خلقت الأحداث المتتالية في السودان بعد ثورة ديسمبر تأثيرًا سلبيًا على المشهد السياسي الداخلي، ولم يقتصر تدهور الأوضاع السياسية داخل البلاد على إنكماش الإقتصاد المحلي وسقوط قيمة العملة فحسب، فالفوضى والعنف السياسي الحاصل منذ 2019 كان له تأثير كبير على الحياة الإجتماعية والثقافية داخل البلاد.
هذا التدهور الإجتماعي كان له أبعاد وأسباب كثيرة، أهمها التدخل الغربي في الشؤون السياسية والإجتماعية كذلك داخل البلاد، فالمطامع الغربية داخل السودان كثيرة، وبدأت الخطط تحاك ضد السودان منذ اللحظة الأولى للفراغ السياسي الذي حدث بعد سقوط عمر البشير، وخلال الفترة الإنتقالية الحالية حاولت دولت الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية فرض بعض الشروط مقابل تقديم المساعدة بخصوص تحسين الظروف الإقتصادية والسياسية، بحجة ضمان التحول الديمقراطي المنشود.
قامت السفارة الأمريكية في الخرطوم قبل عدة أيام برفع علم "مجتمع الميم"، والذي يشير الى التضامن مع المثليين جنسيًا، وهذا ما يرفضه الشعب السوداني قولًا واحدًا، لأنه يعارض جميع العادات والتقاليد والأعراف السودانية، وينتهك التعاليم الدينية التي يحافظ عليها الشعب السوداني ويورثها لأبنائه.
كانت هذه الخطوة بمثابة ناقوس الخطر، وانتفض بعدها الشعب السوداني على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي أصبح لديها تأثير كبير داخل السودان، وأصبح المتنفس الأكثر شيوعًا للتعبير عن النفس، كما في معظم دول العالم في الوقت الحالي.
لم تقم الحكومة السودانية بأي رد فعل رسمي، ولم يعطي أي مسؤول في الدولة سواء من الشق العسكري الحاكم للبلاد، أو حتى المعارضين من الأحزاب السياسية المدنية، ولم يكن هناك أي تصريح حتى رافض لهذا الموقف، مما ساهم في غضب المواطنين، وانتفضوا بعد ذلك وطالبوا بمحاربة كل هذه المظاهر التي جلبها الغرب حسب وجهة نظرهم التي أجمع عليها رواد مواقع التواصل الإجتماعي.
لم تكن هذه هي الظاهرة الوحيدة التي أثارت غضب السودانيين، فالكثير من المواطنيين لم يعجبهم تقديم بعثة الأمم المتحدة بقيادة فولكر بيرتس لمعونات ومساعدات للمواطنين الذين خروجوا في المظاهرات الأسبوع الماضي، فهذا يعتبر تدخل واضح في الصراع السياسي الحاصل في السودان، ومحاولة من منظمة أممية لدعم توجه سياسي محدد داخل البلاد.
وتوجه البعض بالإنتقاد واللوم للإتحاد الأوروبي الممثل في البعثة الأممية أيضًا عندما خرج الإتحاد الأفريقي من الألية الثلاثية لدعم الحوار في السودان، بعد أن أعلن الإتحاد الأفريقي أن سبب خروجهم هو محاولة البعض أقصاء جهات معينة والإنحياز لتوجه معين ضد الأخر.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 07 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة