الطائفة الجمهورية وتكفير المجتمع والجميع ٢ بعض الملاحظات النقدية بقلم:عادل عبد العاطي

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2021, 01:21 PM

عادل عبد العاطي
<aعادل عبد العاطي
تاريخ التسجيل: 04-05-2014
مجموع المشاركات: 92

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطائفة الجمهورية وتكفير المجتمع والجميع ٢ بعض الملاحظات النقدية بقلم:عادل عبد العاطي

    12:21 PM July, 26 2021

    سودانيز اون لاين
    عادل عبد العاطي-بولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كتبت في بوست سابق أن الطائفة الجمهورية تكفر الجميع فيما عداها وترى أنها وحدها على الحق وأن الجميع الآخرين على الباطل، وأن الافكار الجمهورية ليست هي اجتهاد ورؤية في إطار الاسلام ، وانما هي الاسلام نفسه المعرف بالألف واللام، والمشار إليه في الآية (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ، وأنهم يعتقدون ان أفكارهم هي الدين نفسه المشار إليه في تلك الآية ، كما قال محمود محمد طه في حديثه عن الاصيل الواحد.

    اليوم نطرح بعض الملاحظات النقدية حول هذا المنهج التكفيري الجمهوريين وانعدام التسامح وسطهم ، في النقاط المختصرة التالية :

    ١/ تناقض تكفيرية الجمهوريين مع تسامح الصوفية :
    يزعم محمود والجمهوريون أنهم يسيرون على نهج الصوفيةويستشهدون كثيرا في كتبهم بأقوال كبار الصوفية ، وفي ذكرهم وانشادهم يستخدمون كثير من الأشعار الصوفية، مما قد يخدع غير المتابع أن الجمهوريين صوفية وأنهم ينهجون نهج الصوفية .

    والشاهد أن الجمهوريين لهم رأي في كل الصوفية المعاصرة ويعتبرونهم أيضا (ليسوا على شيء ) ، ويدعونهم لترك طرقهم والسير على طريق محمد ( وفقا للفهم الجمهوري ) كما يتجلي ذلك في مختلف المقدمات التي كتبوها لكتاب "طريق محمد" وغيره من كتبهم ومنشوراتهم.

    ولما كنت قد أشرت لتكفير الجمهوريين لكل من عداهم من المسلمين واعتبارهم ( ليسوا على شيء) وأن صاموا وأن صلوا ، وكذلك اعتبارهم لليهود والنصارى كفارا وتشنيعهم على البهائية والاحمدية الخ ، فإن هذا يتناقض تماما مع تسامح الصوفية ورجالاتها ، والذين يقول كبيرهم ابن عربي في ديوانه " ترجمان الأشواق" :
    لقدكنت قبل اليوم أنكر صاحبي-إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
    وقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ - فمرعىً لغـزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـانِ
    ِوبيتٌ لأوثانٍ وكعـبةُ طـائــفٍ - وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــرآن
    أدينُ بدينِ الحبِ أنّى توجّهـتْ - ركائبهُ، فالحبُّ ديني وإيمَاني.

    ويتجلى تسامح الصوفية في عدد كبير من النصوص الأخرى والممارسات . انظر لقول جلال الدين الرومي : (سِرْ على درب محمد، ولكن إذا لم تستطع، فانهج نهج المسيح) أو قول الأمير عبد القادر الجزائري: (إنَّ كلّ الخلق عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله، وإنَّ كل الأديان من آدم إلى محمد عليهما السلام تعتمد على مبدأين: تعظيم الله جلّ جلاله، والرّحمة بمخلوقاته، وما عدا هذا، ففرعيات ليست بذات أهمية كبيرة).

    اين من كل هذا الجمهوريين الذين يرون أن فكرتهم هي الاسلام نفسه وهي الدين نفسه ، وأن كل ما عداها باطل، وأن من يخرج عنها يعذب في البرزخ وفي النار ، وهو مغفل وجاهل ؟!

    ٢/ هل التسامح الديني ينفي ايمان المرء بدينه أو مذهبه ؟! :
    ويرد الجمهوريون بحجة غريبة ، في تكفيرهم للآخرين واعتبارهم ليسوا على شيء ، وهي أنهم مقتنعون بفكرتهم ومؤمنون بها ، لذلك من الطبيعي أن يرون صحتها وبطلان غيرها.

    ومن المعلوم أن بعض الفقهاء قد رفضوا هذا المنهج الشمولي والاقصائي، حين اعتبروا رأيهم اجتهادا في إطار الدين، وليس هو الدين نفسه المعرف بالالف واللام. فقد قال الامام الشافعي : ( رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) . ولكن اين هذا الفهم من محمود الذي لا يرى أن أفكاره مجرد أفكار و آراء دينية واجتهادات ، وانما يراها الدين نفسه ، بحكم أن الله قد أعطاه الفهم عن القرآن واذن له بالكلام .

    والشاهد أن القرآن نفسه قد دعا إلى شيء من التسامح ، وقبل بالتعدد الديني ، حيث يقول: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) . اي ان المعيار هو الإيمان بالله والعمل الصالح وليس أن تكون على هذا الدين أو ذاك، ناهيك عن أن تكون فقط على الفكرة الجمهورية.

    كما إن هناك كثير من الآيات التي تحض على ترك الناس على حالهم وعدم اجبارهم على الدين ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) أو ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) الخ.

    إن التسامح الديني لا ينفي ايمان المرء واقتناعه بما يؤمن به، وانما هو تعبير عن التواضع الفكري وعن الاعتراف بنسبية المعرفة وتعدد اشكال التجربة الدينية والمعرفية والانسانية، واحترام لإنسانية الإنسان بما هو انسان، وحقه وحريته في الاختيار، وهو حق طبيعي وإنساني مقدس ، بما فيه حتى حقه في عدم الإعتقاد أو عدم الإيمان.

    ٣/ الاسلام ووحدة الديانات :
    وكلمة الاسلام التي يستخدمها محمود باعتبارها المعادل الموضوعي لفكرته، أي أن فكرته فقط هي الاسلام ، هي أوسع في القرآن ليس من ذلك فحسب ، بل من مفهوم الاسلام الحديث و المسلمين الحديثين ، اي اتباع النبي محمد، والذين يسميهم القران بالمؤمنين لا المسلمين، ناهيك عن أن يكون مجرد افكار طائفة واحدة لا يتعدى أعضاءها الآلاف.

    ذلك إن الإسلام في القران هو التسليم لله وهو دين إبراهيم ودين كل الانبياء الخ ، وليس دينا بعينه ، وأن المسلم هو المسلم لله وليس المسلم التاريخي أو المعاصر، حيث وردت بهذه المعنى عن رسل مختلفين ، فيقول القران عن إبراهيم مثلا وأبناءه: ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) .

    والغريبة أن محمود في كتابات سابقة له قد دافع عن التسامح الديني، وعن هذا الفهم الواسع للاسلام، إلا أنه في كل مرة وفي نهاية خطابه يرجع الامر دائما للاسلام المحمدي، ويقول إن الأديان كلها هي هذا الاسلام ، ومن هنا جائت دعوته لوحدة الأديان، وفق فهمه وفكرته .

    ودعوة وحدة الأديان عندي فوق أنها غير واقعية ، فهي دعوة شمولية تريد أن تلغي كل التعدد الديني في العالم وتنفي فكرة التسامح الديني من أصلها ، فأنت إذا وحدت كل الأديان في فكرتك أو دينك، فما الداعي للتسامح حينها ؟!


    ٤/ ضرورة التسامح الديني وافكار بعض الجمهوريين المعاصرين :
    وقد انتبه بعض الجمهوريين المعاصرين مثل الدكتور قصي همرور لضرورة التسامح الديني؛ حيث كتب في مقال له بعنوان " التسامح الديني ضرورة واجبة"، أنه يجب أن يشمل كل الأديان ، حيث ذكر :
    ( وهناك أمر لا بد من التنبه له، وهو أن التسامح الديني يشمل كل الأديان، ويجب أن يكون كذلك وإلا لفقد قيمته، فعندما يتسامح المسلم مثلا مع اليهودي والمسيحي بحكم أنهما كتابيان مثله، هذا لا يغنيه عن أن يكون على نفس القدر من التسامح مع أصحاب ديانات أخرى قد يعتقد هو أنها وثنية مثلا (كحال نظرة الكثير من المسلمين للهندوس والبوذيين، وكحال نظرة الكتابيين الأفارقة إلى أهلهم من أصحاب المعتقدات المحلية) أو أنها باطلة بحكم عقيدته لأنها ظهرت بعدها (مثل نظرة الكتابيين إلى البهائية والسيخية).. فالتسامح الديني إن لم يكن شاملا فهو لن يعدو كونه تحزب مجموعة من الأديان في نظرتها للأديان الأخرى، ومثل هذا التحزب لا يحل المشكلة بأي حال من الأحوال ولا يحقق التعايش السلمي الذي نرجوه ونحتاجه على هذه الأرض.. ومن باب اولى، فإن التسامح بين أهل الدين الواحد هو أمر لا محيص عنه..) .

    ورغم أن د. قصي همرور لا يشمل اللادينين في دعوته هذه للتسامح ، ولا يمدد التسامح الديني للتسامح الفكري والفلسفي، إلا أن أفكاره الواضحة تتناقض مع الكثير من اقوال محمود والجمهوريين، والذين لم يكفروا وينفوا الاسلام عن غيرهم فحسب، بل وصفوا الكتابيين بالكفر وسفهوا بعض الأديان والمذاهب الأخرى كما أسلفنا .

    ٥/ الجذور الفكرية لتكفيرية الجمهوريين :
    أن تكفيرية الجمهوريين لغيرهم وادعاءهم أنهم وحدهم على الحق ، إنما تنبع من جذرين رئيسين ، الاول هو نظرتهم لمحمود محمد طه ولانفسهم ، والثاني وضعهم كدين شمولي جديد ، وهما الثيمتين اللتين سافرغ لكل منهما مقالا منفصلا.

    لكن في هذه العجالة اختصر واقول إن الجمهوريين لا يرون محمود محمد طه كمجتهد ومجدد ديني ، تقبل اراءه الصواب والخطأ، مثل الامام الشافعي مثلا، وانما ينظرون له على أنه الرجل الذي أتاه الله الفهم عن القرآن واذن له بالكلام ، وأنه رسول الرسالة الثانية ، والاصيل الواحد ، وأنه الحقيقة المحمدية ، وصاحب الرسالة الاحمدية، وخاتم الولاية ، والإنسان الكامل، وأنه المسيح المحمدي ، حتى قال شاعرهم فيه في قصيدة يا أيها المتدلى :
    أنت ابن مريم فينا * لم يبق غير التجلي
    فانشر لواء سلام * وانزع كوامن غلي
    واحي الوجود بنور * من ناظريك مطل

    كما لا يرى الجمهوريون أنفسهم مجرد طائفة من طوائف المسلمين ، أو اتباع اجتهاد فكري انساني ، بل يرون أنهم اخوان الرسول، ومحيي سنته بعد اندثارها ، وفقاً للحديث الذي يستشهدون به كثيرا، ويفهمون أنه عنهم : ( واشوقي لاخواني الذين لم ياتوا بعد . قالوا : أو لسنا اخوانك يا رسول الله. قال: لا ، بل انتم اصحابي.)

    كما ركًب الجمهوريون الحديث المنسوب للرسول والذي يقول : (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء) على أنفسهم ، اي أنهم يرون انهم هم هؤلاء الغرباء ، انظر اليهم يقولون في خاتمة كتاب "معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية" - الجزء الثاني- التالي :
    ( إن دعوتنا هذه هي دعوة الإسلام، عائدة، كما بدأت قبلاً، حذوك النعل بالنعل.. ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً، كما بدأ، فطوبى للغرباء، قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها)).)

    كما يقولون في خاتمة نفس الكتاب :
    ( إن "الفكرة الجمهورية" هي الإسلام، وهي بذلك أداة التغيير الوحيدة، والحاسمة، ليس للسودان، ولا للمسلمين، وحسب بل للإنسانية جمعاء.. فما للإنسانية من مُرْشِد، ومُسلِّك، ومخرج من وهدتها غير محمد.. وليس لها من سبيل يجنبها ويلات الحروب، وينزلها منازل السلام الثابتة، غير الإسلام في مستوى سنة محمد، صلى الله عليه وسلم.. وما "الفكرة الجمهورية" إلا دعوة بلسان الحال، وبلسان المقال، لبعث سنة النبي، وبعث الإسلام، من ثم. فمن سرّه أن يرى الإسلام مجسداً في اللحم والدم، فلينظر إلى الجمهوريين) .

    هذا كله ينقلنا للجذر الثاني لتكفيرية الطائفة الجمهورية للآخرين ، وهو تحول الفكرة الجمهورية من كونها مذهبا في إطار الاسلام ، إلى كونها دينا جديدا خارجا من رحم الإسلام ، مختلفا عن دين القوم، ومتصفا بكل صفات الدين الشمولي الجديد. ومن المعروف أن الأديان الشمولية الجديدة دائما ما تكون راديكالية وتكفر كل ما كان قبلها وسواها ، وتدعي أنها هي الدين ولا شيء غيرها ، ولكن هذا حديث مقال آخر.

    عادل عبد العاطي
    ٢٥ يوليو ٢٠٢١م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de