الوضع بالغ التعقيد الذي يمر به السودان حاليآ يجعلنا نقف مندهشين أمام إدمان الفشل الذي ظلت تمارسه النخبة السودانية بشقيها المدني والعسكري فمنذ فجر الإستقلال في 1956 لم تاتي حكومة خاطبت المشكل السوداني بصوره اكثر وضوحآ ووعيآ وجدية وشجاعة فعندما خرج المستعمر البريطاني من السودان سلمه إلى (أسر) وأحزاب تقلدية عقائدية(معروفة) تدين له بالولاء المطلق كما خلف المستعمر مشاكل جوهرية في الدولة السودانية لازلنا نعاني منها الى يومنا هذا وهي( مشكلة الدستور الدائم + التنمية + مشكلة جنوب السودان) فالنخبة السودانية بعد الأستقلال فشلت في جعل التنمية واقع معاش كما فشلت في صناعة دستور دائم للبلاد ووسعت الجراح بفصل الجنوب الحبيب في 2011 الأمر الذي سبب إنهيار أقتصادي لازلنا نعاني من تبعاته حتى الآن .
فإرتهان السياسي السوداني المدني للخارج دومآ يجعله في مهب الريح ويخلق منه صيدآ ثمينآ للأنقلابات العسكرية فالمدنيين في السودان ما إن يصلوا الى السلطة في السودان إلا يسحروا ببريقها وينغمسوا في لزاتها وتكثر خلافاتهم وتبين عورأتهم وسرعان مايفتضح أمرهم فتنزع سلطتهم بإنقلاب عسكري ويودعو السجون .
أما العسكريين فهم ليسوا بمعزل عن الفشل وسوا المنقلب وكابة المنظر بل زياده على ذلك أصبحوا رهائن لمحاور خارجية معلومه دوافعها ومستبينه خططها ومفضوحه مخططاتها فالقاسم المشترك بين العسكريين والمدنيين هو خدمة المحاور الخارجية (العمالة) فقط الأختلاف في أن العسكري يرتهن للخارج (القريب) والمدني للخارج (البعيد) فكلهم (سجم رماد) .
المنظر يزداد ضبابية وتعقيدآ
بعد إجراءات البرهان الأخيرة على حاضنته السياسية في 25 أكتوبر أزداد الوضع سوءآ فاصبحت المعادلة كثيرة المتغيرات مختلفة الدرجات فالعسكريون يعلمون علم اليقين أن تراجعهم عن القرارات الأخيرة التي أعلن عنها البرهان يعني أن يذهبوا الى (سجن كوبر) على أفضل الأحوال أن لم يكن إلى (المحكمة الجنائية الدولية) كما طالبت (مريم الصادق) أمس في جلسة لمجلس الأمن بشأن السودان فلذلك سيقاتلوا الى آخر (قطرة دم) في حياتهم أما على الطرف الأخر يتباكى المدنيين ويستدرونا (عطف) المجتمع الدولي حتى يتمكنوا من الجلوس على كراسي السلطة مره اخرى حتى وأن كان الثمن ضياع السودان فالغريب في أمر المدنيين أنهم اذا خاصموا فجروا ودعوا المجتمع الدولي لفرض عقوبات على بلدهم يا للعجب ويا للمفارقة .
وبين عسكري متعنت ومدني جشع أعمته السلطة يقترب النموذج (السوري) .
اللهم لطفك بالسودان وأهله
دمتم سالمين
السبت 6 نوفمبر
برلين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/06/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة