الدكتاتوريات المتسلطة فى الدول النامية تربط دوماً الحرية بالانحلال الاخلاقى والتفسخ الاجتماعى لا لشيئ الا لغرض اطالة حكمهم المتجبر. هذا امر طبيعى أن يتم نشره من قِبل السلطات المتجبرة ولكن المؤلم فى الامر ان هذا الادعاء يجد آذاناً صاغية من الشعب -لا اقول كل الشعب- ولكن لدى قطاع واسع منه يعانى من البساطة والجهل الجمعى بحقوقه المستلبة فى تقرير مصيره فيما يختص العيش الكريم بعزة وكرامة، فيضرب الحاكم واتباعه على وتر ' شوفوا الحرية عملت فى بناتنا شنو! او شوفوا الحرية خلت الشباب يلبسوا كيف! او كيف ان الحرية تعارض الدين؟ يختصرون الحرية فى تصرفات فئة معينة من الناس، فتصدقهم تلك الفئة المغيبة من الشعب ويكون رد فعلهم: يا حليل زمن النظام العام وشرطة الاخلاق، فيتنازلوا مخدوعين بكل سذاجة عن حقهم فى الحرية وفى اختيار من يحكمهم وعن حريتهم فى الرأى وعن حرية رسم مستقبل يراعى حقوق ابسط أسس حياتهم و متطلباتها فيطيلون بذلك عمر الحاكم المتجبر، ويأتون يلعنون سوء الحياة وضنك العيش! قيضحك الدكتاتور فى سره من سذاجة الشعب الذى يحكمه.
معانى الحرية واسعة لا يدركها وسط شعوب تلك الدول الا قلة فعلى الكتاب والمثقفين نشر تلك المعانى بإجتهادٍ اكثر كى يتغلب الوطن على سجانيه ودكتاتورياته العسكرية وغيرها من الدكتاتوريات…
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة