ياسر سعيد عرمان ثورى وسياسى معجون بحب هذا الشعب من شماله الى جنوبه الى شرقه وغربه. بالرغم من إنتماءه الى الوسط النيلى لكنه أختار اليسار السودانى وكفاحيته وهو لم يشب عن الطوق بعد وصولا الى جامعة القاهرة فرع الخرطوم أو ما يعرف بجامعة الفرع, وهو لم يبلغ الخمسة والعشرون عاما وبعد تخرجه مباشرة إلتحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق. ولقد عرف عنه فى أوساط الحركة الطلابية بالمواقف التى لا تعرف الميوعة السياسية وحبه للإطلاع على الكتب السياسية والفلسفية – وكيف لا وهو الإبن البكر للأستاذ سعيد عرمان الذى خدم فى مهنة التدريس فى جميع أنحاء السودان. كان ياسر الجاسر كما قال عنه صديقه الحاج وراق جسرا ما بين الشمال والجنوب وشجاعا حد السيف وعرف عنه المواقف الغير ملتبسة تجاه قوى الهوس الدينى فى جامعة الفرع وعرفته ساحات الجامعة وحبه الشديد للجدل السياسى والفلسفى وهزيمة قوى الشر ومقارعتها الحجة بالحجة...وقد قالت عنه لباب الفضل المنتمية الى الإتجاه الاسلامى: إن ياسر بالرغم من إختلافهم معه لكنه كان يحرس الساوند سيستم للندوة تبع الأسلامويين بالرغم الإختلاف البائن بينهم. وعليه أختار الفتى الملىء بحبه للثورة والبسطاء طريق الكفاح المسلح هذه المرة تاركا جرحا غائرا فى اوساط اليسار وذلك لمواهبه الخطابية وإمكانياته القيادية المدهشة. خرج ياسر من ذاكرة السياسة الشمالية القديمة ومفارقا الحلة والأهل والأحباب و مدركا أهمية الهامش فى صنع الثورة ومدركا إن " البرش لا يمكن طويه من الوسط" وهو يبحث عن معادلة جديدة ووطن جديد قوامه الاخوة الشريفة ودولة المواطنة التى يتساوى الجميع فيها- غض النظر عما آلت إليه أوضاوع الجنوب حاليا. ولكن إنضمام شمالى ومن أرومة الجعلين كانت أضافة حقيقة الى الحركة الشعبية.. وما الإغتيال المعنوى الذى يتعرض له اليوم سوى إنحيازه لقضايا الفقراء والمستضعفين والمهمشين والبحث عن مركز جديد وهيكلة الدولة السودانية لتعبر عن مصالح المؤتمر الوطنى أو الطبقة الحاكمة فى الخرطوم. ونحن ندرك جيدا أن تصوير الخلاف داخل الحركة الشعبية بهذه الطريقة القصد منه إزاحة هذا الفارس من معركة خلق وطن جديد يعبر عنا جميعا..والمؤتمر والوطنى ومن خلفه وبين يديه جهاز الأمن الوطنى يريدون حركة شعبية ذات ملامح إقليمية لا تربطها علائق بالقوى الديمقراطية فى الشمال ...وجهاز الأمن يبحث عن حركة شعبية على شاكلة ابو القاسم إمام وأبو قردة والسمانى الوسيلة وأحمد بلال وأبن الميرغنى والصادق المهدى وآمنة ضرار والقائمة تطول من حارقى البخور ومرتزقة السلطة وكل من لف لفهم ودار فى فلكهم. فالمؤتمر الوطنى لى ينسى معارك ياسر الجاسر فى البرلمان بعيد إتفاقية نيفاشا وقد وقف موقفا صلبا لإجاز جل بنود إتفاقية السلام الشامل وفى الندوات التى كنا حضورا فيها كان خاطبه النارى موجها ضد القتلة والمفسدين وقانون النظام العام والأمن وغيرها من القوانين التى تتعارض مع درستور 2005 وهو ما جلب له الحسد والكره من جانب المؤتمر الوطنى وما يزال وما تزال مواقفه السياسية من أجل خلق للجميع وبالجميع يجلب له المتاعب وهو الفارس الذى كان له دورا بارزا فى تأسيس الجبهة الثورية ونداء السودان وذلك بما يمتلكه من علاقات دولية وأقليمية هائلة مكنته من نسج علائق مع جميع القوى أو جل القوى السياسية . خلاصة وزبدة القول, ياسر عرمان سياسى من طينة الكبار وخطيب مفوه ولا يعرف ميوعة الموقف السياسى ويقف جانب الشعب وبدون سند قبلى أو طائفى...وفوق هذا فهو سياسى عصى على الإفساد وعلى خلق قويم وكيف لا نتاج تربية أسرية مستقيمة وعلى يد أستاذ تعلم على يديه الكثير من أبناء وبنات السودان. وهو عنوان للإستقامة فى العمل السياسى ولا يعرف المواقف المتلبسة أو تلك المدفوعة القيمة من نادى النخبة النهرية الفسادة والمفسدة للآخرين. شكرا جزيلا أيها الفارس الجميل فينا لانك أخترت تقويم الأعوجاج السياسى والاجتماعى والاقتصادى بالرصاصة والكلمة معا وبدون سند أثنى وطائفى كما نشاهده اليوم فى السياسة السودانية. كن بخير يا صديقى لأنك أنبلنا وأشجعنا وأوسمنا ولا تعرف المواقف الرقراقة كما هو حال جل النخبة السياسية إن لم يكن كلها. شكرا لك أيها الفارس النبيل لأنك أخترت أن تعيش فى جفن الردى , والردى وحش أسلاموى سياسى مدمى الأنياب ينهش كل ما هو جميل فى حياة الشعب السودانى وفى عز الظهيرة...شكرا جزيلا لانك لم تحنى ظهرك وجبهتك للريح وفى آزمنة الجوع والفقر...شكرا لأنك كنت الغريب بيننا ..شكرا لأنك أخترت من الطرق أعورها ومن وسائل النضال أصعبها ويوميا يجول بخاطرى سؤال: كيف تحمل هذا الصلب العنيد كل هذا العنت وأختار الوقوف فى صف الجوعى وضد القتلة ولهذا هم يحاولون إغتيالك ماديا بعد أن عجزوا سياسيا ومعنويا. شكرا لك لانك عملت على تجذير الثورة ضد اللصوص والأنتهازيين والشوفنيين وخدمة الأنظمة الباطشة الذين يجهزون الولائم بالليل والمنشانق للأحرار من أمثالك ...شكرا لك لأنك أدركت أن الرجل الحر لا يستعبد الآخرين...شكرا جزيلا أيها الفارس المغوار لأنك أبعدت نفسك عن اللغو والثورية الفارغة وخالية المضمون والمحتوى ولأنك ترافعت عن الانسياق خلف مباهج الدنيا وتركت الأم والأب والاخت والأخ وكنت فوق الحماقات الصغيرة وتركت صغائر الامور وأخذت على عاتقك كبائر الامور وهى تحرير الانسان من ظلم أخيه والأخوة الشريفة كما كنت دائما تردد..كن بخير يا أبو سناء وحتما سوف تعود عودة الطيور الى أعشاشها وغاباتها ومطلاتها القريبة من الأرض الأم وحينما يعود الوطن لنا جميعا وحفظك الله من شرور الأخوان الذين لاهم بأخوان ولا هم بمسلمين!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة