لقد أزجينا أرتالاً من التقدير والإحتفاء وأحياناً (التقديس) لدور لجان المقاومة في إزكاء ثورة ديسمبر المجيدة ومن بعد ذلك مقاومة إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم ، وذلك بالطبع لما بذلوه من تضحيات أقدسها ما تم بذلهُ من أرواح وما عانى منه الكثيرين من جراح وعاهات مُستديمة ومُلاحقلات وإعتقالات ، وهُم في كل ذلك قد أبلوا بلاءاً حسناً ومازالوا على إصرارهم وعزيمتهم يسيرون ، لكن لن نظل على الدوام وتحت وطأة (تشجيع) الشباب والوقوف خلف إنجازتهم الثورية ، مكتوفي الأيدي تجاه تقديم ما يحتاجونه من نُصح وإرشاد وإستفادة من خبرة سابقين ، في مجال (إدارة الحراك الثوري) وتخطي الأزمات ، ومهما كان الحديث في هذا الموضوع مؤلماً لكن سنضطر إلى قولهُ كلما سنحت الفرصة ، فهم أبناءنا وسواعد المستقبل وأيي تقصير في مدهُم بما يحتاجون من نُصح وأفكار وأدوات وطاقات هو في الحقيقية جُرمٌ كبير وخيانةٌ عُظمى للشعب والوطن. مر الإنقلاب المشئوم منذ 25 أكتوبر 2021 وحتى الآن بمراحل وظروف مختلفة ، بدأت بأعلى مستويات البطش والفجور ضد الثورة ومن يقف خلفها ، ثم توسطتها محاولات الإنقلابيين الحثيثة للبحث عن حاضنة سياسية تقيهم المواجهة مع الشعب والمجتمع والدولي ، حتى هداهُم عقلهم المحدود إلى إستدعاء فلول النظام البائد ، أما آخر المراحل ما نشهده الآن من إنهيار معنوي لقادتها وقناعتهم المُستترة والمُعلنة بفشل الإنقلاب و(إحتياجهم) اليوم أكثر من أيي وقت مضى إلى التنازل والتخلُّص من السلطة المنهوبة التي أثقلت كاهلهم بالكثير من المُشكلات والهموم ، التي يرجع فضل إعاقتهم بها في ملحمة مناهضة الإنقلاب ، للشارع الثوري وإستمراية حراكه النضالي وإصرارهُ على السلمية ، ثم (لإلتزام) المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته بالإمتناع عن التعامل مع الإنقلاب ودعمه ، بالإضافة إلى إعلانه المُستمرعن الوقوف مع الثورة والثوار والإنحياز غير المشروط إلى عودة مسار التحوُّل الديموقراطي ، لكن رغم كل تلك التغيُّرات التي بدت في تلك المراحل التي عاشها الإنقلاب ظلت لجان المقاومة في موقفٍ ثابت لا يتغيَّر مما يشير إلى غياب واضح لمهارة التكتيك والمناورة في إدارة أزمتها مع الإنقلابيين. كنت أتوقَّع أن تتغيَّر مواقف لجان المقاومة وفقاً لما سبق ذكره من (تحوُّلات) إستراتيجية في مضامين وأشكال البنية العامة للإنقلاب ، كان أبرزها الضعف والترنُح والإعتراف بالفشل ، ثم التخلي أخيراً عن (حُلفاء) المصالح الآنية في محاولة للتقرُّب إلى الأغلبية صاحبة الكلمة الأخيرة ، والتي تمثلها لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير الأصل وبقية القوى السياسية والمهنية والمطلبية التي تناهض الإنقلاب منذ يومه الأول ، لم يتغير موقف اللجان وظلت متمسكة بلاءاتها الثلاثة رغم أن ذلك يقدح في (فهمها وإستيعابها) لمبدأ أن السياسة فن المُمكن ، ومهارة القدرة على (تبديل) المواقف في الزمان والمكان ، وعبر الوقائع المختلفة بما يفيد الحصول على المصالح والمطالب والإستزادة في كمها وحجمها ومداها. بالنسبة لي عندما ترفض لجان المقاومة منهج (التسوية) مع المكوِّن الإنقلابي ، فإن سيناريوهاتها لإنهاء الإنقلاب لن تخرج عن مسارين : الأول إنهاء الإنقلاب بإنقلاب آخر من داخل الجيش ثم إنتظار ما سيُسفر عن قائدهُ من نوايا وما أدراك ما النوايا في جيش التمكين ، أما المسار الثاني : ففيه وجهٌ من أوجه المستحيل ومفاده أن ينجح الثوار في الوصول إلى القصر الجمهوري ثم إقتحامهُ والهجوم على البرهان ورهطه (بسلاح السلمية) وإيداعه السجن ثم الجلوس مكانهُ ، أستغرب جداً في (غفلة) مَنْ يقفون على دفة لجان المقاومة خصوصاً في باب الإلمام بمهارة توافق (المواقف) مع (المنطق والمُتاح والمُمكن).
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 22 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة