:: بثلاث مسائل مستعجلة قدمها النائب البرلماني أبو القاسم برطم، قد يستدعي البرلمان وزراء المالية والعدل والصحة بشأن رفع الدعم عن الأدوية..فالمسألة التي تخص وزير العدل هي قضية الشركات التي نهبت أموال الناس - المخصصة للأدوية - بالتزوير والخداع، ولم نسمع عن هذه القضية غير بعض الإسترداد ، أي لم يظهر أصحابها حتى الآن أمام المحاكم بتهمة التزوير والخداع مثل أي مواطن متهم عامة الناس (الما عندها ضهر)..لم يظهروا أمام المحاكم، فلننتظر رد وزارة العدل على أسئلة نواب البرلمان .. ربما حاكموهم بغير الناس والمحاكم تحت مادة ( معليش دي إبتلاءات، واظبوا على صلواتكم)..!! :: أما المسألة التي تخص وزارتي المالية والصحة، وهي أم القضايا، فهي ما يسمى تحرير سعر الدولار المخصص لإستيراد وصناعة الأدوية، أي رفع الدعم عن الأدوية بحيث ترتفع أسعارها إلى أسعار (تجار الدولار)..فمن كان يشتري ويستخدم صنفاً دوائياً قيمته دولاراً مدعوماً (7.5 جنيه)، فعليه أن يموت أو يبيع أثاث منزله ليشتري ويستخدم بدولار تجار العملة (16 جنيه).. وليس مهماً - للسادة بوزارة المالية و شعبة مستوردي الأدوية - أن تتضاعف أسعار أدوية المواطن، فالمهم أنها متوفرة في الصيدليات بأسعار في متناول ( أيديهم فقط).. !! :: فالمهم توفير الأدوية بأسعار فلكية للمقتدرين، وما تبقى من الشعب ليس (مهماً ولا هماً)، وعلى هذا النهج غير المسؤول يتكئ قرار رفع الدعم عن الأدوية.. ونذكر نواب البرلمان، نقلاً عن تقرير منظمة الصحة العالمية، بأسعار الدواء في السودان هي الأعلى في هذا الإقليم، وتضاعفت أسعار بعض الأدوية (18 ضعفاً)عن أسعارها في المؤشر العالمي).. ويمضي ذات التقرير قائلا بالنص (الكويت - تلي السودان في الترتيب - وصلت أسعار بعض الأدوية فيها فقط خمسة أضعاف سعرها في المؤشر العالمي).. وكان هذا قبل القرار الكارثي، فكيف يكون الحال بعد القرار يا نواب البرلمان و أئمة منابر الجمعة ..؟؟ :: وبالمناسبة، فالحاج آدم أيضاً - ربما ليعود إلى منصب نائب رئيس الجمهورية - يطالب الحكومة برفع يدها (عما تبقى من التعليم)، ليدفع التلميذ بالمدرسة والطالب بالجامعة تكاليف تعليمهما، ومن لا يملك التكاليف ( يمشي ديوان الزكاة)، أو كما يقترح .. وعليه، فان الحاج آدم يجب أن يكون مشروع دراسة لمركز دراسات أو بحث تخرج لخريج، بحيث يعرف الشعب كيف كانت طفولته، صباه، مراحل تعليمه، مسيرته السياسية، تنقله من الوطني إلى الشعبي وبالعكس، وكيف صار نائباً لرئيس الجمهورية ..؟؟ :: وأي تحليل نفسي لخطاب ( الما قادر يمشي الزكاة ) لن يستعصى عليه كشف محطة إذلال في (مسيرة القائل)، و إلا ما كان قد إقترح أن يقف أبناء الشعب في صفوف الزكاة ليتعلموا.. هل تعلم جيل الحاج آدم بأموال الزكاة؟..فالفقر ليس عيباً، ولكن تفقير الشعب - لحد الوقوف أمام ديوان الزكاة بحثاً عن العيش والعلاج والتعليم - هو نهج الإذلال الذي يسعى إليه الحاج آدم ، ليعيش ملكاً في مملكة ( شعب ذليل)..ولكن الحاج آدم، كما الآخرين، يخطئ في التفكير، ويخطئ في تقديره لروح الشعب أيضاً.. ولا يعلم بأن صبر الحليم لا يعني الضعف، ولا يعي - تحت تأثير السلطة - أنه خاطب بهذا الخطل أعز شعوب الكون وأكرم أهل الأرض.. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة