاسلامية حاجة المواطنين في دول المنطقة العاجزة عن تلبية أبسط متطلبات مواطنيها، للتبشير مقابل توفير بعض المساعدات المادية والعينية، التي لاتسد الرمق، وهو مايوفر بيئة خصبة لتفريخ المنظمات الارهابية ويفتح الباب على مصراعيه امام العصابات الأجنبية لتهريب موارد البلاد وممارسة أنشطة اجرامية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة