*كتب مسيلمة الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول *الله ، أما بعد ، فإني قد أشركت معك في الأمر ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشا قوم يعتدون* *فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة قال فيها : " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، أما بعد ، فالسلام على من اتبع الهدى، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين*
*اصيبت قبيلة الهوسا في الايام الماضية بابتلاء عظيم وذلك بتعرض عدد من ابناءها في مناطق اقليم النيل الازرق للقتل والعنف والتشريد بدون ذنب سوى انتماءهم الى قبيلة ظلت تعيش في سلام فطوال تاريخها اشتهرت قبيلة الهوسا بحب القران الكريم وعشق مجاورة بيت الله الحرام منذ ان عرفت الدين الاسلامي وذلك حتي قبل ان يصل الاسلام إلى بلاد (سودان وادي النيل) فالاسلام دخل الي غرب افريقيا موطن الهوسا الاول عن طريق شمال افريقيا ومن ثم صار طريق الحج والعمرة همزة وصل لهم مع بلاد (سودان وادي النيل) وحتي اسم السودان الحالي قد اطلق قبل ذلك سابقاً علي مناطق (بحيرة تشاد و مالي ونهر النيجر ونهر السنغال) وبعدها اطلق عليها الاستعمار الفرنسي اسم مستعمرة (السودان الفرنسية) والي العام 1960م كانت كل من (مالي والسنغال) بلد واحد تحت اسم الجمهوريةالسودانية وهي غير جمهورية السودان الحالية التي استقلت عن بريطانيا ومصر في العام 1956م ولكن اتحاد الجمهورية السودانية(مالي والسنغال) لم يدم طويلاً فقد استقلت كل واحدة منهم لتصير دولة بذاتها ،*
*و كما قلت سابقا ان معرفة قبائل غرب وشمال أفريقيا (لسودان وادي النيل) قديمة وقد تكون حتي قبل تكوين دولة الفونج ( السلطنة الزرقاء ) والتي قامت في القرن الرابع عشر والفونج انفسهم ترجع اصولهم الي قبيلة( برنو ) القادمة من غرب أفريقيا وهناك رواية ثانية تنسبهم الي قبيلة الشلك التي تقطن اليوم في اعالي النيل في جنوب السودان ورؤية ثالثة تقول انهم من بني امية العربية الذين وصلوا الى مناطق جنوب النيل الازرق عن طريق الحبشة بعد سقوط دولتهم على يد العباسيين ، وان صح اي من تلك الروايات فان القاسم المشترك فيها هو وجود نسب للفونج ولو افتراضيا مع قبائل غرب افريقيا ، وبعد تمكن الفونج مع حلفائهم العبدلاب من اسقاط دولة علوة المسيحية في العام 1505م سعي السلاطين المسلمين في سنار الي استقطاب الشيوخ ورجال الدين لنشر الدين الاسلامي والفقة والعقيدة بين السكان المحليين خاصة بعد سقوط دنقلا عاصمة مملكة المغرة المسيحية في العام 1313م فقد عاش الناس زهاء مائتي عام في فراغ ديني فكان لايعرف الناس الي اي دين ينتمون هل هم مسيحيين اما مسلمين ! فتجد حتي الشخص المسلم منهم لايعرف شي عن الاسلام لدرجة ان المراة قد يطلقها زوجها عند الصباح ويعقد عليها زوج جديد عند مساء نفس اليوم ولكن عقب وصول رجال الدين الاسلامي من شتي الاقطار العربية والمسلمة تعلم الناس منهم اصول الدين بشكل سليم وكان لقبائل الهوسا والفلاته والبرنو والمغاربة دور كبير في ذلك بجانب شيوخ علماء المحس الذين تعلموا في الازهر الشريف اضافة الى جهود الشيخ تاج الدين البهاري والشيخ محمود العركي والشيخ جابر بن عايد الركابي وتلاميذهم من الشيوخ حيث عملوا جميعا علي ان يكون السودان كما هو عليه اليوم بلد مسلم فكانت الخلاوي منابر للعلم والمعرفة تخرج منها العديد من حفظة كتاب الله*
*ان الارض لله يورثها لمن يشاء والبلاد تسع الجميع ولا ينبغي ان يقود الاختلاف في الاراء الي العنف وان تكون مجالس العقلاء او المحاكم هي الأماكن المناسبة لحلها وان منح قبيلة الهوسا حق تكوين ادارة اهلية خاصة بهم لا يمكن ان يكون سبب لقتلهم او استخدام العنف ضدهم فالادارة الاهلية هي في الاساس صنيعة استعمارية كان الهدف منها مساعدة الانجليز في جمع الضرائب وحفظ الامن والتصدي لقيام لاي ثورة قد تسعي الي استنساخ تجربة الثورة المهدية ، وفي حقيقة الامر يجد المتابع للتاريخ المعاصر ان السلطة اليوم هي بيد الدولة وهي التي تتولي ادارة البلاد وليست بيد روساء القبائل كما كانت في الماضي و لايوجد اليوم مواطن يطلب الاذن من شيخ قبيلة لاجل الحصول علي موافقته لاتمام مراسم زواج او السماح له بالسفر اذا بالتالي فان وجود او عدم وجود ادارة اهلية لا ينبغي ان يكون هاجس لخصوم قبيلة الهوسا فالادارة الاهلية هي اليوم اقرب الي رابطة اجتماعية لرعاية شئون القبيلة وليست كما كانت في الماضي اداة من ادوات الحكم الاستعماري*
*علي مكونات النيل الازرق التوحد والاعتصام بحبل الله ونبذ العنف وللسيد مك عموم قبائل النيل الأزرق دور كبير في ارساء السلام الاجتماعي فهو بمثابة الاب الروحي لجميع تلك القبائل وهم بمثابة ابناءه وان لا ينسي المحافظة على العهود والمواثيق التاريخية التي منحها اسلافه سلاطين الفونج الاوئل للشيوخ والعلماء بعد وصولهم والاستيطان في ربوع انحاء السلطنة الزرقاء و الهوسا هم من ضمن ذلك النسيج الاجتماعي الفريد بالنيل الازرق*
*يجب تقبل الاخر وافشاء السلام الاجتماعي و ابعاد دعاة الفتن والقلاقل والعنصرية والاهتمام بالفن والثقافة والرياضة لتكون جسور التواصل بين المواطنين ، ودولة الفونج اساسا قامت تحت راية لا اله إلا الله ومحمد رسول الله اذا بالتالي لا ينبغي علي احفادها ان لا يعملوا بسيرة الجاهلية الاولي بل عليهم باتباع كتاب الله وسنة رسوله التي هي دستور السلطنة الزرقاء قبل 500 عام*
*وبالنسبة لقبيلة الهوسا فان ما حدث لكم من ابتلاء فهو خير كما قال (رسول الله صلي الله عليه وسلم فعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم) اذا عليكم بالصبر وكثرة الدعاء وتطبيق لقول الله تعالي ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)*
*ان الحراك الذي انتظم ابناء قبيلة الهوسا في كل مدن السودان غضبة لما وقع علي بني جلدتهم من احداث موسفة في النيل الازرق فقد اظهر انكم لستم اقل نَفَرًا فكانت جموعكم السلمية مثل السيل العرم وهي تجوب الشوارع رفض للعنف وتدعوا للسلام كدليل علي انكم اهل سلام ومحبة ، بالتالي فان ماحدث لكم من ابتلاء هو رب ضارة نافعه فقد تكون تلك الحوادث سبب في لم شمل الهوسا في بوتقة واحدة فقد كان في الماضي وبسبب التنمر الذي يحدث لقبيلة الهوسا من جانب بعض الجهلاء من العنصريين جعل العديد من ابناءها يتجنبون حتي ذكر الانتماء لها وهو عمل غير مقبول فالهوسا قبيلة مسلمة مسالمة ولا تفعل المنكر ولا يشرب افرادها الخمور ولا هم من اصحاب الاموال المكدسة او من التجار الجشعين او لصوص قطاع للطرق بل هم خدام لكتاب الله ولسنة النبي (ص) و من حق الهوسا وكافة القبائل المهمشة في كافة اصقاع السودان ان تكون لهم روابطهم وتجمعاتهم التي تعبر عنهم فالهوسا قبيلة انجبت للسودان العديد من المبدعين المعروفين في شتي المجالات وعلي سبيل المثال وليس الحصر منهم اقوي الاصوات الرجالية والنسائية حتي الان علي مستوي الغناء السوداني وهم ( عبد العزيز ابو داود وعاشئة الفلاتية ) و ملك غناء الجاز الفنان شرحبيل احمد والكروان الراحل ابراهيم حسين، وغيرهم خلاف الشعراء والمبدعين في المسرح والاعلام واساتذة الجامعات وفي دنيا الرياضة ومختلف المهن الاخري والي ابناء الهوسا الذين يخفون انفسهم بين القبائل الاخري عليكم بالظهور وعدم الخوف و في حقيقة الامر لايوجد سبب يجعل الانتساب الي الهوسا عيب وخاصة وانهم ليسوا المجموعة العرقية الوحيدة التي لها امتداد خارج البلاد فهناك العديد من السودانيين ترجع اصولهم العرقية الي مناطق من خارج اسوار السودان مثل الجزيرة العربية، والمغرب العربي وموريتانيا ومصر واليمن و إريتريا واثيوبيا والعراق والهند وتركيا وغيرها من الدول و هم لا يخفون ذلك الانتماء اذا لماذا وحدهم الهوسا في وجه المدفع؟*
*اتمني ان يسود السلام ما بين ابناء السودان وان تسارع الحكومة الي محاربة العنصرية والعرقية والكراهية وبلادنا بكل اسف تعج بالمشاكل التي تحتاج الي تفعيل القانون وحفظ الأمن حتي لا يتسرب الاحساس بالظلم الي اي طرف من الاطراف ومن ثم يعمل الطرف الضعيف الي اخذ حقه بيده لذلك يجب ان تقوم الدولة بدور مسؤول نحو مواطنيها وتطبيق احكام القانون علي الجميع*
*المتاريس* *علاء الدين محمد ابكر* 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست