اولا أتأسف اليك سيدي القارئ فهذه ليست لغة اصلا ولكنها مما اختزن في العقل الباطن من بقايا الافلام الهندية التي كنا نشاهدها في السينما ونحن اطفال صغار
اغلب الافلام الهندية التي شاهدناها كانت معارك بين الخير والشر او كما كنا نقول ابطال و خَيانة (خونة) الابطال دائما من الطبقة الفقيرة المسحوقة والخيانة من الطبقات الغنية (المفترية) وهؤلاء لهم نفوذ فهم يمتلكون المال و لهم علاقات مع اصحاب السلطة ولذلك دائما لا يطبق في حقهم القانون
دعوني اذكر لكم مشهدا طالما تكرر في تلك الافلام ولذلك انطبع في ذاكرتي ولم انسه برغم طول المدة مثلا شرطي تعدي علي احد افراد اسرته احد اصحاب المال و السلطة ورأي ان القانون لم ولن يأخذ له حقه فتخيل معي هذا الشرطي عندما يعلن لأصحابه انه قرر ان يأخذ حقه بيده (انا انصح مترجمي الافلام الا يترجموا مثل هذا المشهد): - ".... كَهِي .... كَهِي .... كَهِي .... كَهِي .... كَهِي .... كَهِي .... كانون .... كَهِي " ادالت كَهِي " هو يحكي بصوت عالي جهور وكل الناس يفهمون انه يقول: ان القانون لم يستطع ان يأخذ له حقه وسيأخذه بيده وقمة الاثارة عندما يذكر القانون والعدالة وهنا يصبح صوته صراخا وفي نفس اللحظة ينزع بسرعة يونيفورم الشرطة ويرميه بعيدا في هذه اللحظة يقف كل من بالسينما المساطب الشعبية واللوج والبلكونة جميعهم: صياح و تصفيق وصفير لأن هذه هي البداية الحقيقية للفلم وبعبارة اخري بداية (الآكشن) البطل سيفعل كل ما تقر به اعين الجماهير وفي النهاية سيسلم نفسه للمخرج .. اقصد للحكومة
ما جعلني اتكلم بتلك اللغة هو انني احسست بان بعض اصدقائي لا يكادون يفهمون كلامي بالعربي وكنا نتحدث عن قبض واعتقال السيد وجدي صالح هم اصروا علي ان وجدي: "يشرب من نفس الكأس" هكذا علق احدهم علي المنشور قلت لهم انني لست مع ما فعله وجدي ولكنه كان ينفذ عمل دولة فاللجنة انشأت بناء علي دستور وقانون ومن العدالة ان يحميه القانون او علي الاقل لا يسجن حتي تثبت ادانته
الي متي نظل في هذه الدوامة الخبيثة السخيفة ناس وجدي كانوا في السجون في عهد الانقاذ وتم فصلهم من وظائفهم وعندما قامت ثورة ديسمبر اصبح وجدي وجماعته هم من يفصلون ويصادرون ويسجنون دون تروي ولمجرد الشبهة وعندما حدثت (اجراءات) اخري رجعوا مرة اخري الي السجون المشكلة في دول العالم الثالث ان الذي يؤول اليه الحكم يضع القضاء والنيابة العامة والامن والشرطة في جيبه وهذا سيؤدي قطعا الي الهلاك وقد جاء التعبير يهذه الكلمة في الحديث النبوي الذي يتحدث عن العدالة ويحسب ان انعدامها مهلكة واظن ان هذا هو السبب الحقيقي لسقوط الانقاذ وليس الخيانة الداخلية كما قال السيد ابراهيم محمود:
عن قتيبة عن الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله (ص) فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله (ص) فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتشفع في حد من حدود الله؟)، ثم قام فاختطب، فقال: (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 23 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة