رائحة الموت..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 10:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2016, 03:14 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رائحة الموت..!! بقلم عبدالباقي الظافر

    02:14 PM November, 05 2016

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    وضعت ماريا رأسها على حجر زوجها الذي كان يتلذذ بجذب أنفاس من سيجار كوبي أهداه له صديق بمناسبة عيد الميلاد..حاولت ماريا أن تشاركه التدخين ولكن آدم مسح على بطنها المتكور، مذكراً بنصيحة الطبيب أن تتجنب التدخين حتى السالب منه بسبب حملها..تصرف آدم بحكمة وسارع بإطفاء السيجارة وبدا يتحسس زوجته ذات الأصول المكسيكية برومانسية..فجأة رن الهاتف المنزلي وكرر النداء ثلاث مرات..حينما حاول آدم ان يتحرك منعته ماريا وقالت له “هذه فتاة وكالة الدين التي تتعقبك في مديونية البنك”.
    تجاهلت الأسرة الصغيرة رنين الهاتف ولكن آدم هرع إلى هاتفه الجوال الذي كان في وضع صامت..ردد ببعض الاستغراب الاتصال من أسرتي بالسودان، اتصلوا نحو سبع مرات..قبل أن يقرر كيفية التصرف جاءت المكالمة الثامنة..كان والده الحاج علي السميح في الطرف الآخر من الدنيا..من دون مقدمات ولا حتى حزن باد أبلغه والده أن قبيلة أولاد الزين هاجمت البارحة مرابعهم وقتلت مائة وعشرة من بينهم اثنان من إخوته..قبل أن يستجمع الشاب آدم قواه كان والده شيخ القبيلة يصرف له التعليمات “عليك أن تحضر في أول طائرة “ تلعثم آدم الذي غاب من أسرته نحو عشر سنوات..لكن الأب الغاضب أغلق سماعة الهاتف حتى لا يفتح أبواباً للاعتذار ..اقتربت ماريا من زوجها وحين لمحت دموعاً تبحث عن مسارات في الوجه الحزين أحست بان هنالك مصيبة قد حدثت.
    في نحو العاشرة صباحا كان آدم يتسلل حزيناً إلى جوف الطائرة المصرية المتجهة من نيويورك إلى الخرطوم عبر القاهرة..جلس مهدوداً بحصار الذكريات ..الحرب تطارده وتصل إليه في الشقة الصغيرة في بروكلين ..كان ابن خمسة عشر عاما حينما حدثت تلك المواجهة مع فخذ من قبيلة الدينكا..تساقطت الأنفس من هنا وهنالك مثل أوراق الخريف..كان من ضمن مجموعة من الجرحى الذين تم إخلائهم إلى مدينة بابنوسة..حينما خرج من المشفى قرر أن يهرب من مضارب القبيلة إلى الخرطوم..كان يبحث عن حياة لذيذة سمع نبضها عبر أثير الراديو في مسلسل الدهباية الذي كانت تبثه إذاعة هنا أم درمان.
    خابت توقعاته حينما وصل إلى المدينة ذات الايقاع السريع..مرت عليه أيام وهو صبي حائر ينام مع صبية من المتشردين..حاولوا اغتصابه ذات ليلة شتوية فهرب إلى قسم الشرطة فوجد الصول حامد وهو أحد منسوبي القبيلة عرفه من لهجته..أخذه الصول إلى صاحب مخبز في سوق ليبيا حتى يتعلم صنعة ..مواجهة نار الفرن كانت مسألة صعبة احتملها الفتى الذي كان يبحث عن حياة آمنة ..بعد عامين وجد عملاً في متجر لبيع الملابس يمتلكه قبطي..أدرك بعض أسرار المهنة وجمع بعض المال ..سافر إلى مصر مع بعض أصدقاء السوق لجلب بضائع مصرية..وصل إلى محطة القطار بأسوان فتعرف على شاب سوداني آخر يماثله في العمر..حدثه رفيق الرحلة عن حلم الهجرة إلى دنيا جديدة..لمعت عينا آدم وصاحبه يحدثه عن فتحي الحلفاوي الذي وصل إلى أمريكا وأشتري عربة صغيرة بعد ثلاثة أشهر فقط..اتخذ آدم قرار الهجرة إلى أمريكا .
    كان آدم محظوظاً كونه خاض معركة عسكرية تركت ندوباً على جسمه الناحل..في أولى مقابلاته مع مندوبة الأمم المتحدة رفع قميصه، تلى السيناريو الذي حفظه عن ظهر قلب..ببعض الاهتمام كانت الخواجية تدون البيانات ..حينما سألته عن ذويه رد قتلوا جميعاً في المعركة ..خيرته الموظفة بين التوطين في أمريكا أو كندا ..رد ببعض المكر أيهما أسرع إنه يخاف أن يتعقبه الإعداء في مصر.
    تعرف على ماريا اليخاندرو في مغسلة سيارات كان يعمل بها..ظروفهما تتشابه معه كانت هاربة من الفقر وقفزت من الجدار الفاصل بين عالمين ..السلك الشائك شق فخذها..حينما رأى الجرح القديم في ذاك المكان الحساس قرر أن يتزوجها..لم يهتم لكونها كاثوليكية تكبره بعام..كانت تلك المرة الأولى التي يتذوق فيها طعم الأمان ونكهة الحب..لكن ها هو الموت يطرق بابه مرة أخرى، وهو مازال ينتظر مولوداً ذكراً اتفق مع أمه على تسميته علي خان..الاسم المركب يصلح للاستخدام المزدوج في الثقافتين.
    انتظم الركاب وتبقى على موعد الإقلاع نحو خمسة عشرة دقيقة..استخدم الهاتف ليخبر والده أنه في الطريق ليخوض معهم معركة الثار..لم يرد الحاج على إلحاح الابن..مضى إلى هاتف شقيقته التي أوصلته إلى والدته حاجة حرم..كانت تبكي بشدة ..أخبرته أن والده واشقائه ذهبوا الآن إلى المعركة..لم يتركوا في القرية إلا النساء والشيوخ ..طلبت منه ألا يأتي.. قالت له هؤلاء مجانين لا يخافون الموت لأنهم لم يتذوقوا طعم الحياة.
    كلمات أمه جعلته يتردد ..تذكر طفله القادم والذي ربما يعيش كل عمره يتيماً إن أكمل هذه الرحلة..حينما فكر في قرار العودة كانت المضيفة تطلب من الركاب ربط الأحزمة.. حينما اتخذ القرار كانت الطائرة قد بدأت في الإقلاع ..وبدأ آدم يشتم تلك الرائحة الكريهة، إنها رائحة الموت بالجملة .
    akhirlahza





    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 04 نوفمبر 2016

    اخبار و بيانات

  • استشاريو واختصاصيو طب الاطفال يطالبون باطلاق زملائهم
  • بيان حول إعلان الحكومة الحرب على الشعب السوداني
  • بيان إدانة واستنكار
  • ابدت عدم انزعاجها من هجرة الأطباء الرئاسة: التعليم العالي يُخرج (7,500) طبيب سنوياً
  • هجرة (10) آلاف محامي سودانى خلال عامين
  • اتصالات مكثَّفة لتسهيل دخول السودانيين العالقين بليبيا
  • كاركاتير اليوم الموافق 04 نوفمبر 2016 للفنان ودابو عن تصريحاتهم المدمرة ...!!!
  • ألوان في حوار مع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي


اراء و مقالات

  • هل تصدق الخرطوم وعدها هذه المرة حزب الامة يدعو لاسقاط الحكومة السودانية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • دولة الجنوب تطرد حلفاءها من كافة اراضيها بقلم بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين-لندن
  • استهداف مكة المكرمة ... ماذا يعني ...؟ بقلم الدكتور سفيان عباس التكريتي
  • وداعاً مستر محمد عبدالرازق .. فقد كنت صادقاً في طرحك ومخلصاً أميناً على م بقلم عبدالله علي إبراهيم
  • دعوة هامة وعاجلة بقلم د. بخيت النقر البطحاني
  • تمخض الجبل فأنجب فأرا حكومة العراق انموذجا بقلم احمد الخالدي
  • ( يمشي الزكاة) بقلم الطاهر ساتي
  • الطيب مصطفي داعشي خطير بقلم جبريل حسن احمد
  • اضبط الفنان عمر دفع الله يتحرش بالشيوعيين بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • الإمام الصادق يدخل سوق تسويق الفقر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى
  • النشالين بقلم سعيد شاهين
  • الشهيد عبد الخالق محجوب والضابط (اللي وراه ) كحارس في المحكمة بقلم د.حافظ قاسم
  • ازدواجية الاستدلال الطائفية عند ابن تيمية ..إباحة الدم والخراب للتكفيريين والدواعش..!! بقلم:معتضد ا
  • في تذكار الموسيقار محمد وردي (2 من 6) بقلم الدكتور عمر مصطفى شركيان

    المنبر العام

  • قصة قصيرة جدا (2)...
  • محفل الصمت المقدس
  • إعتقال نائب رئيس المؤتمر السودانى
  • فوايد رفع الاسعار والدولار
  • صور رائعة سوف تذهل عند رؤيتها
  • شيك رقم ..8.؟؟876...12..باوقيشن
  • إقالة وزير تونسي اتهم السعودية بـ"تفريخ الإرهاب
  • توجيه تهم تصل عقوبتها الاعدام لقساوسة وتشيكي
  • صحفيو الوكالات العالمية يقاطعون مؤتمر وزير المالية
  • "كان فوزها مضموناً".. أنصار كلينتون قلقون من انتصار ترامب بعد تقارب السباق إلى البيت الأبيض
  • أيهما سوف ينفجر أولاً ؟
  • الدعوة للثورة لاسقاط نظام مافيا الانقاذ
  • تمخض الجبل فولد ازمة
  • لماذا لا تدفع السعودية لمنع انهيار نظام الإسلاميين في السودان؟؟
  • وزير الشؤون الدينية التونسي يحمل "الوهابية" مسؤولية انتشار الإرهاب DW
  • Re: وزير الشؤون الدينية التونسي يحمل andquot;الو�
  • الشاعرة الدارفورية إمتثال ابراهيم تفتتح جلسة المفوضية الدولية لتمويل فرص التعليم العالمي بشعر-فيديو
  • للمواطن السوداني 👳 يمشي ينتحر بعد ده 🔫زياده جديدة في الأسعار بالسودان !!!!!!
  • رسالة إلى الكارورى أمام مسجد الشهيد
  • التدخُّلُ الأجنبي ومسئوليّة انفصال جنوب السودان (1-6) .. بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان
  • حملة (أنا سودانى)
  • أطلقوا سراح المناضل مسعود محمد الحسن، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة
  • العصيان المدني و الثورة لاسقاط مافيا الانقاذ 2016 الثورة مستمره
  • مظاهرات في مصر يوم 11-11(ثورة الجياع) ضد الحكومة السيسية (الاخوانجية)!
  • أعمال شغب ونهب في جنوب أفريقيا وسط احتجاجات تطالب برحيل جاكوب زوما























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de