يبدو ان هذا العنوان صادماً، و لكن الحقيقة إن اكرمنا الجيش بقيادة البرهان، و العاهات التي خلفها الماجن المخلوع، و رفعنا عنه لقب مليشيا، يستحق بإمتياز حزب الجيش السوداني.
ممنوع بحكم الدساتير، و القوانين في كل جيوش العالم بعدم السماح لأفراده ممارسة العمل السياسي بشكل قاطع، و هم تحت الخدمة، و في بعض البلدان تتفاوت المدة بعد الإحالة للتقاعد للسماح لهم بتقلد بعض المناصب الدستورية في حد متوسط خمس سنين كمعيار دولي.
الجيش الوحيد في العالم يعمل ضد قوانينه، يتم تعين الضابط وزير، و والي و معتمد، و هو في الخدمة، و يمارس هذا العمل السياسي بالزي الرسمي للجيش، و يتم إعفاءه ليعود الي وحدته ليمارس عمله بشكل طبيعي كضابط في القوات المسلحة.
الادهى و الامر يمثل الوالي، و المعتمد الحزب الحاكم في ولايته، او محليته، ليكون رئساً للحزب.
بربكم اشرحوا لنا ماهية العمل السياسي؟
ضابط في الجيش يتم تعينه والي او معتمد، و يصبح رئيس الحزب الحاكم في وحدته الإدارية، هذا عمل سياسي ام ماذا؟
ليس ببعيد كل الضباط الذين تقلدوا مناصب سياسية من وزراء و ولاة، و معتمدين في العهد البائد، و بعد الثورة، لا يزالون في الخدمة، و قد مارسوا العمل السياسي بقانون السلطة الحاكمة التي تتنافى مع قوانين القوات المسلحة المهنية التي نعرفها.
من لم يرى هذا العبث، و يعترف به يبقى واهم، و مريض حد الإنفصام.
بعد خطاب البرهان بعض المغيّبين رأوا ان الجيش قد خرج من العمل السياسي.
سادتي الجيش لا يخرج من العمل السياسي بهذه البساطة، و السذاجة.
الجيش يخرج من العمل السياسي بحكم دستور محترم، و قوانين فاعلة، تحرسها مؤسسات وطنية محترمة بعيدة عن التأثيرات السياسية.
يعني لا يمكن للبرهان ان يقنعنا انه خرج من العمل السياسي بكبسة زرار، و عاد الي ثكناته.
الجيش يمتلك صحيفة سياسية، و بإسم الجيش يعني " ما تحت تحت"
ايّ والله جريدة إسمها بإسم الجيش، و رئيس تحريرها ضابط تحت الخدمة، و كل تصريحاته سياسية، و كأنه ناطق رسمي بإسم حزب سياسي.
شاء من شاء او ابى من ابى فالقوات المسلحة بشكلها الحالي عبارة عن حزب سياسي بمعنى الكلمة، و هذا ما اساء لها، و اسقط صورتها الزاهية، و هيبتها في نظر ابناء الشعب السوداني الذي هو بالضرورة ظهيرها.
شئنا ام ابينا فالجيش السوداني تحت هذه القيادة يعمل بلا جبهة داخلية يُمثل الشعب عمقها، و قاعدتها.
الجبهة الداخلية فقدت الثقة في جيشها الذي يقتل ابناء شعبه العزل في الشوارع، و الساحات، و يُمثل مصلحة جماعة إختطفته منذ اكثر من ثلالثة عقود، و لا يزال.
ذات الجيش تنتهك كرامة ضباطه، و جنوده مليشيا الجنجويد القبلية، و اصبح جيشاً بلا هيبة.
رفع درجة الوعي بين افراد الجيش ضرورة قصوى حتي يدركوا ان في الدولة المدنية، و إبتعاد الجيش عن السلطة، و السياسة فيه عزة لهم، و قوة، و رفعة، و سموء لوطنهم، و شعبهم.
وقف رئيس اركان الجيش الامريكي مع ترامب، الرئيس الامريكي السابق امام كنيسة عندما رفع الكتاب المقدس، فخرج في اليوم التالي، و قدم الإعتذار لشعبه، معترفاً بأنه تواجد في المكان الخطأ، برغم انه لم يقم بأي فعل سوى انه ظهر في مناسبة عامة مع رئيس البلاد، و هو غير مسؤول عن تصرفات الرئيس.
عندنا كل الجيش السوداني يوجد في المكان الخطأ، ذهب به النظام البائد، و الآن تقوده اللجنة الامنية للمخلوع بذات السياسة، و التوجه.
الكل يكابر في صلف، و غرور، و تكبر، و يوصف كل من يقف عند الحقيقة، بالمتآمر، و العميل الذي يُريد النيل من حزب الجيش السوداني.. اقصد المؤسسة العسكرية!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 07 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة