بحكم تخصصي في التاريخ وكذلك فرع آخر من العلوم الإجتماعية. فهوايتي هي رصد الأحداث..التاريخية القريبة والبعيدة.
بالذات حقبة ما بعد الاستعمار..وسياسة القوى الاستعمارية..وأذنابها في ضمان إجهاض أي محاولات حقيقية للإنعتاق من التبعية والدوران في فلك المحاور الدولية وأدواتها من المحاور الإقليمية التي تتطابق مصالحهم معها. .....
ويمكن للمتأمل مثلا أن يراجع مآلات الثورات والانتفاضات الوطنية السودانية..منذ دخول المستعمر ( أيا كان ) ..وعمله على سلب الإرادة الوطنية للسودانيين.. وبالطبع بمساعدة من ( طلاشة وصراعات) بعض قادة التنظيمات السودانية..التي تتسنم قيادة التغيير سواء بإرادة شعبية..أو إنتخابية..أو تفرض نفسها على الموقف ..
الأمر الذي جعلنا ندور في دائرة مفرغة وساقية جحا.. من فترات ديمقراطية قصيرة يجهضها إنقلاب عسكري شمولي.
وكذلك يمكن للمتأمل، متابعة ما يحدث للدول التي تحاول الانعتاق من التبعية الدولية.. بمختلف آيدلوجياتها..
وكذلك ينبغي التأمل في مآلات ثورات وانتفاضات ومحاولات تغيير وانعتاق معاصرة أخرى في الإقليم الإفريقي والعربي. .....
مسألة شرق السودان مثلا : كأزمة مصنوعة تم هندستها ورعايتها من قبل محاور كما هو واضح لكل مراقب ..والهدف طبعا موقع الإقليم الجيوسياسي. فالإصرار مثلا على ( المسار المصمم خارجيا )..سبب الأزمة. وعدم الإصغاء لأصوات جماهير الإقليم منذ البداية..من قبل الحكومة بشقيها العسكري والمدني.
لم يكن صدفة ..هذا العناد الغريب ..وغير العادل والمتجاهل للخيار الديمقراطي في رفض أغلبية جماهير الإقليم والتي تسيطر فعليا على الشرق الآن . وهذا بالطبع ينسف (إدعاء) أن هذا الحراك يقوم به (أقلية، أو فرد واحد ). فهذه هي نفس جماهير الإقليم التي شاركت في ثورة ديسمبر منذ بداية إرهاصاتها.. بل حاربت الإنقاذ وناضلت ضدها بوسائل الكفاح المسلح والمدني..وقدمت أرتالا من الشهداء.
* إذن، لماذا لا تريد الحكومة حل أزمة الشرق التي تخنق كل الوطن ..وتتمسك بمسار (أفراد) ثبت عدم إنتماء معظمهم للوطن أصلا ..إضافة إلى تاريخهم المخزي مع (الإنقاذ) كلصوص وأمنجية وإنتهازيين؟!!
ومن ثم ، بدلا عن حل مشكلة المسار الأزمة، تقوم أبواق الحكومة بهجوم منظم وتخوين لهذا الحراك.. وبطرق إستفزازية ..من تهديد وسخرية وعنجهية..وتعمد الاستغباء وعدم الفهم.. الأمر الذي يؤدي لمزيد من العناد من جماهير الشرق ومزيد من الإغلاق للإقليم ؟!
* لأن هذا هو الهدف أساسا ..فالتمسك بالمسار الأزمة..وكذلك إسلوب الاستفزاز والسخرية والتخوين والتهديد .. يخدم إستراتيجية معينة .. ألا وهي : لو تم فرض المسار المشبوه..فهو يخدم أجندة المحاور.. وكذلك العناد في عدم إلغاء المسار..وتخوين جماهير الشرق.. فهو أيضا يؤدي إلى مزيد من الإغلاق ..ومزيد من العناد في رفض المسار. .....
باختصار هذا تنفيذ لإستراتيجية الفوضى الخلاقة..عبر شد الأطراف.. وعبر صناعة وتفريخ الأزمات ..في مناطق إستراتيجية كانت آمنة.. قبل تدخل وعبث أيادي مشبوهة.. عبثت ولا تزال بكل الثورات والإنتفاضات ومحاولات التغيير في المنطقة كلها.
فإما أن تعيد هذه المحاور الأمور إلى سابق عهدها ومربع واحد ..في الطاعة والعمالة.. وإما أن تهندس أزمات..وتنقل الصراع إلى أماكن أخرى ... خاصة أن هذه الأماكن تتمتع بمواقع إستراتيجية يمكن أن تخنق كل البلد .. وتجعل الشعب يقول ( يا حليييلك يا النظام السابق)...
ومن ثم يقفز العسكرتاريا إلى السلطة مرة أخرى ..ويقدموا أنفسهم في ثوب ( المنقذ).
وبذلك تضطر الدولة المستهدفة للدخول في بيت الطاعة الدولية..
مرة أخرى .
......
آمنة أحمد مختار إيرا 11 Oct 2021 عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/11/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة