ان الجهد الثوري لشباب المقاومة عمل بالضرورة ان يكون محل التقدير والاشادة والاعجاب معا من دون شك . بيد نجاح الثورة يتطلب الوقوف علي بعض المحطات المهمة،لان ليس هناك من يستطيع رؤية كل الاتجاهات في وقت واحد .هو معني تعثر الثورة و لم يتحقق النجاح المطلوب بقدر التضحيات الجسيمة .وهنا احب ان ادون بعض الملحوظات لربما بعضها في نظر الكثير غير مقبولة ولكن ذلك لا يغير في الواقع شيئا ، طالما نعيش نتائجها. الحقيقة التي امامنا ان الثورة متعثرة وحتي لو حققت النتائج تكون بتكاليف بشرية عالية وبطول المدة .واكثر ما يمكن ان تصلها هذه الثورة هي الاطاحة بهذه الحكومة وهذا امرا مؤكدا . ولكن سيكون ايضا بسبب الجوع قريبا هو الشئ الذي يوحد الجميع كما كان . بالرغم من تفاؤل الشباب في المرحلة ما بعد البرهان او هذه الحكومة. الا ان هناك الكثير ينبغي فعله اكثر من تصور اهل الخرطوم الذي ينبغي ان يكون . علما بان هناك فارقا كبيرا محال ردمه بالهتاف .وبالرجوع الي وثائق الثوار والتي تبدو عليها بعض البصمات القوي السياسية الحزبية بمختلف اتجاهاتهم ،مع ذلك ليس ما يقلق كثيرا .الا ان طبيعة المرحلة ما بعد هذه حكومة، هناك الكثير ما ينبغي فعله اكثر من كتابة الوثائق الطموحة التي توافق ضروريات المواطنة المتساوية. واولي هذه الضروريات المطلوبة ، الاجابة علي سؤال الجميع يتجنب الاجابة عليه. اذا كانت كل هذه الوثائق حتي في الاجتماع ما قبل الاخير لقوي حرية والتغير جاء في بيانهم ضرورة تحقيق حقوق المواطنة المتساوية. فالشئ الطبيعي يفترض معرفة الجهه المسؤولة من هذا الخلل بالاسم .ومتي بدأ هذا الخلل ؟. فان تحفظ الكثير ومنهم الثوار في الخرطوم ومحاولة تعليق علي رقبة الاسلامين النقطة التي فارق الطريفي جمله . وعمليا السودان لم يتحقق حقوق المواطنة المتساوية الا في ظل الاسلامين في الفترة ما بين ١٩٨٩ - ١٩٩٩ بصرف النظر عن المصائب التي حدثت والجرائم التي تمت ارتكابها . ولكن المصيبة كانت للجميع من دون تمييز ما عدا الاسلامين من كل جنس . وان انهيار ذلك النظام كان بسبب التطرق للمسلمات التي تحدث عنها البرهان اليوم . ولذلك رمي اللوم للاسلامين في نظر اهل الغرب مجرد هروب من مواجهه الحقيقة. فان اهل الوسط وبالتحديد أبناء الشمال بمختلف اتجاهاتهم هم المسؤولون من هذا الخلل فان رفض هذه الحقيقة او تجنب ذكرها كحقيقة لتصبح ثورة ضد المجهول . لان الثورة الفرنسية مثلا كانت ضد الملكية وليس ضد الملك. وبالتالي له هدف اخر غير الذي يريد اهل الهامش تحقيقه.لان من المحال ان تعالج امرا اذا كان ليس في الامكان ذكره . وان الوثائق لم تلزم اية جهه الالتزام بها. الجميع يتذكر كل الوثائق التي كتبت في السودان بعد الاستقلال لا توجد منها ما تعيب العدالة ، او تقرر العمل بالعنصرية. ومع ذلك استمر هذا الخلل الي يومنا هذا .وهو السبب في الحروبات وزراعة الفقر والاستيطان البؤس في كل السودان لان مشروع الحكم قائم فقط علي حماية السلطة. ولذلك يتطلب شئ من نوع مختلف غير مجرد حسنة النية الواردة في الوثائق الي التفاصيل المملة في شكل الحكومة القادمة وكيف تعاد بناء مؤسسات الدولة ومحاربة العنصرية وما يلزم الجميع الالتزام بما يتم الاتفاق عليه بالطبع ليس هذا الجيش. ولذلك ان الاجتهاد في تحسين الصيغة العبارات وهندسة الكلمات لا قيمة لها و لا يطمئن المتضررين من الخلل.وذلك معني ان اهل الهامش او الريف بمن فيهم الذي يعيشون في الحزام الاسود مترددين او رافضين بالمشاركة الفعلية.فان وجود عشرات ممن ينتمون سرا او جهرا ينتمون للقوي السياسية من ضمن هذه المجتمعات وهم الذين يعرفون بالفلنقيات لا يعبرون عن الحقيقة .لان مشاركتهم في احسن الاحوال يعبرون عن انفسهم او احزابهم فقط .لان بالفعل لو شارك هذه الملايين يمكن اسقاط اعتي الحكومات في يوم واحد . ونحن بالضرورة ان نتعامل مع الواقع لا نصنع الكذب ونصدقه . و الحقيقة الاخري ان اهل الهامش عمليا لم يكونوا طرفا في الثورة بعد ديسمبر .لان الثورة في الخرطوم لم تقنع الريف لنتائج ما بعد اسقاط النظام بسبب تراكم التجارب فالانسان بالضرورة ان يتعظ من تجارب استمرت ست عقود . ثانيا اهل الهامش يريدون الوصول من خلال هذه الثورة اعادة صياغة مؤسسات الدولة التي اكتملت بناؤها في غياب الاخرين من بينها المؤسسات الامنية والسياسية والاقتصادية والخدمة المدنية والتمثيل الخارجي هو معني العودة الي منصة التأسيس. ولان هذا هدفهم يعلمه البرهان ولذلك وقفوا معه عندما قال العودة الي منصة التأسيس وان تراجع اخيرا وعاد الي بيت الطاعة الجلابية . فالثوار اذا كان يريدون وقوف مع اهل الهامش لتبنوا فكرة العودة الي منصة التأسيس هي حالة الوحيدة لتكون ثورة موحدة . بيد ان لجان مقاومة الخرطوم المخترقة من اخمس اقدامها الي مؤخرة الرأس عن طريق الاحزاب .لم تستطيع ان تذكر رفضها قيام الاحزاب علي أساس عرقي مثل البعث او الديني مثل الامة والاتحادي والشيوعي او الاحزاب مرتبطة بالعمالة العلنية بالخارج وغيرها لان ذلك حرب علي نفسها وذلك دليل الاختراق. رابعا ان اخطر ما تقوم به لجان المقاومة في الخرطوم محاولتها لصناعة الاجسام في الريف او علي الاقل تفرض او تشترط الاعتراف بها بان لا تكون لها صلة بالحركات ولا الدعم السريع ولا الادارات الاهلية . هذه في حد ذاتها وصاية لان لجان المقاومة في الاقليم لا يشترط ولا يحتاج اعتراف شخص من الخرطوم . فاذا رفضوا تكوين لجان المقاومة للمساهمة لما يدور في الخرطوم ذلك يعني لا يوافق تطلعاتهم السياسية وليس هناك عمل مشترك. والحل ليس محاولة تجاوز الاقاليم بصناعة اللجان كرتونية من الخرطوم للتعامل معها ،بارسال وكلاء السريين للاحزاب او المخابرات .وكان في العلم وخاصة في غرب السودان والشرق لا توجد غير ابناء الجلابة الذين يعيشون في هذه الاقليم خالين من اي انتماء محلي لان كل سكان هذه المناطق يندرج انتماءاتهم تحت هذا الكيانات . وهي محاولة تجديد فكرة قديمة المتجددة للحكومات السابقة .في تسويق ابناء الشمال والوسط في هذه الاقليم ومنحهم حصة الاقليم باعتبار ذلك تنوعا. فان فرض نموذج الخرطوم علي كل لجان المقاومة في كل السودان تلك وصاية من نقطة البدء لان الاوضاع السياسية في الاقليم شكل البناء الاجتماعي والسياسي يختلف من الخرطوم وطريقة التمثيل حتي في ممارسة الديموقراطية العادية لا تخلو من تاثير القبلي ان لم يكن كليا مؤسس علي الفكر القبلي . ناهيك من الاختلاف الكلي مع الخرطوم حتي الثورة ضد من ؟ وقد كان من اكبر اخطاء للجان المقاومة في الخرطوم يطلبون رؤية الاقليم ،وخاصة اهل الغرب ودارفور خاصة ويرفضون ما تم تقديمه في جوبا باعتباره حل المشكلة السياسية السودانية . واهل الهامش قاطبة اينما وجدوا بمن فيهم سكان الحزام الاسود حول الخرطوم وان اختلفوا مع قادة الحركات فانهم لا يختلفون فيما تم تقديمه. والاختلاف الوحيد وحتي مع الحركات التي لم توقع هي عدم قدرة الجبهه الثوريةً الوصول لاتفاق ينهي السلطة العرقية . فان رفض الحزب الشيوعي واللجان التابعة لها اتفاق مشروع المقدم من جوبا ذلك فرض الوصاية اخري علي الاقليم . ولذلك اذا كانت لجان المقاومة في الخرطوم تريد مستقبل سياسي مع الهامش ليس فقط اسقاط النظام عليهم قبول وثيقة جوبا باعتبارها مساهمة الهامش وانها وثيقة مقدمة من الاغلبية وادخال التعديلات الضرورية لتناسب الجميع لان هذه الوثيقة تكلفتها اكثر من نصف مليون قتيل وعقدين من الحرب لا يمكن تجاوزها بهذه السهولة. وحتي لو تم اسقاط النظام ،فان هذه الوثيقة تضع امام الحكومة الجديدة تقبل او تعود الي مربع الحرب ،لان هذه الوثيقة انتاج حرب ،وليس انتاج الهتاف .ولم يستطيعوا صالح محمود الشيوعى الوحيد في دارفور رفض هذه الوثيقة في الحكومة القادمة ولا حتي بعدها وهذه الوثيقة صالحة والعمل بها ملزم حتي انتخاب الحكومة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 16 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة