|
الغباء السياسي : كيف يصل الغبي إلى كرسي الحُكم ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر
|
01:47 PM March, 23 2017 سودانيز اون لاين بابكر فيصل بابكر- مكتبتى رابط مختصر
[email protected] عنوان هذا المقال هو عنوان الكتاب الذي أصدره الصحفي المصري "محمد توفيق" قبل خمس سنوات, وهو كتابٌ طريفٌ في مادته, سلسٌ في أسلوبه, ذكيٌ في تناوله, حاول من خلال صفحاته ال"140" أن يتحدث عن ظاهرة الغباء التي إتسَّم بها كثيرٌ ممَّن حكموا مصر, كما سعى للإجابة على أسئلة من نحو كيف يصل الغبي للحكم ؟ وكيف يستمرُ فيه أحياناً لعشرات السنين ؟ وكيف يكون الحال حينما يكون الحاكم الغبي عسكرياً ؟ إستهل الأستاذ محمد توفيق كتابه بإهداء ساخر يقول فيه : إلى جدتي – رحمها الله – التي كانت تقول لي كلما مرضت "إن شاء الله حسني مبارك", وإلى أمي التي تقول دائماً "العيِّل الغبي يتكره .. فما بالك بالريس"! يستعرض الكاتب العديد من الحكام المنتمين لفئة الأغبياء ، ويقول أنه ( مثلما شهد تاريخنا "الفراعنة العظام" الذين صنعوا الحضارة وغيروا مجرى التاريخ، شهد أيضاً "الفراعين الحمقى" الذين كانوا سبباً في انهيار دولهم ). ويضيف : ( والغريب أن الأنظمة الفرعونية لم تسقط بسبب الطغيان وحده، وإنما بالطغيان المقترن بالغباء، فالدول سقطت عندما صار الطاغية غبياً، وأصبح لا يدري شيئاً عما يجري حوله، فاختل تقديره للأمور، ولم يعد قادراً على إحكام سيطرته ). يضرب الكاتب أمثلة كثيرة للفراعنة الأغبياء، من بينها "بيبي الثاني" الذي وصفه "آلان جاردنر" صاحب كتاب "مصر الفراعنة" بأنه أول حاكم غبي عرفه التاريخ، وبقى في السلطة 94 عاماً، وعرفت مصر في عهده الفساد والانحلال، والانقلابات والحروب الأهلية. فيما تعاقب على كرسي الحكم ثلاثة ملوك أغبياء، وهم "الملك ساكرع"، و"توت عنخ آمون"، وقد توليا الحكم فترة قصيرة كانا فيها مجرد أداة في يد كهنة آمون، إضافة للملك "آي" الذي حكم أربعة أعوام، وكان طاعناً في السن ففشل في إدارة شؤون البلاد، وساد الإضطراب والفساد. ومن الولاة الذين تعاقبوا على حكم مصر واتسموا بالضعف والغباء "الحاكم بأمر الله" الذي قيل إنه أصيب بالجنون، وحرًّم أكل الملوخية، ومنع إرتداء الكعب العالي، وأمر الناس بالعمل ليلاً والنوم نهاراً, ويقول الكاتب أنَّ ( الطغاة كانوا يجمعون بين الغباء والتسلط والميل إلى العنف، فالحاكم الغبي كان يرى في السيف منقذاً له ). كذلك تناول محمد توفيق, حكام أسرة محمد على باشا, وقال أن ( الخديوي إسماعيل فعل كل شيء رغبة منه في صنع مجد لنفسه يخلده في كتب التاريخ، فشيد كوبري قصر النيل بأسديه الشهيرين، والجمعية الجغرافية، ودار الكتب والوثائق، والمتحف المصري، وبنى ثلاثين قصراً، وأنشأ أول أوبرا عرفتها مصر، وأسرف في الحفلات الباذخة، ونتيجة لذلك بلغت ديون مصر في عهده نحو 91 مليون جنيه، أي ضعف ميزانية مصر حينئذ ما بين 15 و23 مرة ). أمَّا سعيد ومن بعده توفيق فقد كانا سبباً في وقوع مصر تحت سيطرة الدولة الأجنبية، خاصة حينما إستعان توفيق بقوى خارجية لمواجهة ثورة عرابي، بالإضافة إلى مرسومه "الغبي" بإلغاء الجيش المصري في 19 سبتمبر/أيلول 1882، الذي إعتبره الكاتب أغبى قرار اتخذه. يقول الكاتب أن الغباء السياسي يبلغ ذروته حين يصير العسكري حاكماً، ( إذ يختزل الحاكم العسكري الدولة في شخصه، فيجعل من نفسه وصياً على الشعب، ومسؤولاً لا تمكن مساءلته، فيرى نفسه فوق الدستور والقانون ). ويُعدِّد الأعمدة التي يقوم عليها حكم العسكر، والمتمثلة في ( بث الذعر والرعب في المجتمع، بحيث تختصر كل إحتياجات المواطن المرعوب في إعادة إحساسه بالأمن ). ( ويتهم العسكريون المختلفين والمعارضين لهم دائما بالخيانة والعمالة، كما يحتكرون الوطنية، ويعرفونها بأنها الولاء للحكم العسكري وطاعته، ويستخدمون "التعبئة والحشد" وسيلة أساسية لإستنفار المواطنين، معتمدين على إعلام أجير وغوغائي). يقول الكاتب أنَّ هناك أربعة طرق شهيرة وتاريخية ( يمكن أن يصل بها غبي أو متغابٍ إلى كرسي الحكم في مصر، أولها التوريث، الذي يكون إما مباشراً حينما يكون الغبي الوريث الشرعي في النظام الملكي، وإما من خلال التوريث غير المباشر، ويحدث في النظام الجمهوري حينما يرى رجال الرئيس أن مصلحتهم تقتضي أن يصبح نجل الرئيس المتوفى رئيساً بتزييف وعي الشعب، وتزوير الانتخابات ). يوضح الكاتب أنَّ الطريقة الثانية لوصول الغبي للحكم ( حينما يكون نائباً للرئيس، وبمجرد رحيل الحاكم الإستثنائي، يصير الكرسي واسعاً على من يأتي خلفاً له، وهنا تظهر قدرات النائب الحقيقية وأن مكانته لم يصل إليها إلا باعتباره خادماً مطيعا لسيده ). والطريقة الثالثة بعد ثورة لم تكتمل، ( نتيجة لظهور الشعور باليأس بين الجمهور، وتفشي روح الإحباط بين الناس وانتشار الفوضى، مما يدفع الناس للقبول بأي شخص يوفر لهم الأمن ). الطريقة الرابعة ( في حالة الرحيل والموت المفاجئ للرئيس، دون أن يكون هناك اتفاق مسبق على خليفته، وهنا يخرج من الكواليس فجأة شخص لا يستشعر أحد فيه الغدر، بل يظن الجميع أنه غبي وتسهل السيطرة عليه، لكنه في حقيقة الأمر متغاب، وينتظر اللحظة المناسبة ليقفز فوق كرسي السلطة ). ويرى الكاتب أن أنور السادات وكذلك محمد حسني مبارك جاءا من ذات الباب، حينما بدا لمن حولهما أنهما لا يفهمان شيئاً، وأنهما مجرد موظفين ينفذان الأوامر دون نقاش. في تناوله لنهاية عهد الرئيس مبارك يقول الكاتب أن ( ما جرى في نهاية حكم مبارك وخاصة أيام الثورة، يؤكد أنه دفع ثمن غبائه أو تغابيه، فقدرات مبارك الحقيقية وشيخوخته ظهرت بوضوح في الساعات الأخيرة لحكمه، حينما استخدم كل الحيل القديمة لمواجهة الثورة ضده ). كذلك يُدلَّل الكاتب على غباء نظام مبارك بالقول : ( دليلٌ آخر على "غباء" نظام مبارك، هو ما افتضح به من إيمانه بالخرافة، وعلاقته بالمنجمين وقارئي الطالع، والتي بدأت في نهاية الخمسينيات حينما تنبأ له عراف سوداني بأنه سيصبح رئيسا لمصر، في الوقت الذي كان لا يتعدى طموحه السياسي أكثر من أن يصبح سفيرا لمصر في لندن. ( وكان يمكن للمسألة أن تظل سراً، ولكن ذهاب السيدة البدوية "أم ماجد" إلى مبارك في مستشفى شرم الشيخ بعد الثورة، ودخولها إلى حجرته في الوقت الذي كان فيه المستشفى أقرب إلى ثكنة عسكرية، كشف الأمر عن "عرّافة الرئاسة" التي كان يلجأ إليها الرئيس وزوجته في الأزمات ). ويتطرق الكاتب إلى "الغباء الأمني" الذي تصدر مشهد الغباء السياسي في مصر ( فالأمن كان دائما هو الحاكم، والعقل المفكر، والحل الجاهز في كل الأزمات، ولم يتعلم رجال الأمن طريقة لمواجهة الاحتجاجات سوى الغاز والرصاص ). السلطة الغبية في مصر – بحسب الكتاب - استطاعت ( نقل معظم الشعب من مقاعد المتعايشين إلى خانة الأعداء، فلم يعد السياسيون هم الأكثر عرضة للعنف والتعذيب في أقسام الشرطة، بل زاحمهم المواطنون العاديون ثم تفوقوا عليهم ). يستعرض الكاتب بعض أمراض السلطة التي يعتبر الغباء السياسي سبباً في حدوثها أو نتيجة لها، ومنها تفشي الهاجس الأمني، واتخاذ إحتياطات أمنية كثيرة ومبالغ فيها، إضافة لعزلة السلطة وافتقادها الحياة الطبيعية، فلا يرى صاحب السلطة الحياة إلا من خلال تقارير تعكس وجهة نظر من كتبوها. ( ويشعر الحاكم الغبي بتضخم الذات، وبتوحد الوطن مع ذاته، إضافة لإدمانه للسلطة والشعور "بالتأله" الذي يؤدي للتجبر والاستعلاء والطغيان بلا حدود، وكذلك إصابة الحاكم بنوع من الجمود، والإفلاس، والشيخوخة، مما يجعله غير قادر على استيعاب منظومات الحياة الحديثة ومواكبة الأحداث كما ينبغي، ناهيك عن تشبث الحاكم الغبي بتوريث السلطة لأحد أبنائه، باعتبار ذلك حبل نجاة من الفناء ). يرى الكاتب أن وراء كل حاكم غبي رجلاً أفّاقاً يرتدي عباءة الدين، وإعلاماً مضللاً، وتعليماً فاسداً، وأعواناً فجرة، وشعباً مغيّباً. ففي ظل سيطرة الحاكم الغبي ( تحول التعليم من قضية قومية إلى قضية أمن قومي، وأصبح فرد الأمن يختار المعلم المثالي، ويقوم بترشيح مديري المديريات التعليمية، وبالتوقيع على أسماء المدرسين الجدد، ويسهم في اختيار أسماء المدارس ). وأصبحت مهمة التعليم خدمة النظام، وحرصت الأنظمة المتعاقبة على أن تكون مناهج التعليم خالية من الإبداع وتخدم توجهاتها، وصارت تسهم في انخفاض معدلات الذكاء ونشر الخرافات. و يؤكد الكاتب أن ( إعلام الغبي يقوم بتزييف الوعي، وتشكيل وعي الجمهور لكي يقبل منظومة السلطة وتوجهاتها، وكذلك إصرار أعوان الحاكم على إحاطته بالمنافقين لإقناع الحاكم بما يريدونه ). هذا ( إضافة لدور رجال الدين الأفاقين الذين تجدهم وراء كل حاكم غبي من أجل الترويج لخرافاته، ولخلع صفة القداسة على الحاكم حتى تصبح كوارثه زلات وجرائمه أخطاء ).
أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 23 مارس 2017
اخبار و بيانات
- سفير السودان بالسعودية يزور جامعة نايف للعلوم الامنية
- الإخوان المسلمين: لم نتلقَ دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر العام للشعبي
- المهدي يدعو لدعم مستشفى سرطان الأطفال أبو قردة : 160 ألف إصابة بالسرطان في البلاد
- غندور: الحملة الإعلامية للإعلام المصري ضد السودان غير مبررة
- الخرطوم تحظر حمل السلاح الأبيض في الأماكن العامة
- توتر في سواكن وقيادي يتهم دولة مجاورة
- قال إنه لم يرَ المنظومة الخالفة غازي: الحوار متصل حول المشاركة في حكومة الوفاق
- زيادة كهرباء المصانع (0016%) وتوقعات بصيف أسوأ من 2015م
- جدَّد الدعوة لممانعي الحوار فيصل إبراهيم: المؤتمر الوطني لا يزال الحزب الأقوى في الساحة
- بيان من ابناء دارفور بالحركة الشعبيه لتحرير السودان - شمال حول استقاله الرفيق عبدالعزيز ادم الحلو
اراء و مقالات
في رثاء ودّ الحسين بقلم عبد الله الشيخحاج إبراهيم وحاج علي..!! بقلم عبدالباقي الظافر(تحرير) الجسد !! بقلم صلاح الدين عووضةعلي الحاج والمؤتمر الشعبي بقلم الطيب مصطفىأحمد المرضي جبارة : مسجل جامعة الخرطوم (1958- 1969 )حكايات و مشاهد من العرض السنوي للسطان علي دينار في موسم الأعياد بقلم : الاستاذ الطيب محمد عبد الرسعن أي تهدئة وضبط نفس يتحدثون؟! بقلم كمال الهِديمستشفى سرطان الأطفال 7979: البصمة بقلم حيدر احمد خيراللهجوائز مجلس الصحافة للتفوق الصحفى برعاية جهاز الأمن : إذا لم تستح، فأفعل م بقلم فيصل الباقر مصر و دبلوماسية الجار بقلم محمد آدم فاشر (١-٣) من أجل عزك يا بلادي... بقلم الطيب محمد جادهالسودان: تجريم العمل في مجال حقوق الإنسان يهدد حماية الحريات بقلم أحمد الزبيرمسلسلات لا تكتمِل .. !! بقلم هيثم الفضل
المنبر العام
الاستثمار والتداول بالنتالمخابرات المصري تستقبل جرحى عمليات جنوب السودانيا Alicia Keys يا وجه مليان غنا . صور أودِعكُم أفارقكُم !، لا لا لا لآلآلآلآلآلآ ما بقدر ...بالرغم من فك الحصار الاقتصادي إلا أن التحويلات البنكية من وإلى البنوك السودانية لا زالت محظورةياسر عرمان: ثورى وفارس من طينة الكبار!أسرار استيلاء نصاب قطرة على 32 فدان من سيده سودانيةصباح الخير يامصر .. صباح الربيع المعبق برائحة الفول المدمسما هو رأي المسلمات والمسلمين الذين يعيشون في أوروبا في قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير؟؟ للنقاشقطاع الشمال والمتاجرة بأرواح الأطفال سلمى حايك وكيم كاردشيان : شوربة الكوارع سر نضارة البشرة .. (صور) ..!!الحركة الشعبية بعد انقلاب الحلوهل تعتبر كتب الحديث مصدرا موّثقا لأقوال الرسول الكريم !!!!!!!!!!!!!(موضوع للنقاش).... وســـــــــــــام الشــــــــــرف .................. للدكتورة ريمـــــــــا خلــفســـــــــؤال هـــــــام لصحــــــــــاب المنبـــــــــــر !!! إن كنت فعلا ديمقراطيا وتعدل !!! نأتي إلي الدنيا ونحن سواسيةصف الرغيفمستنكح بدرجة فارسالـدعــــاء الـذي هــــز الـسـمـاء ،،،هل لهذا التهديد علاقة بحادث وستمنستر الإرهابى بالندن امس سامى الحاج بن لادن رجل عظيم وكل مخابرات العالم حققت معىسجن الجنينة لم يتم تأهيله منذ 1952م.. نزيلة: اشتغلت؟!!!!مصر تنزع فتيل التوتر مع السودان بلقاء سياسي وضبط إعلاميالصحف المصرية تنشر كاريكاتيرات ساخرة ومسيئة ردا علي تصريح وزير الاعلام: صورالاخباري ليوم23 مارس 2017قيادات جبال النوبة لايخدعهم بريق السلطة ولا لمعان الذهبدويتشه فيله الألمانية "DW" ترد على تقارير وسائل إعلام مصرية وتصفها بالسخافاتالشيخ مصطفى الأمين.. محاولة لاستحضار الرأسمالية الوطنية.....خلاصة مخرجات الإجتماع الأخير لمجلس التحرير إقليم جبال النوبة
|
|
|
|
|
|