لقد كان قرار شجاع وحكيم من السيد الجنرال محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي بالمكوث باقليم دارفور حتي يستتب الأمن في ذلك الاقليم الذي يعاني من صراعات قبلية ما كانت لتجد حظها من الانتشار المحلي و العالمي ولو كان في بداية اندلاعها في العام 2003م رجل رشيد مثل الجنرال حميدتي الذي يتمتع بالحكمة والقبول والقدرة على التواصل مع الجميع فقد كانت معالجات راس النظام البائد، لا تخرج عن الحلول الامنية ولا تبحث عن لب المشكلة وهي الاعتراف باقرار سلام اجتماعي حقيقي بين القبائل والمكونات السكانية بالمنطقة ودارفور في حقيقة الأمر لم تكن تعرف مثل تلك الصراعات قبل سنوات خلت من استقلال البلاد فقد كانت معظم المشاكل لا تخرج عن الصراع المعروف مابين الراعي والمزراع وهو امر طبيعي ولايرقي الى درجة الصراع العرقي كما يصور في اجهزة الاعلام العالمية مابين السكان المنحدرين من اصول عربية واخري تنحدر من اصول افريقية وتلك هي الكذبة الكبرى فسكان دارفور هم اهل بالثقافة والدين والعادات والتقاليد والأعراف والتصاهر فكيف بعد كل ذلك ياتي احد ويحاول تفريق شعب عرف التعايش السلمي منذ اكثر من اربعة قرون والتاريخ شاهد على قوة العلاقات بين جميع القبائل وخير دليل على ذلك ما حدث في العام 1874م عندما لجاء شيوخ من قبيلة الرزيقات الي بلاط سلطان الفور ابراهيم قرض طلب للحماية منه من مطاردة القوات الموالية للحكم التركي المصري الذي كان يحتل السودان الشرقي ودارفور كانت في ذلك الوقت مستقلة عن بقية السودان الحالي وعندما ارسل قائد القوات الموالية للحكم التركي المصري خطاب الي السلطان ابراهيم قرض طالب منه تسليمه زعماء قبيلة الرزيقات بسبب ما يظن انهم حاولوا قطع الطريق التجاري ما بين بحر الغرال التي تقع اليوم في جنوب السودان و بقية انحاء البلاد الاخري و قد كان الرد من جانب السلطان ابراهيم قرض هو الرفض بالتسليم فكان ان دخل الطرفين حرب ضروس تفوق فيها السلاح الناري علي الشجاعة والإقدام و سقطت مدينة الفاشر في يد الحكم التركي المصري وتلك الحادثة خير دليل علي قوة النسيج الاجتماعي في دارفور فكيف يضحي سلطان الفور بكامل دولته المستقلة لاجل حماية بضع افراد من قبيلة اخري فكان بالامكان تسليمهم وضمان استقلال بلاده ولكنها روح الاخاء والمحبة التي تجمع ابناء دارفور رفضت الا الوفاء للعهود فكيف بابناءهم اليوم يرفعون السلاح علي بعضهم البعض لذلك يجب ان يعود السلام بين الناس من جديد
ان ما يقوم به السيد الجنرال حميدتي من عقد لجلسات الصلح مابين قبائل دارفور في هذه الايام يتعبر عمل في قمة المسؤولية و بينما السياسين مشغولين في العاصمة الخرطوم بالصراع حول السلطة يعمل السيد الجنرال حميدتي بجهد كبير لاجل ايجاد حلول لمشاكل اقليم دارفور من تنمية غائبة الي بناء سلام اجتماعي والعمل علي اعادة سيرة دارفور الجميلة كواحة للسلام والاستفادة من موارد الاقليم في تطوير البنية التحتية حتي ينعم المواطن هناك بالراحة النفسية والمادية فالفقر دائما هو مدخل للحرب ولله الحمد دارفور غنية جدا من حيث الموارد الطبيعية والثروات المعدنية والمناطق السياحية فقط تحتاج الي ادارة قوية تعمل لاجل انسان المنطقة وليس بالبحث عن المناصب
دارفور تحتاج إلى قناة فضائية لعكس تراث الاقليم واظهار السلام والوئام ما بين سكان الاقليم
ودارفور تحتاج الي انشاء اعداد كبيرة من السدود والجسور لاجل توظيف المياه التي تتوفر هناك بغرض الزراعة وتوفير مياه الشرب للسكان مع تطوير الثروة الحيوانية بانشاء مزراع علي النمط العالمي وتنمية مجتمعات الرحل وضمان التعليم ابناءهم من خلال اعادة انشاء نظام الداخليات باحدث الطرق العلمية مع استيعاب ابناء القبائل المختلفة في تلك المدارس الحكومية الداخلية لاجل بناء جيل جديد مشبع بالحب والسلام
دارفور كذلك تحتاج الي دعم للرياضة فهي مدخل قوي للسلام الاجتماعي فمن خلالها يمكن كسر الحواجز وبناء ومد جسور التواصل مابين جميع سكان الاقليم خاصة وان دارفور تزخر بالعديد من المواهب في جميع المناشط من كرة قدم والعاب القوى وركوب الخيل والهجن وغيرها من ضروب الرياضة واتمني من اندية القمة ( المريخ والهلال) اعادة التاريخ كما حدث في مدينة جوبا في العام 1977م عندما لعبت هناك مبارة قمة كان لها اثر كبير في دعم السلام فيمكن اقامة مبارة دولية مابين الهلال والمريخ بنظام ثلاثة مباريات علي كاس ذهبي في مدن الاقليم الثلاثة ( الفاشر الجنينة ونيالا) ومن يربح مجموع الثلاثة مباريات يكون هو بطل الكاس الذهبي وسوف تعمل تلك المباريات علي نشر السلام فاندية القمة تملك قواعد كبيرة في كل انحاء السودان وحتي علي مستوي جنوب السودان الذي انفصل عنا ولكنه موجود كما نحن موجدين في داخل وجدان الاشقاء في جنوب السودان
السيد الجنرال حميدتي يستحق ان يمنح جائزة نوبل للسلام تقدير للدور الكبير الذي ظل يقوم به في داخل وخارج السودان فقد كان له القدح المعلى في اخماد الحرب الاهلية واحلال السلام في دولة جنوب السودان وكذلك النجاح في اقناع الحركات المسلحة علي توقيع اتفاق سلام جوبا وقد كانت لجولات السيد حميدتي الاخيرة في دارفور قد وجدت صدي عالمي كبير وظهر ذلك علي لسان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية (مولي فيي) التي أعلنت عن مساندتها وتشجيعها للجهود التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضوي المجلس الهادي إدريس والطاهر حجر لعقد المصالحات بين المكونات القبلية في دارفور والمساعدة في العودة الطوعية للنازحين وحشد الدعم الإنساني وتوفير الإحتياجات الضرورية. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة على تويتر: (لقد شجعت مبادرة قادة دارفور في غرب دارفور لدعم المصالحة المحلية والعودة الطوعية للنازحين وزيادة حماية الدولة وتعبئة الموارد لمساعدة ضحايا النزاعات). ووصفت مولي تخريج قوات حفظ الأمن، بالخطوة المهمة لحماية المدنيين. وأكدت وقوف واشنطن إلى جانب أهل دارفور والإلتزام بمساعدتهم على تحقيق السلام المستدام والمشاركة الكاملة في التحول الديمقراطي في السودان
والسيد الجنرال محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة قادر باذن الله علي التوصل مع الاستاذ عبد الواحد محمد نور قائد حركة جيش تحرير السودان علي التوصل لسلام عادل ونفس الشيء ينطبق علي القائد عبد العزيز الحلو لاجل مستقبل مشرق للبلاد فالسلام يعتبر حجر الزاوية للدولة القوية التي تريد النهوض
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة