حتى لا نذهب بعيداً فالعادة السرية التي ادمنتها النخب، و الاحزاب السياسية هي صناعة الواجهات، و التي اقعدت الوطن، و آخر تجاربنا التعيسة تجمع المهنيين.
لنا تجارب كثييرة فاشلة في التجمعات، و الوحدة بين الكيانات، والاجسام إن تحدثنا حصرياً في الفترة الزمنية بعد يونيو 1989 من التجمع الوطني، مروراً بالجبهة الثورية، و صولاً الي تجمع المهنيين، و قوى الحرية و التغيير.
المبدأ هو التسابق في صناعة الواجهات لفرض الإرادة، و الفكر، بالبلدي ايّ كيان يُريد الدخول بعدد من الصرفات إن جاز التعبير لأغراض الغلبة " كبِر كومك " فعشنا عصر الظواهر، و البدع، و لنا في التوم هجو المثل، و هذا ما ادى الي تكلس الممارسة الديمقراطية في كل كيانات السياسة السودانية معارضة، او موالية.
هذه العادة السرية الخبيثة قد تُرضي الذات، لكنها لا يمكن ان تقود الي نهايات تخدم قضية قومية لها علاقة بالوطن.
نفوذ الايديولوجيا، و الطوائف انتجت هذا الصراع الذي تدور رحاه خلف الابواب المغلقة.
عملياً اعتقد الجميع علي قناعة بعدم جدوى هذه العادة السرية، التي إنفضح امرها بعد ديسمبر المجيدة.
التكتلات السياسية، و التجمعات، و المواثيق امر محمود في السياسة.
عندنا اصبحت هذه العملية ذات نتائج سيئة لغياب البعد الوطني من المعادلة، و لأن السلطة عندنا غاية لأغراض نخبوية ، و مصالح ذاتية كانت كل الصراعات بلا مبادئ، و بلا شرف.
اعتقد البحث عن التوافق، و الوحدة حرفياً كهدف سنبذل مجهود بلا معنى، و سنحصد ذات النتائج، و الخيبات.
المشهد في حاجة الي ميثاق شرف يُعلي المبادئ الوطنية التي يجب ان نقف عندها جميعاً، افراد، و جماعات، و احزاب، و كيانات، فبعده فلنتسابق بشكل ديمقراطي لأجل تداول السلطة.
إتفقنا مع الحزب الشيوعي او إختلفنا، له إسهامات في الثورة لا يُنكرها إلا صاحب غرض، فتكسير مجاديفه لا تصب في مصلحة الثورة، و التغيير.
بذات القدر الحرية و التغيير برغم الاخطاء فهذا لا يعطينا الحق في ان نلغي وجودها، و إسقاطهم من معادلة العمل الثوري.
ينطبق هذا المبدأ علي كل الاجسام الثورية، و التجمعات، و التحالفات، و لجان المقاومة، لطالما الهدف واحد، فيجب بلورة ميثاق شرف، و الكل يعمل حسب جهده، و مقدرته، و لتكن كل سهامنا صوب هدف واحد من قواعد متعددة.
لا نريد تحالفات، و تجمعات، و مواثيق بذات عقلية الماضي لنتسابق في صناعة الواجهات، لنرضى الذات فقط.
اخشى ما اخشاه ان يكون الصراع بين مكونات الثورة بعيداً عن الاهداف التي قامت لأجلها الثورة.
الثورة لا تحتمل الفكر الإقصائي، بمبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي.
دليل بيان بالعمل..
الهجوم العنيف علي النقيب شرطة معاش عمر عثمان حين قال انه لا زال يؤمن بالحرية و التغيير، لم ينتبه احد لما قاله هذا الرجل المهني المتمكن.
قسماً بالله لو إستعانت الحرية و التغيير بمثل هذا الرجل لكنا قد عبرنا بمقدار سنين ضوئية.
الاصل في الامر و الذي إختلط فيه الامر علينا ان الحرية و التغيير ميثاق لو إلتزمت به الاحزاب التي افسدته لا غبار عليه كبرنامج للتغيير، و الإنتقال، و كنس آثار النظام الهالك.
اخيراً..
تقيمي لأداء سعادة اللواء كمال إسماعيل عضو المجلس المركزي للحرية و التغيير عضو حزب التحالف الوطني السوداني و مُعد الورقة، و المشارك في ترتيبات سلام جوبا، Big Zero صفر كبييييير، ما قاله لا يرقى حتي ليكون ونسة في ميس الضباط.
اداء سعادة اللواء اكد المكانة المتدنية التي إستحقتها احزاب الحرية، و التغيير.
هذا المستوى المتواضع فرضته العادة السرية للقوى السياسية، حتي بعض الاحزاب ولدت نتيجة للعادة السرية، كحزب سعادة اللواء.
القوات السلحة ذاخرة بالكفاءات، و العلماء .. نعم علماء، و لكن قدر هذه البلاد المكلومة ان لا يجدوا مكاناً تحت سماءها، فتقدم الصفوف الجهل، فكانت ظاهرة حميدتي جزاءاً نستحقه.
سعادتو عمر عثمان لا تحزن فإرادة الشعب السوداني العظيم منتصرة بإذن الله.
الغصة التي كانت عصية علي الكتمان قد نحرتنا جميعاً عندما رأينا البطش، و القتل، و السحل، و الإغتصاب في حضرة ديسمبر المجيدة.
نؤمن بميثاق الحرية، و التغيير عهداً آمنا به، فإن ضل من حملوه فسيظل مبرءاً لأنه بتوقيع الشعب السوداني العظيم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 25 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة