|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
المقهى: طاولة الحوار والمجتمع المدني
يُنظر إلى زيادة عدد المقاهي في السعودية كرغبة شبابية في البحث عن حضور اقتصادي، لكن توجد أيضًا أسباب ثقافية وضرورات اجتماعية لا تقل أهمية. محمد العباس 13 أكتوبر، 2021
يُنظر إلى التكثُّر الزائد عن الحد لعدد المقاهي في السعودية كمظهر من مظاهر ورطة الشباب في البحث عن حضور اقتصادي. إذ يُعتقد على نطاق واسع بأن فكرة تأسيس مقهى لإدارته كمصدر دخل مادي لا تمثِّل أي تصور ابتكاري لتنويع مصادر الدخل أو الاستغناء عن الوظيفة.
وقد يبدو هذا الاعتقاد صحيحًا نسبيًا من الجانب الاقتصادي، وإن كان الجزم بهذا الاستنتاج يعود إلى خبراء الأرقام والجدوى الاقتصادية.
بالمقابل لا يفسر البعدُ الاقتصادي ظاهرةَ الازدياد المطرد للمقاهي. فهناك أسباب ثقافية وضرورات اجتماعية لا تقل أهمية عنه. إذ يمثل وجود المقاهي بهذه الكثافة والتنوع حالة من حالات أنسنة الفضاء الاجتماعي، إلى جانب كونه رمزية ثقافية واسعة وعميقة الدلالات. بمعنى أن المقهى ليس جزءًا من اقتصاد المدينة وحسب، بل نتاجُ ثقافتها أيضًا. الفضاء الثالث ما بين البيت والعمل
المقهى ليس محلًا لتناول المشروبات والأطعمة بقدر ما هو منصة لتوليد الأفكار وتبادلها، إلى حدٍّ عدَّه يورگن هابرماس المحرك الأهم للفضاء العام. وعلى هذا فهو ليس فضاءً للثرثرة المجانية وتصريف الفائض العاطفي، بل طاولة للِّقاءات الحميمية وطرح الرؤى حول مختلف الشؤون الحياتية والاجتماعية.
تُعبِّر عن ذلك صور المقاهي الحديثة في السعودية بتنوع طرازاتها واختلاف مستوياتها الطبقية. ما يعني بالضرورة أن المقهى لا يمكن اختزاله كمنصة حوار للمشتغلين بالثقافة، بل كدائرة واسعة الاحتمالات لكل الكائنات الاجتماعية. أي طاولة سوسيولوجية ممتدة في الزمان والمكان.
وهذا ما يفسر جماليات تأثيث المقاهي سواء على مستوى حداثة التصاميم أو الولع بالديكورات ذات الطابع التراثي، أو الاشتغال السينوگرافي ومسرحتها بمعالجات بصرية. وتمتد الجماليات كذلك إلى التنويع الجاذب في قائمة المشروبات والمأكولات.
فلم يعد المقهى مجرد محطة للتزود بالكافيين على عجل، وإلا لأصبح تناول الجرعة اليومية على صورة «تيك أواي» الأسلوبَ الأمثل والأكثر رواجًا في عصر السرعة. بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة ومحلًا للمكوث والاسترواح.
ومن هذا المنطلق استحق المقهى لقب «الفضاء الثالث». إذ يعدُّه ري أولدنبرگ المكان الاختياري المحايد والأليف الذي يمنح مرتادي المقاهي راحة البيت وحميميته ودفئه. ويكفينا كدلالة عدد الساعات التي بات الفرد السعودي يقضيها في المقهى ما بين فضائيْ البيت والعمل.
أسهم هذا التحول في تصعيد الاهتمام بالمقاهي وجعلها فضاءات مريحة تسمح للفرد بالبقاء فيها لساعات يقضيها إما في القراءة أو الكتابة أو المنادمة أو حتى الدراسة. تمامًا مثلما كانت تُسمَّى المقاهي الأوربية بـ«الجامعات الرخيصة» نظرًا إلى ما يُتداوَل فيها من أفكار ومعارف.
وإذا كانت المدرسة والجامع والجامعة والسوق والشارع فضاءات لتبادل القيم الجمعية، فإن المقهى علامة من علامات الفردانية التي يشعر فيها الفرد بأنه خارج رادار التلقين والوصايا. ديمقراطية المقهى
هكذا ينبغي النظر إلى المقهى، كمعادل لطاولة الحوار والمجتمع المدني كما نظّر لها ستيفن توبك. ويبدو هذا المنحى على درجة من الوضوح في المقاهي الحديثة، خصوصًا بعد التحول البنيوي العميق في السعودية الجديدة مع الحضور اللافت للمرأة. وحيث لا يقتصر حضورها الكبير في هذه الفضاءات كمرتادة للمقهى وحسب، بل كعاملة أيضًا. ما العوائق أمام مشاركة المرأة في سوق العمل الخليجي
الصورة النمطية السائدة عن وضع المرأة الخليجية اقتصاديًّا ومهنيًّا دائمًا ما تحصرها في فئة رائدات الأعمال، لكن الواقع يظهر صورةً مغايرة.
24 أغسطس، 2021
فقد تحرر مفهوم النادل من صيغة «القهوجي» إلى وساعة صانع البهجة وحرفيته المتمثل في لقب «الباريستا»، بكل ما يختزنه اللقب من حمولات الاختصاص والحداثة والمعرفة. أمرٌ يعزز فكرة كون المقاهي علامة من علامات التمدّن، حيث يحتفل مرتادوها بفردانيتهم وحريتهم. كما يبتهجون بإنتاج القيم والمعاني الجديدة حول طاولة معاندة للوصايا والتعليمات المدرسية.
ففي حيزه يتصرف الأشخاص على سجيتهم، وانسجامهم التام مع حرية فضاء المقهى ومرونته.
والمقهى، بتصور تشارلز ديكنز، المكان الذي تحدث فيه الأشياء الجيدة. هو الفضاء الذي يمتلك كل فرد فيه صوته ورأيه وموقفه. بمعنى أنه فضاءٌ ديمقراطي الروح ويمكن أن يتحول إلى عادة عضوية.
فاقتراح صديقٍ عليك الالتقاء في المقهى يحمل في جوهره رغبة أكيدة للحوار والمسامرة وتعزيز الصداقة. وكأنه يستدرجك إلى المكان الأمثل للقاء والتَّماس المباشر مع الحياة. فهو المكانُ الأرحب لإشباع رغبة الفرد في التفاعل الاجتماعي، والمضاد الحيوي لبرود العلاقات الافتراضية في مواقع التواصل.
وبكونه معبد الحياة الحديثة، فهو أيضًا الفضاء الذي تتفتت فيه الطبقية. أو كما يعدّه عالم الاجتماع الكندي جون مانزو: الركيزة التي بُنِيَ عليها علم الاجتماع. الوجود الجاذب للكائن المقهائي
يعمل المقهى بطبيعته كـ«فضاء اجتماعي جاذب» (Sociopetal). إذ يستند على رؤية درامية ويختزن قيم الحداثة والعولمة والعصرية، كما يولِّد صورًا شعرية. وكلما تصعَّدت جمالياته ارتفع منسوب جاذبيته من الناحية النفسية.
وذلك تحديدًا ما يؤهل المقاهي في السعودية إلى التكثُّر والتنوع، إذ يشعر الفرد المعتاد على ارتياد المقاهي بالتمدُّن والتحضُّر. فكل ما يحفُّ به علاماتٌ ثقافية راقية تتمثل في الموسيقى وأناقة مرتادي المقاهي وفنون تقديم الطعام والشراب، وغيرها من العلامات الفنية المتمثلة بالديكورات والملامس الجمالية.
وفي هذا الوجود الجاذب، يتصعَّد المقهى إلى مستوى اللحظة الحُلمية التي تدفع الكائن المقهائي إلى نسيان همومه والتخفف من مسؤولياته، بل إلى القفز المؤقت من طبقته. الأمر الذي يبعث فيه الإحساس بالتعافي من المنغصات والترفع عن نواقض الفرح بالحياة. المدن من دون المقاهي موحشة، بل هي فضاءات باردة وغير مؤنسنة. لذلك لا يمكن تصور مُدن اليوم خالية من المقاهي أو حتى قليلة المقاهي. لأنها إذا ما خلت من المقاهي تتحول إلى فضاءات طاردة.
فالمقهى مختصر المدينة مكانيًّا وجزءٌ من إيقاع حركتها الاجتماعية.
وبقدر ما هو فضاءٌ وظيفي هو فضاءٌ إبداعي، لأنه كبنية فاعلة يلبي حاجات نفسية واجتماعية وثقافية.
هذا هو منطق علم نفس المكان. وهذا بالتحديد ما يرقى بالمقهى ليكون جزءًا من بنية اجتماعية، مؤكدًا بالضرورة على كون الثقافة جزءًا من الحركة الاقتصادية. ففي الوقت الذي يبدو فيه المقهى من الوجهة المظهرية مجرد ركن للفرد المعزول عن العالم، يُعدُّ المكان الحامل لمنظومة من الدلالات الاجتماعية.
تلك بعضٌ من شفرات نص المقهى المزدحم بالإشارات الصريحة والخفية. فهو بمثابة البيت الذي تتوزع فيه قيم التواصل والاجتماعية والأُلفة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سلام عليكم فى السودان تجول بعض دور المقاهى لتشكيل اخر هو س الشاى اتحولت ست الشاىفمواقع كثيره لبؤره لقاءات وحوار ونقاش ضمن دائره واحده او ضمن تجمعات متعدده مركزها ست الشاى وادواتها من الامثله ستات الشاى جوار الجامعات او شارع ومواقع اخرى تكون قريبه من مناطق حركه او اسواق وربما مسح متانى للظاهره فى الخرطوم او اخارجها تجد مجلس ست الشاى او راكوبتها نادى اجتماعى ومكان تنفس وترويح او ملتقى ثقافى او سياسى او حتى شعرى او فنى احيانا تختلف الادوار لكن اصبحت ظاهره اكثر قرب وحميميه فى التواصل اكثر من المقهى يكونبؤرتها صاحبه المكان كانها اخت كبرى او اخت لكل رواد موقعها.ولاننسى طبيعه المكان كمكان اكثر انفتاح خارج جدران المقاى فى الهواء الطلق تحت شجره او راكوبه . بل احيانا يكون لها دور اجتماعى فى المناسبات الاجتماعيه افراح او اتراح او حتى ازمات صحيه او ماديه ..الخ ناهيك عن دور الظاهره كفرصه كسب كريم لصاحبه المكان فى ظل ظروف الحروب الداخليه او ساقا الجفاف (بدايات نشأة الظاهره وتمددها فى المدينه فى الثمانينات لو تذكر) وكانها ديوان مفتوح على على الشارع وربما تتطور الظاهره بما يتناسب مع ايقاع وطبيعه الحياه او قد تزول بعد تسارع تطور نقنيه الاتصال وانكفا الناس على اجهزتهم الالكترونيه اختصارا وكسب للزمن واجاوز ربما لكثافه مرور ..الخ او قد تزول بعد
| |

|
|
|
|
|
|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الأخ عاصم تحياتي يا صديق
ركزت في حديثك عن ظاهرة ستات الشاي..و تناولت عدة جوانب خاصة الجانب الاجتماعي و الترفيهي..
Quote: تجد مجلس ست الشاى او راكوبتها نادى اجتماعى ومكان تنفس وترويح او ملتقى ثقافى او سياسى او حتى شعرى او فنى احيانا تختلف الادوار لكن اصبحت ظاهره اكثر قرب وحميميه فى التواصل اكثر من المقهى يكون بؤرتها صاحبه المكان كانها اخت كبرى او اخت لكل رواد موقعها.ولاننسى طبيعه المكان كمكان اكثر انفتاح خارج جدران المقاى فى الهواء الطلق تحت شجره او راكوبه . بل احيانا يكون لها دور اجتماعى فى المناسبات الاجتماعيه افراح او اتراح او حتى ازمات صحيه او ماديه ..الخ |
أتفق معك في ما ذكرت..ستات الشاي ظاهرة فريدة ظهرت لتغطي نقص المقاهي والكافتريات و الأمكنة التي توفر المزاج و الكيف و القعدة و الإنسجام.
كذلك ظاهرة ستات الشاي اصبحت فرصة سهلة للغايةلجني الأرباح مقارنة بأي وظيفة أخرى. فهي الأعلى دخل وهي الأقل تكلفة و هي الأقل جهد. هذه جوانب لا أود
التطرق إليها هنا..وهي جوانب تدخل ضمن جوانب أخرى ضمن سلبيات ظاهرة ستات الشاي و التي نتغافل عنها أو نكبّر إيجابياتها ونتناسى سلبياتها العديدة.
نعم التواجد ضمن كوكبة متعاطي الشاي و القهوة في رحاب ست الشاي يوفر جو من الحميمية (خاصة لدى من يفتقدها في جو العمل أو جو الأسرة) ولكنها حميمية عابرة و مؤقتة
وقد يدخلها شيء من أشياء أخرى. وجلسات ست الشاي ليست بريئة دائمة و لا تخلو من المهددات الأمنية دائماً...فالجلوس في الطرقات محفوف بالمخاطر مهما أرتفعت درجة
مأمونيتها..فهي مأوى لمن لا عمل له و لمن ينوي التخطيط لجرم أو لتصيّد الفرائس ....إلخ.
دعنا من كل ذلك فالجانب المهم الذي توفره المقاهي لا توفره جلسات ستات الشاي..وهو الجلسة الرئقة و الهدوء و الجو الذي يناسب من يود أن يحظى بلحظات يستعيد فيها هدوء
النفس أو التفكير بروية و احتساء الشاي أو القهوة في جو يساعد على الارتواء النفسي و استعادة الجأش المعنوي وهو مكان للحوار و النقاش و تبادل الآراء و الأفكار وممارسة الهوية
المرتبطة بالإبداع والفن و الشعر و ماشابه ذلك..
جلسات ست الشاي عكس ذلك تفتقر لكل ما ذكرت مؤخراً.
أخيرا أقول أن ظاهرة ستات الشاي ظاهرة المفترض أن تكون مؤقتة أوجدتها ظروف طارئة و يجب ألا تكون هي القاعدة وألا تكتسب صفة الدوام بغض النظر عن تعاطفنا معهن.
في الختام لك تحياتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
السلام عليكم استاذ محمد عبدالله الحسين دائما نستمتع بقلمك الرائع .. القهوه او الكافيه يعتبر مقياس لمدى حضارة وتمدن المجتمع فكلما اجتمع الناس في سلام كلما دل ذلك على ممارسة الحريات بشكل إيجابي ( كل زول او قروب في حالو) .. اعتقد ان وحشية و (جفاف) الشخصيه السودانيه بعدم تقبل الاخر( كمثال) سبب رئيسي تخلفنا عن الامم حول انتشار وجود مثل هذه الأماكن داخل السودان .. جات الكورونا تمت الناقصه هههههه
تحياتي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: طارق محمد الطيب)
|
الأخ طارق محمد الطيب
شكرا على المجاملة اللطيفة، وعلى تعليقك حول موضوع المقاهي و أهميتها:
Quote: القهوه او الكافيه يعتبر مقياس لمدى حضارة وتمدن المجتمع فكلما اجتمع الناس في سلام كلما دل ذلك على ممارسة الحريات بشكل إيجابي ( كل زول او قروب في حالو) .. اعتقد ان وحشية و (جفاف) الشخصيه السودانيه بعدم تقبل الاخر( كمثال) سبب رئيسي تخلفنا عن الامم حول انتشار وجود مثل هذه الأماكن داخل السودان .. جات الكورونا تمت الناقصه هههههه |
فعلا كما تفضلت المقاهي و الكافيهات مقياس للتمدن و التحضر و الرقي..وهي فضاء اجتماعي يوفر للإنسان متنفس من رهق الحياة اليومي و مكان للإحساس بأنك جزء من فضاء اجتماعي أوسع.
لكن دعني أختلف معك حول جزئية وحشية و(جفاف) الشخصية السودانية و عدم تقبل الآخر.. أعتقد حسب رأي الشخصية السودانية ليست جافة و لكنها تلقائية و مباشِرة في إبداء رأيها وده بسبب كتير من المشكلات خاصة إنه نحن من جانب آخر حساسين للنقد( وده موضوع تاني).. برضه نحن اجتماعيين جدا و بنحب الونسة و الفضفضة (وإمكن دي برضه واحدة من سلبياتنا) أقصد تضييع الوقت في الركلسة والونسة..عشان كده الجلوس في (الضللة و الخيران) معروفة عندنا من زمان وكذلك الاندايات و القهاوي ...ودي من أكتر الاماكن التي تناسبنا..
و أعتقد في كل المدن القروية في السودان توجد المقاهي من زمان.. شكرا على حسن الإطلالة تحياتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
موضوع مميز ومهم والحديث عن الكافيهات لا ينتهى فهو متجدد بتجدد الأفكار انت تحدثت اهميه المقهى الاجتماعية كملاذ آمن والاقتصادية كمصدر دخل يؤمن الكثير من الاحتياجات وانا احدثك عن إدارة المقاهي والتي تشبه إدارة دوله فيها الأحمر والازرق وناس مختلفة الأذواق والتوجهات فن إدارة هذ الكون الصغير يشعرك بالغبطه تاره وتاره أخرى بالاحباط فان لم تك مواكبا لاحدث التطوارات فى مجال سوق القهوة العالميه و دراسه الاذواق ومجتمعك المحيط وحوجاته فلا مكان لك فى عالم المقاهى اما عن تجربتى الشخصيه فى هذا النوع من الاستثمار فى السودان فكانت فاشله بكل ما تحتوى الكلمه من معنى للاتى :- اولا عدم تواجدى الدائم ثانيا الشراكه ثالثا قناعه الناس بان الكافيهات للناس الغنيانين
لكن الفكره موجوده والخبره موجوده ولنا عوده
| |

|
|
|
|
|
|
Re: المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و..... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
طبيعتي اميل الى عشق القهاوي التي يمكن ان يقال عنها مقهى اثري لشكله الكلاسيكي وعدم اهتمام صاحبه بمظهر المكان.
الخليج في الفترة الاخيرة برزت فيه حركة عالية في ازدياد كمية المقاهي حيث معظم استثمارات الداخلين لسوق العمل مؤخرا اصبح الاتجاه السائد لديهم افتتاح مقهى والتنافس في اناقة المكان.
المقهى متنفس لبعض الوقت وقاتل وخانق اذا اصبح المتنفس الوحيد و لدائم خلال اليوم. لاولئك الذين يقضون سحابة يومهم فيه .
هناك في منطقة في عمق الصحراء بين مدينتين اتحرك بينهم كان يوجد مقهى عتيق اثاثه مهمل يوفر الشاي والشاي بالحليب وبعض الماكولات يقدم وجباته بإهمال للمسافرين الذين يقفون للتزود بالوقود عند المحطة المصاحبة له، الفت المكان ووجدت في احد نواصيه طاولة امامها كرسي من الخيزران مهتري بسبب ان الشمس تسالمه طوال اليوم، هي محطتي المفضلة اذا عبرت من هناك بين الفينة والاخرى آخذ الكرسي وارفع رجلي على الطاولة وغالباً ما يكون مروري من هناك عند المساء. كتبت اكثر قصاصتي التي لم ترى النور وربما ستعيش عمياء داخل النوتباد لانها شخصية لغاية.
اخيراً تبدل شكل المكان وأغلق المقهى واصبحت لا اعير المحطة اي اهتمام اذا ما عبرت من هناك وبالتالي انقطع سيل القصاصات والافكار التي كانت تتقافز على لوحة المفاتيح وانقطع مخاضها وانقطع معه التدوين الى حين العثور على مقهى ىخر فيه نفس مواصفات مقهاي الاثري ذاك. ومقهى آخر في مكان اخر كنت اعشقة قبل عقدين ونيف ولكن تغير التخطيط في المدينة ازاحه من مكانه.
المقاهي لها نكهة خاصة لدى سكان شرق افريقيا وسكان البحر لذا تجد هم الاكثر اهتماما بها وتهيئتها للزائرين الذي يمرون عليها صباحا ومساء.
| |

|
|
|
|
|
|
|