نترحم على شهداء السودان كلهمُ ، و نشهد أنَّ "عَسكريِّ" السودان الحاكمين "غصباً" له أثبتوا للعالم أجمع أنهم حتى في العسكرية "مواسيرُ"! *
في عالم "الحيوان" قد يكون الرفس من مراحل احتضار الروح الأخيرة. و "الأنظمة" فينا منها ما شابه الحيوان "ترفس" حتى آخر رمق فيها! الأنظمة لا تستطيع أن تحكم دونما أذرع و أرجل و أعين و أعضاء لها! النظام يحتاج إلى حرس له و جند و أتباع و "تُبَّاع" و عَبدة و كهنة! لتحكم لابد لك من قانون ما أو تشريع "دستور" مُحدَّد يكون مرجعيتك المختارة المتفق عليها في التنفيذ و المحاسبة. و بينما يتجلى العدل في من يلتزم القانون منهجاً له فيعرف فيه و معه الحكم و النزاهة و القوة نجد على النقيض أن كثرة ميل الأنظمة لإستخدام الأذرع و الآلة الأمنيّة في حمايّة مصالحها و إستمرارية وجودها و حكمها دليل على تفشي الضعف فيها و علامة الهشاشة في سلطتها و "نبوءة" لسقوطها. الحاكم وحده ما كان ليحكم دونما قانون متفق عليه معه و جند يحرسونه -القانون لا الحاكم- و قضاة ينفذونه. و لا حاكم بدون شعب! *
في أي شرع و دين تستبيح الأنظمة حرام الله كله؟ و كيف يتصافح و يتقابل المنتسبين إليها و يتناسلون بيننا و هم أعلم الخلق بجرائمهم ضد أهلهم و شعوبهم؟ عسكر الإنقلاب و شركائهم من حركات التمرّد "أعجزهم" بسط الأمن حتى في تلك المناطق أو "الأقاليم" التي تقاسموا حكمها "حصراً" بينهم! بل و الأدهى تلك الحركات و الدعم السريع منها و قد بدأت تمارس عاداتها العنصريّة كما نظام الإخوان الساقط بين الناس و تشعل معها نيران فتن الهوية و الأصل و العرق و القبليّة! *
أيام "الوثيقة" تعهد عسكر المجلس الإنتقالي وقتها بحماية حدود الدولة و الأمن فيها "شغلنا كدا" و طوال الأيام بعدها إلى يومنا هذا و ساعتنا هذه و ما كان قبلها عجز "قادة العسكر" عن بسطه -الأمن- فينا و بيننا! جريمة فض الإعتصام أمام قيادة قواتهم كمثال "استعصت" عليهم فكيف بجرائم تفرقت و تشعبت و تبعثرت و تفجرت في السودان كله! *
أخلاق الجيوش النظاميّة تختلف عن أي تشكيل عسكري مليشيا كان أم عصابات مسلحة. الجيش تصرف الدولة على تدريبه و تهذيبه لينتج أفراداً يأتمنهم الشعب على أرواحهم و أعراضهم و أوطانهم. الجيوش تحمي الشعوب حتى من نفسها فكيف إن تنمردت على الشعوب الأنظمة! *
نعود إلى السودان و عسكره "دون القادة" و حالهم و هم يطالعون كحالنا إنفلات الأمن و السلم فيه و يشاهدون إن لم يشاركوا حتى "بصمتهم" على جرائم قادتهم و تلك المليشيات من عصابات و حركات و "جنجويد" ضد أهلهم و شعبهم و وطنهم! النظام لا ينتصر بفرضه القهر على الشعوب و استباحته لدماء و أعراض أهله! ليس قوة أن تطلق كلابك الأمنية و صعاليكك من فاقدي النخوة و الكرامة يُبشّعون و يُنكلّون في شعبك الأعزل و ينتهكون حرامات الله فيهم في ظنك أن ستكسر شوكتهم نفسهم و أعينهم! ما ستفعله سيُفعل حتماً فيك و في كل من معك. فأحذر تقلب الأيام و القلوب و الأحوال و الدول. *
الحكم ليس بالأمر البسيط السهل و حمل الأمانة عجزت عنها الجبال ثم يأتيك قطاع طرق و صعاليك حركات و فوقهم عسكر من قوَّادي الأعراض و الأوطان و الشعوب يتبخترون لنا كفراعنة جبابرة و سط دماء و أرواح و أعراض البسطاء!
و أبشر يا شهيد محمد حسن مصطفى
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 22 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة