من اقصى غياهب الجهل والتخلف وبؤر القتل والنهب والسلب جاء حميدتي يسعى حتى وضعرجلا على رجل بشرفة القصر الجمهوري متنسما هواء النيل الذي عافى رئتي الرجل فامتلئتهواء نقيًا صافيًا قوامه المدنية والحضارة بعد ان حملت الرئتين رائحة البارود والدم وغبار اللعيتجار النبي وتخوم الحدود الفاصلة بين السودان وتشاد . اتخذ الرجل البندقية جسرًا لعبور المسافات البعيدة على احلام التكنوقراط واهل العلم والدرايةحتى جعل لنفسه مكانًا داخل (سرايا كتشنر باشا ) القصر الجمهوري مستغلًا سذاجة الرئيسالمخلوع وبعض مخاوفه من حاضنته المسماه بالحركة الاسلامية . لا ادري هل خطط الرجل وهو بهذه البساطة للعب هذه الادوار ام ان الصدفة ساقته من مرحلة الىمرحلة حتى جسم فوق صدور اهل العلم والمعرفة والكليات المتخصصة ، غير عابئ بخطط وزارةالتربية والتعليم مخرجًا لسانه للجامعات والمعاهد العليا والكليات صاحبة الشأن . على اي حال الرجل وصل الى ما وصل اليه عبر البندقية التي هتكت جماجم اهل دار فور وحرقتقراهم واطفالهم ونسائهم والمسنين ، وكثير من ممارسات الرجل كانت تحت علم وامرة حكومة العهدالبائد ، وذات البندقية حملت ( جبريل - عقار - مناوي واخرين ) الى الجلوس في كراسي السلطةرغم ما بهم ، حيث اصبح لا غرابة في ان يحمل الجاهل والمتعلم البندقية بهدف تحقيق مطامعهالشخصية . فقط الجديد في الامر ان حميدتي بدأ يفكر خارج دائرة البندقية ، ليس جحودًا منه بما صنعته لهالبندقية ولكن اراد الرجل آن يتطهر من رجس الكرسي المجرتق بالدماء ووسواس تبعات كلفةالحروب وما علق برقبة الرجل باسم البندقية ، لان قواد الحروب والحركات المسلحة مثل الاموالالقذرة يحتاجون لغسيل وتبييض يذهب عنهم النظرات المريبة ومخاوف الايام السوداء . لاجل ذلك بدأ حميدتي في اخراج مدخراته من جبل عامر حتى تجد طريقها الى الاعيان والاداراتالاهلية والطرق الصوفية بالكيفية التي يراها الرجل وبما يحمله من تجارب شخصية لا تخلو منعين فراسة اهل ( الخلا) ، ولم يسلم من ذلك حتى ( المعلمون) فقد قبضوا تحت بند الاستمالةحافظًا سال له لعاب بعض من لم يتشرفوا بفرصة تصحيح امتحانات الشهادة السودانية ، حتىهتف حاديهم ( رئيسكم مين ) ليرد بعض من قوم المعلمين الذين توهطت العطية جيوبهم (حميدتي) ، وكما قال الرجل فقد اوفى بان خلق له شارعًا قوامه اصناف ممن يتحرقون لطعم الموزورائحة الشواء والمحاشي ولحم ( الحاشي) وللرجل في ذلك رؤية وبعد نظر . قطعًا لا حجر على الاحلام ، وقد يجد الرجل في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة ( حلاقيم ) كثيرةجدا تهتف باسمه طالما انه لم يبخل بمدخراته التي ورثها من جبل عامر ، ولكن هل ستحمله هذهالمدخرات ليكون الرجل الاول في السودان وعبر صناديق الانتخابات ام ان لقانون الانتخاباتالقادم قول اخر ، وهل ستسمح الوثيقة الدستورية بذهاب الرجل الى الترشح ام ان للرجل سلطانقادر على تعديل الوثيقة وقانون الانتخابات حتى تستوعبا حالته ( النشاز) وان سمحت القوانين له بالترشح هل سيفوز الرجل بمنصب الرئيس في ظل الكم الهائل منالكفاءات ( الوطنية) . عموما وعلى ضوء سابق ( المفارقات العجيبة) في دنيا السودان الاخيرة كل شىء وارد . اقول قولي هذا وأسال الله الا يهلكنا بالانتخابات كما هلكنا بالبندقية !! جمال الصديق الامام المحامي
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/04/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة