نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ( ٣ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 07:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2021, 01:01 PM

عادل عبد العاطي
<aعادل عبد العاطي
تاريخ التسجيل: 04-05-2014
مجموع المشاركات: 92

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ( ٣ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي

    12:01 PM August, 18 2021

    سودانيز اون لاين
    عادل عبد العاطي-بولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ٣/دعم الدكتاتور المصلح في انتظار حكم "الرجل"

    ١/ مقدمة:
    دعم الجمهوريون الديكتاتوريات طوال تاريخهم ، ما عدا دكتاتورية الإنقاذ التي لم يؤيدوها . ولم يكن ذلك لتطور فكري أو سياسي جديد أصابهم ، وانما فقط لأنها زعمت تطبيق الشريعة ، بينما هم يرون إن تطبيق الدين والحدود ممكن لهم وحدهم، تحت قيادة " الرجل" . وان أي شخص غيرهم يتحدث عن دولة دينية محتال .
    ذلك إن الجمهوريين يدعمون الديكتاتوريات ما دامت تتوافق نسبيا مع أفكارهم وتضرب أعداءهم وتسمح لهم بحرية الحركة ولا تتعدى على صلاحياتهم وصلاحيات "الرجل"، فإذا فعلت شيئا من ذلك عارضوها. ولها أثناء توافقهم معها أن تسجن وتعدم وتقتل من غيرهم من تشاء ومتى تشاء. هنا لا مبدئية في المواقف إطلاقاً.

    ٢/ الديكتاتور المصلح والخطاب لمحمد نجيب :
    ولقد عبر محمود و الجمهوريون عن دعمهم للنهج الديكتاتوري صراحة ، حيث ايدوا اكبر انقلاب عسكري في المنطقة العربية ، وهو انقلاب ٢٣ يوليو في مصر . يكتب محمود محمد طه في رسالة مؤرخة للقائد المعلن لذلك الانقلاب محمد نجيب في ١٨/٨/١٩٥٢ التالي :
    ( أما بعد فإن مسألة خلع الملك عن العرش، بالطريقة التي تمت بها، توفيق كبير. ولكن ينبغي ألا تحمل أكثر مما تحمل من دلائل النجاح، وإنما يجب أن ينظر إليها على أنها مسألة لها ما بعدها. وسيكون الحكم لها، أو عليها، على ضوء ما يحصل عليه العهد الجديد من نجاح، أو من إخفاق)
    ثم يوصي محمد نجيب بأخذ كل الامر في يديه ، كما كان يفعل هو في تنظيمه ، ويقول له أن يتوفر على "الحزم" و "الفهم" ، حيث يقول عن الحزم:
    (أما الحزم فيقضي بأن تتولى كل أمور مصر بنفسك وأن تكون، في غير مواربة، ولا رياء، المسئول الأول والأخير، أمام الشعب المصري، وأمام العالم أجمع، عن استقرار العهد الجديد في البلاد. وأن تستخدم، من الساسة من شئت، ومن الخبراء، والفنيين، المصريين والأجانب، من استطعت. على أن يكونوا مستشارين، وأعوانا، ومنفذين، مسئولين أمامك أنت، وتحاسب أنت على سيئات أعمالهم، أكثر مما يحاسبون.)
    أما "الفهم" فهو ببساطة أن بتبني محمد نجيب افكار محمود محمد طه ، وأن يطبقها. وإن لم يطرح محمود الأمر بهذا الشكل الواضح ، إلا أنه مضمر في الرسالة والنصائح ، فتجده يقول :
    ( أما الفهم فيقتضي بأن تكون لك "رسالة" تبلغها الشعب، وتأخذه بها، وتجعل كل مرافق الحياة الإقتصادية، والإجتماعية، وسيلة إلى بلوغها. واعلم أن الشعب لا ينصلح بمجرد توفير الرخاء المادي، ذلك بأن الإنسان لا يعيش بالرغيف وحده، كما يظن الشيوعيون. وإنما يعيش بالرغيف وشيء وراءه، أهم منه، هو القيم الروحية التي تطهر القلب، وتصفي الذهن، وتسمو بالأخلاق. وأنت رجل مسلم، من شعب مسلم، قد ضل الطريق إلى المناهل التي ارتوى منها أوائله، فعب من الكدر الآسن ما قعد به عن رحاب الحياة السعيدة. فهل فكرت في رد القطيع الضال إلى المهيع الأفيح من شريعة القرآن، وأخلاق القرآن؟؟ هل فكرت أن تقوم بإنقلاب في مناهج التعليم، ومرافق الصحة، ووسائل التغذية، وأساليب السكن، على هدى الدستور الأزلي، القرآن؟؟.)
    ولا يتورع محمود عن تشجيع الرجل على الديكتاتورية ، ويزعم أن الدكتاتورية ليست سيئة في أصلها ، وانما في أعمالها، ويقول إن الديكتاتورية هي خير وسائل حكم عهود الانقلاب، بل هي خير وسائل الحكومات للشعوب المتأخرة. أنظر إليه يقول :
    ( ولا تخافن اسم ((الدكتاتور))، إن كنت تقدر على أن تكون ((دكتاتورا)) مصلحا. فإن عيب ((الدكتاتورية)) ليس في ذاتها، وإنما هو في أعمالها. فإن أحسنت، فهي خير وسائل حكم عهود الإنقلاب. وهي خير وسائل الحكومات لدى الشعوب المتأخرة، على كل حال.)
    محمود هنا ، لا يختلف عن أي واحد من علماء السلطان الموجودين بكثرة في التراث العربي الإسلامي، المقرين لملك التغلب ، والمؤمنين بفكرة (المستبد العادل) العبيطة، حيث لا عدل ولا اصلاح مع الاستبداد والديكتاتورية.

    ٣/ الحزب الجمهوري والخطاب لعبد الناصر:
    أما في الخطاب لعيد الناصر، والمكتوب في أغسطس ١٩٥٨ باسم الحزب الجمهوري، والذي غالباً ما كتبه محمود، فإن جل نصه موجه لاثناء عبد الناصر عن التحالف مع الشيوعيين ، ومن الغريب أن الحزب يشير لقتل الانقلاب الناصري للسياسيين (من شيوعيين واخوان مسلمين) في أول أيامه ولا يستنكره، بل تراه يكاد يدعمه . أقرأ له يكتب في ذلك الخطاب:
    (وقد كنا نريد للثورة أن تسلك بالتأميم سبيلا يستخلص لمصر حقوقها في أرضها من غير أن يعطي الفرصة للشيوعية الدولية أن تظهر بمظهر المدافع عن المستضعفين المغلوبين مما خدع العرب عنها ومكن لها في ديارهم تمكينا . ولقد كان هذا السبيل ممكنا وميسورا . وهو سبيل معروف لدى الثورة وليس غريبا عليها وقد سلكته مرة ودافعت عن سلوكه وقتلت من عارضوها في ذلك كل مقتل. ولكن قد كان ذلك قبل أن يكيد الشيوعيون كيدهم ويغدقوا على الثورة من السلاح والعتاد والعطف ما أنساها نفسها وغرّها عن حقيقتها وأعجلها عن اصطناع الأناة وأغراها بمواقف المسرحيات والبطولات شأن كل الدكتاتوريات)
    وفي هذا الخطاب يواصل محمود والجمهوريين وصف انقلاب عبد الناصر بالثورة ، وهو وصف كانوا قد استخدموه في خطابهم لنجيب. كما هم يخاطبون عبد الناصر ويدعون له بالتوفيق والهداية، وكأن الدول تقوم على الأفراد وعلى الاماني والدعوات.
    الشي الخطير الملاحظ في الخطابين أنهما يخلوان من اي دعوة لتفعيل الديمقراطية واستعادة الحكم النيابي ، مما يوضح كفر محمود بالديمقراطية تماما ، وتبنيه منهج الديكتاتور المصلح أو المستبد العادل، حتى يأتي زمن 'الرجل".
    هذا الموقف يتناقض مع زعم الجمهوريين بدعوتهم للحرية الفردية الكاملة، فالحرية الفردية لا تتحقق تحت ظل اي ديكتاتور، ولا تقوم دون الحريات السياسية وحق الناس في اختيار من يحكمهم وكيف يحكمهم ، أي دون الديمقراطية الليبرالية ، التي داسها كل من عبد الناصر ومحمد نجيب ومرغاها في التراب ، وكذلك فعل بها عبود والنميري، ولكنك لن تجد اي دفاع عنها، أي الديمقراطية الليبرالية، من محمود والجمهوريين، و الذين كانوا طوال الوقت أبواق تبرير وتطبيل لتلك الانقلابات وتسميتها بالثورات ، كما رأينا أعلاه وكما سنرى لاحقا.

    ٤/ مفهوم الوصاية وجذور مواقف الجمهوريين الفكرية :
    وفي الحقيقة فان محمودا والجمهوربين كانوا يعرفون جيدا خطر الديكتاتوريات العسكرية. انظر الى قول محمود مثلا في كتاب (مشكلة الشرق الأوسط ) :
    ( ومع إن أسلوب الحكم الدكتاتوري أسلوبٌ سئ، من حيث هو، فإن أسوأه ما كان منه دكتاتورياً مسيطراً عليه الجيش.)
    كما كان محمود يعلم بأضرار الحكم الفردي وتحكم فرد في حياة الناس وحرياتهم ، وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة . كتب مثلا في كتاب (الرسالة الثانية من الاسلام ) التالي :
    (ومن هذا نأخذ أنه ليس هناك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين . وأن ثمن الحرية الفردية هو دوام السهر الفردي عليها)
    كيف تفسر بعد هذا دعم محمود والجمهوريين للديكتاتوريات والديكتاتوريبن؟! هذا ينبع من أن محمود يؤمن في نفس الوقت بمبدأ الوصاية على الناس ، وأن الناس قاصرون بالطبيعة ويجب الأخذ بيدهم من قبل الأوصياء، حتى يبلغوا الرشد . هذا مبدأ ديني ودنيوي عند محمود ، انظر إليه يقول بعد العبارة الجميلة أعلاه مباشرة :
    ( ولما كان مجتمع المؤمنين قاصرا عن الارتفاع إلى ممارسة الحرية الفردية في الاختيار والعمل، فقد جعل النبي وصيا عليهم ليعدهم لتحمل مسئولية الحرية الفردية المطلقة ، وهو أثناء وصايته عليهم يصر على إعطائهم حق الخطأ ، كلما وسعه ذلك ، من غير أن يشق عليهم أو يعنتهم. فهو بذلك إنما يعدهم لممارسة الديمقراطية حين يقوى عودهم، ويستحصد عقلهم )
    ومن هذه الوصاية الدينية ينتقل محمود للوصاية السياسية، حيث يكتب محمود والجمهوريون عن سبب اختيارهم للنظام الرئاسي في مشروع دستورهم للسودان أنه نظام وصاية، حيث يقولون :
    ( ثم إننا نعتبر النظام الرئاسي نظاما مرحليا يعد الشعب لممارسة النظام الأكثر ديمقراطية وهو النظام البرلماني الذي يكون توزيع السلطات فيه أكثر شمولا مما هو في النظام الرئاسي فكأن النظام الرئاسي عندنا نظام وصاية، ولكنه أقرب نظم الوصاية إلى الديمقراطية، بل هو في الحقيقة ديمقراطي تماما)
    ويقول في نفس كتاب (مشكلة الشرق الأوسط) الذي أشرنا إليه أعلاه التالي:
    ( والشعوب العربية، بين هؤلاء وأولئك، مفروضة عليها الوصاية، من قادة قصّر، هم، في أنفسهم، بحاجة إلى أوصياء.)

    ٥/ الوصي الاخير / الرجل / المسيح المحمدي:
    هذا كله أدى إلى فكرة بروز رجل كامل يكون وصياً على الدين والدنيا، على السودان والعالم، ليقود الكرة الأرضية كلها من الخرطوم ويرجع الناس من الجاهلية إلى الإسلام ، ومن الحروب إلى السلام، ومن الخوف إلى الامان, ويعطي للناس الحرية الفردية الكاملة، ويحقق العدالة الاجتماعية الشاملة الخ الخ .
    إن القارئ المتابع لكتب الجمهوريين يلاحظ فوق حديثهم عن الاصيل الواحد والإنسان الكامل والمسيح الثاني وصاحب المقام المحمدي الخ ، اشارتهم لهذا الوصي الاخير (والتعبير من عندي لا من عندهم) الذي يسمونه مرات ب"الرجل".
    هذا الرجل هو من تمت الإشارة إليه في إهداء كتاب محمد محمد طه الأهم، ( الرسالة الثانية من الاسلام) ، حين يكتب عنه محمود في أثناء مخاطبته للإنسانية :
    ( إلي الإنسانية ! بشرى .. وتحية . بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة الفكر، وحياة الشعور، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وتحية للرجل وهو يمتخض ، اليوم ، في أحشائها ، وقد اشتد بها الطلـق ، وتنفس صبح الميلاد .)
    هذا الرجل هو محمود نفسه ، كما شرحنا في سلسلة (صورة محمود عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه) ، إذ هو نفس "الرجل" الذي بشر به الجمهوريون في زعمهم بعودة المسيح المحمدي في القرن العشرين في السودان ليحكم السودان والعالم بالرسالة الثانية ، و لكي يسوق الناس تحت وصايته الدينية والسياسية حتى يبلغوا الرشد.
    انظر الى وصفهم لهذا "الرجل" و تنظيرهم لماذا يحتاج العالم إلىه، في كتاب (عودة المسيح)، حيث يكتبون التالي :
    (البشرية تحتاج إلى رجل يقدم من نفسه، نموذجا للكمالات الإنسانية التي يشير، إلى حتميتها وإمكانيتها، رأس سهم التطور البشري منذ الأزل. وهي الكمالات المتمثلة في كمال الحرية الداخلية من الخوف والجهل، وهما مصدر كل نقائص الحياة البشرية.
    البشرية محتاجة إلى رجل استطاع أن يتواءم مع البيئة البشرية، والطبيعية، والحضارية الجديدة، فيتحدث بلغة العصر، وهي السلام، ويملك المفتاح لحل معضلات المشاكل العالمية المستعصية، بالمنهاج العلمي.
    البشرية تحتاج إلى رجل يقيم المدنية الجديدة التي تؤلف بين القيم الروحية ومظاهر الوجود المادي، بحيث تضع القيمة المادية في مكانها الطبيعي كوسيلة، فحسب، ولكنها لا غنى عنها، للقيمة الأخلاقية.. كما قال محمد: ((الدنيا مطية الآخرة)).. وكما قال المسيح: ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)).
    البشرية محتاجة لرجل يبرهن بكمال فكره، وكمال شعوره، على جدوى ممارسة المنهاج الديني، في العبادة، والمعاملة، وعلى مقدرة الدين التي لا تنفد على استيعاب تطور الحياة مهما تشعب، فيقدم الدين في المستوى العلمي الذي ينفخ الروح في هيكل الحضارة المادية، ويوحد بين الأديان، فيجمع البشرية على دين واحد– وعلى فكرة واحدة. فينفتح، بذلك، دورة جديدة للحياة البشرية لم تشهدها البشرية من قبل.
    البشرية محتاجة إلى رجل يطبق قوانين العدالة الاجتماعية الشاملة، في الرسالة الثانية من الإسلام، والتي تعين كل فرد على تحقيق فرديته، ويبرز منهاج (الفردية) عند النبي محمد، بحيث يرتفق به كل فرد ليبلغ به فرديته الخاصة. البشرية تحتاج إلى الإنسان الكامل. المسيح. المخلِّص، في هذا المستوى العلمي الرفيع) .
    فإذا لم "يتجل" هذا الرجل لسبب أو لآخر ، كانت الوصاية السياسية للديكتاتوريين والديكتاتويات ، شرط أن يسمحوا للجمهوريين بالعمل، وألا يسلكوا في ممارستهم السياسية مسالكا تقف بصورة واضحة ضد أفكار الجمهوريين، وان يضربوا لهم أعداءهم ، والا يتعدوا على صلاحيات "الرجل" الحالية والمستقبلية.
    هذا النهج الذي سماه البعض بالانتهازية السياسية، وما نسميه نحن ب"الهوس الديني المقرون بالعمى السياسي"، هو ما سنتناوله بالتوثيق والإثبات في الحلقة القادمة من هذه السلسلة.

    عادل عبد العاطي
    ١٨ اغسطس ٢٠٢١م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de