المرأة والانسان الكامل الجذور الخرافية لتحيز محمود محمد طه ضد المرأة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 09:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2021, 02:08 PM

عادل عبد العاطي
<aعادل عبد العاطي
تاريخ التسجيل: 04-05-2014
مجموع المشاركات: 92

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة والانسان الكامل الجذور الخرافية لتحيز محمود محمد طه ضد المرأة

    01:08 PM October, 01 2021

    سودانيز اون لاين
    عادل عبد العاطي-بولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مقدمة:
    كتبنا من قبل عن تحيز محمود محمد طه والجمهوريين ضد المرأة؛ وأثبتنا ذلك من رأي الجمهوريين في التعدد واباحته فيما قيل إنه للضرورة، وكذلك الموقف من الزي الذي اعتبر رمزا لعفة المرأة، ثم ان مكانها البيت الذي يفترض ان تجعل منه جنة لزوجها واطفالها، وليس لها هي معهم على الأقل. كما ذكرنا ان هذا التحيز في مجمله ينبع من النظرة التناسلية التي ترى في المرأة أداة خدمة واستيلاد للرجل في المقام الأول، وليس كونها انسان كامل الإنسانية له ما للرجل من حقوق وواجبات.
    اليوم نستعرض بعضا من الجذور الخرافية التي تكمن في تحيز محمود محمد طه ضد المرأة، ونكشف تأخر محمود والجمهوريين حتى عن كبار الصوفية مثل محي الدين بن عربي وأبي يزيد البسطامي وذي النون المصري الخ الذين أقروا بحق المرأة في الولاية وفي كل المقامات. وقد كنت في البدء اود ان أعنون هذه المقالة بعنوان الجذور الفكرية او الجذور الدينية لتحيز محمود محمد كه ضد المرأة، ولكني ما لبثت بعد تفكير أن رجعت من ذلك، فتلك الجذور نابعة من الذكورية والخرافة لا غير، ومن الخلط الفظيع بين قصص الأديان مما يمكن ان يقع فيه المواطن البسيط، وليس رجل يزعم انه اؤتي الفهم من القرآن واذن له بالكلام.

    هل حواء هي من أغوت آدم بأكل الثمرة المحرمة؟:
    نجد ان اهم اسطورة من الاساطير والخرافات المؤسسة لتحيز محمود محمد طه ضد المرأة، الزعم أنها اغوت آدم وجعلته يأكل من الشجرة المحرمة. يقول محمود في واحدة من كتاباته المبكرة بجريدة الجمهورية عام 1954 في افتتاحية باب المرأة بجريدة الجمهورية– وهو نص طالما احتفي به الجمهوريون- التالي:
    (ن حواء حين أغرت آدم، أغوته ثم لم يستعصم. وهو لم يستعصم عن غوايتها لأنها رسولة حياة تدعو إليها في إلحاح متصل حتى لكأن كل جارحة من جسدها لساناً يلهج بالدعوة.. آدم طالب حياة في المكان الأول، وكل الناس طلاب حياة، فمن لم يستجب للحياة لا يستجيب لشيء ولو أن حواء عرفت سبيل الحياة، لكانت دعوتها لآدم دعوة صالحة لا غواية فيها، ولا عصيان .).
    السؤال هو من أين آية قرانيه أستخلص محمود هذه الرواية عن اغواء حواء لآدم؟ الشاهد ان القران يقدم قصة مختلفة تماما؛ ان من اغوى ادم هو الشيطان؛ وان حواء قد نالت العقاب بسبب آدم، اقرأ التالي في سورة طه:
    (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (
    وفي سورة البقرة ان الشيطان اغواهما الاثنين، بينما كانت التوبة عن ادم، مما يوضح انه كان هو المبادر في المعصية:
    (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
    أما في سورة الأعراف فنجد نفس الرواية المذكورة في البقرة:
    (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
    الشاهد انه في كل تلك السور والآيات ولا غيرها، لا نجد أي إشارة ان حواء هي من اغوت ادم بالأكل من الشجرة المحرمة. بل نجد مرة ان آدم هو من استمع لوسوسة الشيطان، وفي روايات أخرى انهما الاثنان من استمعا للشيطان وغوايته فأكلا. والحق انه حتى الشعراء قد اقتبسوا ذلك من القران حيث قال المتنبي:
    ابوكم آدم سن المعاصي * وعلمكم مفارقة الجنان
    فمن اين اخذ محمود خرافته اذن عن اغواء حواء لآدم؟ اخذها من سفر التكوين الاصحاح الثالث؛ وهي رواية خرافية طفولية تتحدث عن إله لا يعرف شيئا ويسأل عن البديهيات ثم بعد ذلك هو اناني يرفض للبشر ان يأكلا من شجرة المعرفة ثم من شجرة الحياة حتى لا يصبحا عارفين وحيين كحياة الآلهة. ولا شك ان كون سر المعرفة والحياة الأبدية توجد في ثمار تؤكل هي من قبيل التفكير البدائي الخرافي، ناهيك عن تحيز كاتب العهد القديم الواضح ضد المرأة في هذه القصة، والذي لم يجاريه فيه القرآن.

    هل خلقت المرأة من الرجل وهل الانسان الكامل رجل؟
    نشهد أن محمود والجمهوريين لا يقولون بخلق المرأة من ضلع آدم، وهي الفكرة الخرافية الثانية التي يراد منها التقليل من شان المرأة. لكنهم بشكل أو أخر يقولون بخلقها من الرجل او من نفسه. أنظر الى قول محمود في تفسير الآية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا) اذ يقول في كتاب (تطوير شريعة الاحوال الشخصية): التالي:
    (وهذه النفس الواحدة هي، في أول الأمر، وفي بدء التنزل، نفس الله، تبارك وتعالى - هي الذات القديمة التي منها تنزلت الذات الحادثة، وتلك هي الإنسان الكامل (الحقيقة المحمدية).. والإنسان الكامل هو أول قابل لتجليات أنوار الذات القديمة - الذات الإلهية- وهو، من ثم، زوجها.. وإنما كان الإنسان الكامل زوج الله لأنه إنما هو في مقام العبودية.. ومقام العبودية مقام انفعال، في حين أن مقام الربوبية مقام فعل.. فالرب فاعل، والعبد منفعل.. ثم تنزلت من الإنسان الكامل زوجته.. فكان مقامها منه، مقامه، هو، من الذات.. فهي منفعلة، وهو فاعل.. وهذا هو، في الحقيقة، مستوى العلاقة ((الجنسية () بين الرجل والمرأة..)
    إن كل هذا التصور ذكوري. فالآية تتحدث عن نفس واحدة ولكنها لا تحدد نوعها، كما إن كلمة زوج في اللغة العربية يمكن ان تعني زوج او زوجة. إن تخريجات محمود عن الذات القديمة وزوجها الانسان الكامل تؤدي لأن تكون هناك زوجة للإنسان الكامل وهي امرأة. أي ان الانسان الكامل هنا هو ذكر. والشاهد انه بمنطق محمود فإن الذات القديمة هي مجهولة وفوق الصفات والاسماء؛ فكيف ذكّرها محمود، ثم لماذا ذكّر الانسان الكامل، وكلمة الانسان أيضا تعني المرأة والرجل؟
    هذا التفسير مع توسله بالمصطلحات الصوفية، إلا انه يدور في نفس نمط التفكير الذكوري الذي يقول ان المرأة أقل من الرجل ولا يمكن أن تبلغ مقامه. يقول محمود محمد طه (وأما قوله (وللرجال عليهن درجة) فلا يعني أن مطلق رجل أفضل من مطلق أمرأه وانما يعني أن على قمة هرم الكمال البشري رجلا تليه امرأة هي قرينته تكاد تتخطى بذلك كل من عداه من الرجال)
    وقد ذهب الجمهوريون بصورة منطقية في هذا الاتجاه، حين رفضوا إمكانية أن تكون المرأة أصيلة أو ان تبلغ مرتبة الانسان الكامل. ظهر ذلك في رد الدكتور ياسر الشريف عن سؤال هل يمكن للمرأة ان تبلغ مقام الانسان الكامل والاصالة؛ فقال:
    (ليس للأنثى حظ في مقام "الإنسان الكامل" فهو لرجل هو "الحقيقة المحمدية".)

    هوس الجمهوريين بفكرة ال(رجل):
    ويكاد الجمهوريون ان يكونوا مهووسين بفكرة (الرجل)، باعتباره مرادفاً للأصيل الواحد او الانسان الكامل. إن الجمهوريين لا يتحدثون عن الانسان او الفرد، باعتبار ان الذكورة والانوثة هما مجرد عرضان للإنسانية، وانما يتحدثون عن الرجل دائما في تهويماتهم تلك.
    يقول محمود في (كتاب الإسلام):
    (تريد الحرية.. والحرية المطلقة من كل قيد، ولكن الحرية لها ثمن، وهو أن يتحمل الحر نتائج عمله، وإلا أصبحت الحرية فوضى.. وأدنى مراتب الحرية المطلقة هي أن يفكر الرجل كما يريد، وأن يقول كما يفكر، وأن يعمل كما يقول، بشرط ألا تتدخل حريته في حريات الآخرين..)

    ويقول في كتاب (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري ):
    (وآية توحيد القوى المودعة في البنية البشرية أن يفكر الرجل كما يريد، وأن يقول كما يفكر، وأن يعمل كما يقول. ثم لا تكون عاقبة قوله، ولا عمله إلا خيرا، وبرا، بالأحياء، والأشياء..)

    ويقول في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) :
    (ومعلوم أن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .. ولكن النبوة ما هي ؟؟ النبـوة هي أن يكون الرجل منبأ عن الله ، ومنبئاً عن الله .. أي متلقياً المعارف عن الله بواسطة الوحي ، وملقيا المعارف عن الله إلى الناس ، على وفق ما تلقى ، وبحسب ما يطيق الناس .. فبمرتبة التلقي عن الله يكون الرجل نبياً ، وبوظيفة الإلقاء إلى الناس يكون رسولا .. هذا هو مألوف ما عليه علم الناس .. ولكن هناك شيئا قد جد في الأمر كله ، ذلك هو معرفة الحكمة وراء ختم النبوة بمعناها المألوف .. لماذا ختمت النبوة ؟؟)
    ويهدي هذا الكتاب للرجل (الانسان الكامل) القادم حين يقول في الاهداء:
    (إلى الإنسانية بشرى.. وتحية. بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة الفكر، وحياة الشعور، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وتحية للرجل وهو يمتخض، اليوم، في أحشائها، وقد اشتد بها الطلـق، وتنفس صبح الميلاد.)
    لا غرابة اذن ان يقول الدكتور ياسر الشريف ما قاله بكل وثوقية وإطلاق، وان يكتب الجمهوريون في كتيب (عودة المسيح) التالي عن احتياج العالم والبشرية لذلك ال(رجل):
    (العالم يحتاج إلى رجل هو من صفاء الفكر، وسداده، وشموله، بحيث يوحد هذه الأمم، فكريا، في مذهبية واحدة، هي تتويج لكل الديانات، ولكل الفلسفات التي قطعت بالبشرية كل الشوط الماضي الطويل.. رجل يوحد هذه البشرية في حكومة عالمية واحدة تتألف من حكومات قومية تقوم كل منها على دستور إنساني يتوفر على حل التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة اللتين أشرنا إليهما آنفا.. وبذلك، وبذلك وحده، يحل النظام، ويحل السلام في الأرض..
البشرية تحتاج إلى رجل يقدم من نفسه، نموذجا للكمالات الإنسانية التي يشير، إلى حتميتها وإمكانيتها، رأس سهم التطور البشري منذ الأزل.. وهي الكمالات المتمثلة في كمال الحرية الداخلية من الخوف والجهل، وهما مصدر كل نقائص الحياة البشرية.. البشرية محتاجة إلى رجل استطاع أن يتواءم مع البيئة البشرية، والطبيعية، والحضارية الجديدة، فيتحدث بلغة العصر، وهي السلام، ويملك المفتاح لحل معضلات المشاكل العالمية المستعصية، بالمنهاج العلمي..
البشرية تحتاج إلى رجل يقيم المدنية الجديدة التي تؤلف بين القيم الروحية ومظاهر الوجود المادي، بحيث تضع القيمة المادية في مكانها الطبيعي كوسيلة، فحسب، ولكنها لا غنى عنها، للقيمة الأخلاقية.. كما قال محمد: ((الدنيا مطية الآخرة)).. وكما قال المسيح: ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان((
    البشرية محتاجة لرجل يبرهن بكمال فكره، وكمال شعوره، على جدوى ممارسة المنهاج الديني، في العبادة، والمعاملة، وعلى مقدرة الدين التي لا تنفد على استيعاب تطور الحياة مهما تشعب، فيقدم الدين في المستوى العلمي الذي ينفخ الروح في هيكل الحضارة المادية، ويوحد بين الأديان، فيجمع البشرية على دين واحد– وعلى فكرة واحدة.. فينفتح، بذلك، دورة جديدة للحياة البشرية لم تشهدها البشرية من قبل
    البشرية محتاجة إلى رجل يطبق قوانين العدالة الاجتماعية الشاملة، في الرسالة الثانية من الإسلام، والتي تعين كل فرد على تحقيق فرديته، ويبرز منهاج (الفردية) عند النبي محمد، بحيث يرتفق به كل فرد ليبلغ به فرديته الخاصة.. البشرية تحتاج إلى الإنسان الكامل.. المسيح.. المخلِّص، في هذا المستوى العلمي الرفيع..)

    تأخر محمود والجمهوريين عن ابن عربي:
    هذا النهج الذكوري الذي ينفي حق المرأة في الوصول للكمال الإنساني، يتأخر عن نهج بعض كبار الصوفية الذين أنثوا الكون كله، مثل الشيخ محي الدين بن عربي، الذي أخذ منه محمود جل أفكاره وشوهها ثم قال انه لو كان حياً لتبعه، حيث قال ابن عربي مثلا عن نفي وجود مطلق رجل في الكون:
    إنا إناثُ لما فينا يولّده فلنحمد الله، ما في الكون من رجل
    إن الرجال الذين العُرف عيَّنهمْ هم الإناثُ وهم نفسي، وهم أملي
    وحتى حينما يرى ابن عربي ان المرأة خرجت من الرجل؛ فهو يرى انه خرج عن أنثى، حيث يرى إن الذات نفسها هي انثى، ولذلك فإن الرجل دائما مدرج بين أنثيين- أنظر إليه يقول:
    (فإذا الرجل مدرَج بين ذاتٍ ظَهَرَ عنها وبين امرأةٍ ظهرتْ عنه. فهو بين مؤنَّثين: تأنيث ذات وتأنيث حقيقي، كآدم مذكَّر بين الذات الموجود عنها وبين حواء الموجودة عنه.  فكن على أيِّ مذهب شئت، فإنك لا تجد إلا التأنيث يتقدَّم، حتى عند أصحاب العلَّة الذين جعلوا الحقَّ علَّة في وجود العالم – والعلَّة مؤنثة..)
    وكأن ابن عربي ينتقد محمودا والجمهوريين – في نظرتهم الذكورية الضيقة للذات والانسان الكامل – حين يقول:
    ( فالعارف الكامل يعرفه في أيِّ صورة يتجلَّى فيها وفي كلِّ صورة ينزل فيها؛ وغير العارف لا يعرفه إلا في صورة معتقده، وينكره إذا تجلَّى له في غيرها)
    ويحسم ابن عربي الأمر عندما يقول في رسالته (عقلة المستوفز) باب "الكمال الإنساني" عن الانسان الكامل:
    (فكلامنا إذًا في صورة الكامل من الرجال والنساء. فإن الإنسانية تجمع الذكر والأنثى؛ والذكورية والأنوثية إنما هما عَرَضان، ليستا من حقائق الإنسانية)

    ثم يخلص في الفتوحات المكية (ضمن نص طويل كله دفاع عن تساوي المرأة بالرجل بل وتفوقها عليه) بالقول التالي:
    (كل ما يصحُّ أن يناله الرجل من المقامات والمراتب والصفات يمكن أن يكون لمن شاء الله من النساء)
    هذا الفهم الرفيع طبقه بن عربي شخصيا حين تحدث عن مقام بعض النساء الوليات في حياته، مثل استاذته فاطمة بن المثني، كما طبقه كل من ابو يزيد البسطامي وذو النون المصري في حديثهما عن مقام فاطمة النيسابورية. قال ابو يزيد: (ما رأيت في عمري إلا رجلا وامرأة، والمرأة فاطمة النيسابورية، ما أخبرتها عن مقام من المقامات إلا وكان الخبر لها عيانا.) وقال عنها ذو النون المصري: (هي ولية من أولياء الله عز وجل. وهي أستاذي).

    عادل عبد العاطي
    1 أكتوبر 2021م

    مواضيع سابقة كتبها عادل عبد العاطي فى سودانيز اون لاين
  • نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ( ٣ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • في نقد الفكر السياسي للجمهوريين (٢ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • في نقد الممارسة السياسية للجمهوريين (١ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي
  • الإله المجسد والرجل السوداني المحدد واختبار البطة: صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهورين عنه ( ٤ من ٤) بقلم:عادل ع العاطي
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (٣ من ٤) بقلم:عادل عبد العاطي
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (٢ من ٤) بقلم:عادل عبد العاطي
  • المرايا المكبرة - بين أمانتي وتزوير الجمهوريين ( تعليق على زعم تشويهي وبتري لأقوال محمود الذي جاء
  • المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (١ من ٣) بقلم:عادل عبد العاطي
  • الطائفة الجمهورية وتكفير المجتمع والجميع ٢ بعض الملاحظات النقدية بقلم:عادل عبد العاطي
  • في ظل الاعتداءات الإثيوبية المتكررة على المواطنين و الجنود السودانيين - أما آن الأوان لتحرير الجزء
  • الطائفة الجمهورية والخطاب المعادي للمرأة ٢ هل مكان المرأة هو البيت ؟! بقلم:عادل عبد العاطي
  • محمود محمد طه والجمهوريون وتكفير المجتمع والجميع بقلم:عادل عبد العاطي
  • الطائفة الجمهورية والخطاب المعادي للمرأة (1) بقلم:عادل عبد العاطي
  • محمود محمد طه والدعوة لتطبيق الحدود بقلم:عادل عبد العاطي
  • هل سرقت الطائفة الجمهورية أفكارها من الديانة البهائية ؟! بقلم:عادل عبد العاطي
  • إتفاقية سيداو ودولة القانون في السودان بقلم عادل عبد العاطي
  • تفاصيل الاحتلال المصري لبعض أراضي السودان والحدود الحقيقية بين البلدين بقلم عادل عبد العاطي
  • الحكومة الانتقامية وشيوعية الحرب (النيوليبرالية) : والية الشمالية نموذجاً بقلم:عادل عبد العاطي
  • 100 خطأ في كتابي التاريخ للصفين الخامس والسادس أساس وضرورة المحاسبة بقلم :عادل عبد العاطي
  • تناقض المصالح وتهديد الأمن القومي مع الجواز الأجنبي في يد حمدوك ووزراءه بقلم:عادل عبد العاطي
  • جرائم الاحتلال الاثيوبي في الفشقة بقلم:عادل عبد العاطي
  • واجبات البلاد أمام الاستفزازات الإثيوبية بقلم:عادل عبد العاطي
  • معركة الفشقة والسيناريوهات العسكرية القادمة للجيش السوداني بقلم:عادل عبد العاطي
  • قوانين عبد الباري وتناقضها مع الوثيقة الدستورية وحقوق الانسان بقلم عادل عبد العاطي

  • أنه الاقتصاد ، أيها الأغبياء بقلم عادل عبد العاطي
  • رسالة مفتوحة للسيد / عبد الله حمدوك حول مخاطر سد النهضة على الامن المائي والإستراتيجي للشعب السو
  • الكاذب عبد الله علي ابراهيم والمربع الانجليزي وتجمع المهنيين بقلم عادل عبد العاطي
  • لماذا إعادة الجنسية للمواطنين السودانيين من أصل جنوبي فورا بعد سقوط النظام؟ بقلم عادل عبد العاطي
  • لماذا فترة إنتقالية من عام واحد لا غير ؟ بقلم عادل عبد العاطي
  • الفرية الكبرى : الخاتم عدلان والهتاف المُخنّث بقلم عادل عبد العاطي
  • معركة الانتخابات و شرعية النظام وآليات التغيير بقلم عادل عبد العاطي
  • بنك التنمية السوداني وصندوق التنمية السوداني بقلم عادل عبد العاطي
  • لا يا اساتذتي الأجلاء محمد جلال هاشم وشوقي بدري بقلم عادل عبد العاطي
  • حلول راديكالية لقضايا النقد والعملة في السودان بقلم عادل عبد العاطي
  • أنقذوا الأحفاد قبل فوات الأوان الامم المتحدة تعلق تعاونها مع جامعة الاحفاد بسبب العنف ضد الطالبات
  • انترنت مجاني في التعليم والأماكن العامة السودانية بقلم عادل عبد العاطي
  • الأحداث في ليبيا وضرورة تطوير القوات الخاصة السودانية بقلم عادل عبد العاطي
  • قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات الإخضاع الإجتماعي في جامعة الأحفاد بقلم عادل عبد العاطي
  • قانون الحد الأعلى للإجور في حكومة سودان المستقبل بقلم عادل عبد العاطي
    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • الشرطة تعتقل طبيب بتهمة إتلاف عربتها التي احترقت في مظاهرات جاكسون
  • وجدي صالح معلقاً على مواكب الحكم المدني اليوم: بدأناها معا وسنكملها معا
  • مجلس الوزراء يُصدر قراراً تضمن موجهات بشأن المحاولة الانقلابية الفاشلة
  • إعلان مظاهرة لنصرة التحوّل الديمقراطي في السودان وحماية ثورة ديسمبر.


    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • ضغوط أميركية وأوروبية للتأكيد على الانتقال الديمقراطي في السودان
  • المؤسسة العسكرية في الدولة المدنية بقلم المحامي معاذ زكريا
  • مجلس الوزراء السوداني يوجه بتحقيق دقيق في «الانقلاب» ويطلب إجتماعاً مع «السيادي»
  • السودان: مواكب حاشدة لدعم الحكم المدني وإصابات وسط المتظاهرين
  • عرفتو الطفي النور منو؟
  • إلى النائب العام، هل تعلم أن وكيل النيابة بربك يكيل بمكيالين يعني جعل للعدالة خيار وفقوس
  • ماهي مواصفات الرئيس المدني الانتقالي؟
  • مقايضة الإرهابيين , بالارهابيين
  • عناوين الصحف السودانية السياسية اليوم الجمعة 1 اكتوبر 2021م
  • القراي يعلق على تصريحات حميدتي.. قراءة مصطفى الجيلي في فيديو من إخراجه
  • كلام حار
  • السودان.. مطالب شعبية بقانون يصنف الإخوان تنظيما إرهابيا
  • هل المطالبة بالإنفصال يعتبر ضرب من العنصرية ؟؟؟...
  • باركو لينا لبس الكمامة في قطر ماعاد شرط للتحرك والحركة
  • الجوكر .. الهكر الذي تحول لأخطر ضابط مخابرات
  • اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ: تسليم داعشيان لمصر (أكاذيب الترابي)
  • البحيري: محكمة شبرا تدين ابن تيمية وتدخل الممرض السجن (متقول)
  • أمن السودان
  • شخصية ود البشري .. ولمن أراد منكم أن يتعرف علي شخصيته!
  • هل ضاعت الفرصة على الفائزين باللوتري؟
  • القبض على سارق متلبس توجد صورة
  • حمدوك لو معاهو بس ضباط إداريين وجهاز شرطة قوي بنقذ البلد
  • هذه المظاهرات وما كان قبلها لا تخدم غير الكيزان

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • كل الشوارع سد حاول تقرب جاي تلقانا كالهبباي في لحظة تلقى الرد
  • أدركوا الشرطة قبل فوات الآوان
  • أساليب التوظيف في منطقة الإيقاد : كينيا ، جيبوتي ، يوغندا نموذجاً
  • أغلالُ العبوديةِ الصامتةِ : قصــــة قصيـرة:أحمد محمود كانِم
  • ما بين الوطنية وعشق المحبوبة:بشير عبدالقادر
  • شكراً البرهان رسالتك وصلتنا..
  • فرد العضلات من المكونين المتناقضين على حساب مَن؟
  • نأكل ونشرب شوارع ؟:ياسر الفادني
  • نورالدين مدني:لن يحرقوا إلا أنفسهم
  • لجنة تفكيك التمكين والثوريون: اللهم أحمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم
  • تحريش جيش لماذا على الوطن والشعب؟!
  • مواكب 30 سبتمبر : الثورة مستمرة
  • أبشر يا وطن :الطيب الزين
  • الشوارع لا تخون:عبد المنعم هلال
  • المضحكات المبكيات تعليقات في السياسة السودانية!.
  • لخالد سلك ووجدي صالح .. الكلمة شرف، ووعد الحر دين عليه. بقلم: إبراهيم سليمان
  • نساء قطر .. ٢٦ كوكبا لقبة الشورى المنتخب
  • التسلح النووي الاسرائيلي يعرض العالم للخطر الشديد
  • قوى المقاومة الإيرانية المركزية وبضع نقاط ! نظرة للتعرف على القوى الفعلية الموجودة في جبهة المقاومة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de