قبل سقوط البشير بأشهر تنبأنا بالانفلات الأمني، الذي نشاهد بداياته الآن. المشهد الذي سوف يراه الناس خلال بضعة أشهر هو تهشيم الجوعى لزجاج السيارات وسرقتها وحرقها. وفي تلك اللحظة سيبدأ الانفلات في الاتساع. حينما ذكرت هذا الأمر في إحدى القروبات أواخر عام ٢٠١٨، سخر الكيزان مما أقول لأنهم ظنوا هذا تحريضاً مني ضد نظام البشير وأيضاً لأن الوضع الاقتصادي لم يكن بالسوء الحاصل الآن، رغم أنه كان سيئاً، لكنه على الأقل لم يبلغ هذا الحد من الانهيار الاقتصادي، الذي يجعلنا في حالة موت سريري عما قريب أي عندما ندخل في مجاعة طويلة الأمد، بحيث يصبح رجال الشرطة والجيش أنفسهم في حالة جوع وضعف شديد. (مع ملاحظة أن فرد الشرطة لا يتجاوز راتبه خمسة عشر ألف جنيه). أي أنه لا يكفي خمسة عشر طلبات فول حاف. ناهيك عن ايجار المسكن والمواصلات وكوب الشاي والعلاج..الخ. أفراد الشرطة يكادون يموتون جوعاً، ولا يمكنهم المجازفة أمام العداء الشديد لهم من قبل أنصار قحط، وشيطنتهم بسبب ارتداء جهات غير معلومة لملابسهم وممارسة عمليات قمع ضد المتظاهرين. مرتبات أفراد الجيش (دون ضابط) لا تقل بؤساً عن مرتبات أفراد الشرطة. وكذلك وكلاء النيابة، وهذه هي الجهات المختصة بضبط النظام. لذلك لا يوجد أي لوم على هؤلاء لو خافوا من مواجهة هؤلاء الجوعى من الشعب والذين سيتدفقون عما قريب كالزومبي في الشوارع. أخيراً: تذكروا جيداً.. المشهد الذي سيبدأ به انهيار الأمن وهو تهشيم زجاج السيارات.. واحسبوا واحتسبوا..إنا من الحاسبين..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/27/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة