* أراك تلعب سياسة، يا حميدتي.. وتضرب في حديدٍ بارد لتشكِّل الحياة في السودان كما تشاء، ومصيرك الفشل، كما يقول واقع الفيزياء.. فالشارع السوداني حديدٌ أقوى من أن يتشكل بكلام مرسل.. كلام ساكت.. كلام (سمبلا) يصدر عن تنازل لجنة البشير الأمنية عن السلطة وعن إصلاح الجيش..
* ويضحك الشارع الثائر كلما حاولت أن تتذاكى على من هم أذكى من خبثك بفراسخ..
* تبت يدا عمر حسن البشير الذي نكث بالقسم العسكري وخان السودان أرضاً وشعباً يوم أتى بك من اللا مكان وفتح لك كلَّ مكان في السودان، مغدقاً عيك بالسلاح وبذهب جبل عامر وبرتب عسكرية ترتفع رتبة فوق رتبة، في لا معقولية زمانية.. ثم، بإفراط في الأنانية، جعلك حامي حماه الشخصي، وأطلق عليك لقب (حمايتي)، دون أن يمنعه ما درسه في الكلية الحربية من الإحتماء بقائد ميليشيا مرتزق..
* وا حر قلباه!
* إن الكلية الحربية تبكي اليوم على خريجيها المحيطين بالبرهان الآن، وبالبشير سابقاً، وجلهم أحياءٌ مًوَاتٌ لا تأبه لهم يا حميدتي، فأنت الورل تقدل قدلاتك، دون خشية، ف(الورَل يقدل في بلداً مافيهو تمساح)!
* خطاباتك تَتْرَى، وارتفع صوتك أكثر وأكثر بعد أن هجرت الخرطوم إلى مضارب قبيلتك في دارفور.. واستعرضت قوة سلاح دباباتك في منطقة أزرق، لتؤكد أنك وَازَنت القوة بين ميليشياتك وبين الجيش السوداني، خلاص!.. وشعرت بأنك في وضع يمكِّنك من أن تعلن على رؤوس الأشهاد عن قوة إرادتك في الفعل، وأن إرادتك هي الأقوى من أي إرادة في السودان، فأعلنت:- " أؤكد التزامي التام بالعمل مع الجيش السوداني"!
* وتتضارب رغبتك في اندماج أفراد ميليشياتك في المجتمع السوداني بحصولهم على الجنسية السودانية المضروبة والرقم الوطني المضروب، مع عدم رغبتك في ندمج ميليشياتك في الجيش السوداني..
* لكن لن تجدي محاولاتك اليائسة لاندماج ميليشياتك في المجتمع السوداني.. فالجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية تطاردك وتطاردهم أينما حللت وأينما حلوا.. فعليك ألا تتوهم أن مخاطبنك للشارع السوداني ببعض الكلمات الجوفاء سوف تدغدغ مشاعره.. فالشارع السوداني أكثر وعياً بما يحيط به داخلياً وخارجياً.. وسوف يتتبع خطواتك إلى أن يجيئ ذاك اليوم الذي يقدمك فيه، وآخرين، لمحكمة العدالة الثورية..
* أكاد أسمع المبدع جمال حسن سعيد يقول لك يا حميدتي:- " ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﺮﻕ ... ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻚ ﺗﻨﺠﻮ ﻭﻳﻦ ... ﻭﻳﻦ ﻣﻬـﺮﺑﻚ ﻣﻦ ﺩﻓﺘﺮﻙ، ﻣﻦ ﻣﻈﻬﺮﻙ، ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮﻙ؟ ..."
* نعم، وين مهربك يا حميدتي؟ وين مهربك؟!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة