يمكن لمجموعة صغيرة من البشر أن تصنع دولة عظيمة.. لكن الفرصة غير مواتية لهؤلاء في ظل فرض وحدة قسرية في السودان. سنلاحظ مثلاً أن الأقباط وقبلهم اليهود، صنعوا لأنفسهم كانتونات بمثابة دولة داخل دولة، مناطق الاقباط اليوم هي أكثر المناطق نظافة وتنظيماً. ومناطق اليهود في العالم كانت مصدر إلهام للأدب الإنساني. السودان شعبه شعب فاشل، وعقله خرب، ولا يمكن إصلاح مفاهيمه، لذلك يجب تقسيمه لأصغر كنتونات ممكنة. ومن خضم هذا الخراب ستخرج دول محترمة وقابلة للتطور، وقد تخلصت من أعباء وحدة مفروضة بدون مبرر. يعتقد البعض أن السودان دولة غنية، هم لا يعرفون أن أصغر إقليم في الصين يمتلك ثروات أضعاف السودان، ويعتقدون بأن المواشي -مثلاَ- كنز، وهم لا يعرفون أن أستراليا تضطر لقتل الإبل والضأن بعد جز صوفها من كثرتها، ويمكن -لو تم فتح الاستيراد أن يصل سعر الخروف الاسترالي كله بتكلفة الشحن فقط. أما من حيث المحاصيل، فالهند ودول شرق أوروبا وامريكا اللاتينية فأرضها أكثر خصوبة من السودان. وفي كل الأحوال فإن بناء دولة قوية لا يحتاج لثروات طبيعية، بل يحتاج لنظام قانوني وإداري متين.. هذا كل ما في الأمر. إن القوة البشرية أهم بالنسبة لي من الثروات الطبيعية، وخاصة في عالم اليوم.. حيث نجد أن ثمن موبايل يصل لسعر طن السمسم الذي يتعب فيه المزارع لأشهر لكي ينتجه. إقليم بافاريا ينتج ما قيمته خمسمائة مليار دولار في السنة، إقليم غواندونق في الصين ينتج وحده ترليون ومائتي مليار دولار في السنة. في حين؛ احتفل السودان بقرض تجسيري قيمته مليار ونص دولار، قدمه الأمريكان دون أن يدفعوا شيئاً واصبحو دائنين للسودان بأضعافه بعد ذلك. هذه تفاهة وحق الرب. إن تحقيق نمو اقتصادي يحتاج إلى بناء ثقافي، وهذا مستحيل، إذا كنا نسمع شخص يدعمه العسكر يقول بأنه مك الخرطوم ويصدر قرارات بطرد فولكر.. لا، ليس هذا فحسب، بل يتم تلميعه ليدعم مبادر الجيش المسماة بنداء السودان. فأي بؤس هذا.. شخص لا يعرف حتى حدود قدراته وسلطاته، ولا يعرف أنه لا يمتلك حتى مجرد توجيه أمر لحارس عقار حكومي..ومع ذلك ينشرون كلامه في كل مواقعهم الالكترونية.. اي بؤس هذا.. وهل هذه دولة يمكن ان يؤمل فيها؟ بالتأكيد لا.. لذلك فالحل الأمثل هو قيام كل إقليم بتقرير مصيره، ليحكم نفسه ويستغل ثرواته بنفسه.. وإن لم يكن به ثروات يستطيع أن يطور قوته البشرية ليتطور اقتصادياً.. وإن أراد أن نضع له خطة بناء وتطوير شاملة فهذا عملنا ونتطوع به لوجه الله تعالى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة