على رموز المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير، تقديم الإعتذار تلو الاعتذار للشعب السوداني، لما تركوه من إحباط في النفوس بسبب خيانتهم لأمانة الثورة، وعليهم أن لا يستهلكوا وقت الثوار في الأحاديث النظرية المجترة للذكريات من دون تقديم العزاء لأمهات الشهداء، إنّ أكثر الأمور خزياً وعاراً أن يستأمنك الناس على دماء ابنائهم الشهداء وانت لا تعبأ لذلك، وهنالك أمران يستوجبان محاكمة رموز مركزية الحرية والتغيير المحاكمة الأخلاقية التي تليق بهم، الأمر الأول هو مساهمتهم بالصمت المطبق وربما بالاتفاق من تحت الطاولة مع العسكر، في تعطيل إجراءات محاكمة المتورطين في قتل المعتصمين بميدان القيادة العامة، والأمر الثاني إنسحابهم من المهمة الأخلاقية الكبرى المتعلقة بإزالة تمكين النظام (البائد)، وفشلهم في استرداد الأموال المنهوبة، هذان الأمران الرئيسيان يفرضان على رموز مركزية الحرية والتغيير الإختباء والإختفاء وراء الأنظار، بعد مرور الأشهر الأولى لشراكتهم مع القتلة كان عليهم تحديد موقفهم الرسمي بالاستمرار أو الإنسحاب من حكومة (التراخي الوطني)، طالما أنهم واجهوا صعوبات في تنفيذ الأجندة الثورية الثلاثية – الحرية والسلام والعدالة – وكما ظللنا نقول بأن الصخرة التي تتكسر على سطحها طموحات الساسة، هي الركن الثالث والأخير لشعار الثورة – العدالة – الركن الذي هزم الدكتاتور وسوف يهزم المندسين تحت الطاولات والترابيز المتآمرين على ثورة الشعب. يا محمد الفكي سليمان إنّ ورقتك (قوى إعلان الحرية والتغيير النشأة والتطور)، عليك ببلها بالماء ونسيان أمرها، لأن نشأة هذا الجسم الفطير كانت شائهة ولم تلبي طموحات الشعب الممتد من الجنينة إلى بورتسودان ومن حلفا لكادقلي، وتطوره لم يكن تطوراً إيجابياً في حقيقة أمره وإنّما كان تدهوراً، ويا ليت عنوان ورقتك جاء هكذا: (قوى إعلان الحرية والتغيير الفشل والتدهور) وعدم احتواء الشعوب المتنوعة والمتعددة المشارب، وعليك وعلى رفاقك أن يبينوا للناس ما حدث في الليالي التي أعقبت بيان بن عوف، وأن يكونوا على قدر عالٍ من الشفافية بحيث أن يكشفوا عن علاقاتهم السرية بمدير جهاز مخابرات النظام (البائد)، سواء كانوا حرية وتغيير أم تجمع مهنيين، وما هو الدور الذي قام به مدير الجهاز – ايجاباً وسلباً، وبعد أن علمتم نيّة العسكريين في الإنقلاب عليكم بعد سنتين من الشراكة، لماذا لم تخرجوا في مؤتمر صحفي وتطرحوا على لجان المقاومة مخاوفكم على بلاطة؟، لا سيما وأن هذه اللجان تعتبر الحارس الأمين للثورة؟، وكيف تستمرون في الشراكة مع إقراركم بأنه لا يوجد رباط مؤسسي يجمعكم ببعضكم البعض؟، ولماذا تتحملون الكلفة السياسية لميزانية عشرين عشرين ومشروع تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟، أما أم الكبائر وثالثة الأثافي يا سعادة العضو السيادي، هي، كيف تتفاجأ بإعلان جوبا من قبل نائب رئيس مجلسكم السيادي الذي تستظلون تحت ظل سقفه الواحد؟. أيها السياسيون، الحصة ثورة، ولا مكان لكم في المواكب والطرقات والدروب التي يمر بها قطار الثورة إلّا الثوار، ولا مجال لممارسة ترفكم السياسي بينما مدن السودان تقدم الشهيد تلو الشهيد، ولا سمع ولا طاعة لتنظيركم المتخاذل الفطير والمشجع للعسكريين ورموز النظام البائد (كرتي) للظهور الإعلامي وممارسة حياتهم الطبيعية، ثم الإنقضاض على جنين الثورة، فلا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار، ولا أي فرصة أخرى ولا زمن إضافي لإعادة تجارب فشلكم المستدام الذي ما يزال يولد المزيد من الفشل، إنّ الشعب السوداني قد (رمى طوبتكم) وتجاوزكم وفاتكم القطار، ولن تجدي مشاريع اجترار ماضي ذكرياتكم المتعلقة بتلك الأيام الجميلة لإعتلائكم الكراسي وامتطائكم لفاره السيارات الفاتنة، عندما كنتم صامتين عن تحريك ملف جريمة فض اعتصام القيادة العامة، ومماطلين في إجراءات محاكمة مدبري إنقلاب الجبهة الإسلامية ومتكاسلين في إزالة تمكينها الذي أمتد لثلاثة عقود، فيا سادتي عليكم برؤية إعوجاج رقابكم، ثم عليكم من بعد ذلك تقديمكم لإعتذاراتكم اليومية والمتكررة للحركة الجماهيرية التلقائية، التي كفرت بأحزابكم وطلّقت تنظيماتكم السياسية طلاق ثلاثة، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فابشروا بمقعد مجاور لمقاعد أنصار النظام (البائد) بكوبر أو النار، فالثورة لا تجامل ولا ترحم كل من اعتلى منصباً سيادياً أو سياسياً باسمها، ولم يقتص لأسر الشهداء ولم يسترد ألأموال المنهوبة.
اسماعيل عبدالله [email protected] 23 يوليو 2022 عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 23 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة