:: أحد أعمامنا، يوم عاد ابنه من إحدى خلاوى القرآن بعد عام من الغياب، قدمه ليؤم أهل القرية في صلاة المغرب، ليفتخر به .. وقرأ الابن مع الفاتحة إحدى السور القصيرة في الركعة الأولى، فتململ العم الذي كان يرتقب السور الطويلة..وفي الركعة الثانية، قرأ الابن مع الفاتحة إحدى السور القصيرة أيضاً وتلعثم فيها وأخطأ وتم تصويبه.. وما أن سلم، وقبل الباقيات الصالحات، صاح فيه والده : ( ايه دا يا ابني؟، انت كنت في خلوة ولا في خلاء؟، أنا لو قعدت سنة في خلوتك دي كنت رجعت مفتي)..!! :: والقوم هنا منذ ربع قرن ونيف، أسبوعياً يرسلون وفودهم إلى ماليزيا لنقل التجارب .. وسنوياً يأتون بمهاتير محمد - إلى الخرطوم - ليحاضرهم عن تجربته في الحكم الراشد .. ومع ذلك، لا يزال حالهم وحال البلد ( كلو في محلو)، أي لم يتم نقل التجارب الماليزية وكذلك لم يستلهموا من محاضرات مهاتير وتجربته في الحكم الراشد غير الحفظ ثم التوثيق ..واليوم الدكتور مهاتير بالخرطوم، وكان في استقباله الأستاذ علي عثمان محمد طه، ليحاضرهم - مرة أخرى - عن الحكم الراشد وأثره في النهضة .. !! :: علي عثمان يعرف قصة نجاح مهاتير في النهوض بدولته وشعبها خلال (21 عاماً فقط لاغير)، وكذلك يعرف مهاتير قصة نجاح علي عثمان في تقسيم دولته إلى دولتين خلال ( 5 سنوات فقط لاغير).. ماليزيا، كان أفراد شعبها يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط وصيد الأسماك، وكانوا فقراء ، وكاد الصراع الديني أن يقضى على الشعب الماليزي ..وجاء مهاتير محمد رئيساً للوزراء في العام (1981)، فنهض بالدولة والشعب خلال عقدين وعام فقط لاغير .. بدأ بالتعليم والبحث العلمي، وليس بالتمكين والتشريد كما فعل نهج علي عثمان ..!! :: وسخر لهما البند الأكبر في الميزانية، ثم بمحو الأمية وتأهيل الحرفيين وليس بإعلان الجهاد على على دول العالم والجوار، كما فعل نهج علي عثمان..وقبل كل هذا، أعلن مهاتير لشعبه خطته وإستراتيجيته، وليس نظرية رزق اليوم باليوم، كما يفعل نهج علي عثمان.. ثم عرض عليهم النظام المحاسبي الشامل الذي يتكئ على فضيلتي (الثواب والعقاب)، وليس ( خلوها مستورة) و( دي إبتلاءات) وغيرها من عقوبات نهج علي عثمان ..ثم بدأ مهاتير الإقتصاد بالزراعة والصناعة، وليس بالقروض والمنح كما يفعل نهج علي عثمان..!! :: وهكذا أصبحت ماليزيا الدولة الأولى في إنتاج وتصدير (زيت النخيل)، و ليس الكوادر والكفاءات كما يفعل نهج علي عثمان..وخلال عقدين وعام فقط لاغير، نهضت السياحة هناك بعائد سنوي تجاوز ( 30 مليار دولار)، ونهضت الصناعة والتجارة و الزراعة والجامعات والمدارس، لتنهض كل الحياة بحيث تصبح ماليزيا حلم الشعوب..وتم كل هذا بلا تنطع أو صخب..ونجح مهاتير في أن يحلق بماليزيا من قاع الفشل والفساد والصراع إلى قمة الدول الناهضة، و زاد دخل الفرد من مائة دولار سنوياً إلى (16 الف دولار سنويا)..!! :: ثم أوصل مهاتير الإحتياطي النقدي من ( 3 مليارات) إلى ( 98 ملياراً)، ورفع حجم الصادر إلى 200 مليار دولار، ومع ذلك لم يمتن على شعبه بهذه النهضة، ولا بالقمصان و الكبريت والصابون كما يفعل (نهج الحاج آدم)..وكان التعداد السكاني (14 مليون نسمة)، فغادر السلطة - طوعاً وإختيار - بعد أن رفع معدل النمو السكاني بحيث يكون حجم التعداد السكاني في عام مغادرته ( 28 مليون نسمة)..ثم سلم الأجيال دولة ناهضة وقيادة راشدة تمضي على خطى الإصلاح والتنمية..وعليه، بعد انتهاء محاضرة مهاتير (لموا الكراسي)، ثم عودوا إلى الكراسي التي لم ولن تنهض بالشعب.. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة