قصة قصيرة جدا (2)... الشاب عوض، شهرته"عوض كوبر"، ربما ترجع لاسم حي كوبر بالخرطوم بحري، الذي ضمه مع عائلته، أو على الأصح والمتداول لتعثر ما؛ قاده ل"إصلاحية كوبر" حاليا. هو رياضي مربوع القامة، شعر كثيف متهدل، اخذته رياضة العاب القوى، انتسب لنادي رياضي، امينا لغرفة ملابس اللاعبين والادوات الرياضية، ذلك قبل ان ينهي تعليمه الاوسط. تشي ملامح وجهه الطفولي بالبراءة، الإبتسامة لا تفارق ثغره الدقيق الحواف، حلو الكلام، لا تمل من الجلوس والاستماع له ومتابعة حركة جسده، له ذخيرة وافرة من الحكاوي مسموعة، وتجارب حياته الحافلة على الرغم من صغر سنه. أقام له رفقاؤه داخل أسوار الإصلاحية، حفل وداع، تداولت الكلمات الودودة أن يبدأ صفحة جديدة، ودعوات بالتوفيق في حياة قادمة سعيدة مع أسرته ومجتمعه. وتسلم أحد عشر صابونة حمام هدية من قبل زملائه. اتاه المصلح الاجتماعي صباحا، مسالما وناصحا، سلمه ملابسه واشياءه الاخرى، مع مبلغ خمسين جنيها تعينه حتى يبلغ أهله. يا للهول، باب المنزل يفتح - عوض! ثم أغلق مع تمتمات من بالداخل. أنهمرت مدامع؛ دهشة وحسرة. توجه للنادي، اقترح أن يمارس نشاطه وخدمة النادي. المسئول اعتذر له. دخل غرفة ادوات الرياضة، و(جاسف) باخذ أحد عشرة من فنائل وشورتات وأحذية وكور. القاضي: عوض هل سرقت الادوات الرياضية من النادي..؟ عوض كوبر: نعم مولانا، نهارا وهم قاعدين ثم... رفع يده ووضع سبابته وإبهامه على عينيه، وهمس كأنه يحادث نفسه، ثم تركت لهم "خمسين جنيها وحتاشر صابونة حمام...!". هوت المطرقة، توسط الصدى الجدران العالية. (حمد إبراهيم دفع الله) الجمعة – 04/11/2016م ******
11-04-2016, 02:01 PM
حمد إبراهيم محمد
حمد إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 08-20-2009
مجموع المشاركات: 5198
قصة قصيرة جدا (2)... الشاب عوض، شهرته"عوض كوبر"، ربما ترجع لاسم حي كوبر بالخرطوم بحري، الذي ضمه مع عائلته، أو على الأصح والمتداول لتعثر ما؛ قاده ل"إصلاحية كوبر" حاليا. هو رياضي مربوع القامة، شعر كثيف متهدل، اخذته رياضة العاب القوى، انتسب لنادي رياضي، امينا لغرفة ملابس اللاعبين والادوات الرياضية، ذلك قبل ان ينهي تعليمه الاوسط، تشي ملامح وجهه الطفولي بالبراءة، الإبتسامة لا تفارق ثغره الدقيق الحواف، حلو الكلام، لا تمل من الجلوس والاستماع له ومتابعة حركة جسده، له ذخيرة وافرة من الحكاوي مسموعة، وتجارب حياته الحافلة على الرغم من صغر سنه. أقام له رفقاؤه داخل أسوار الإصلاحية، حفل وداع، تداولت الكلمات الودودة أن يبدأ صفحة جديدة، ودعوات بالتوفيق في حياة قادمة سعيدة مع أسرته ومجتمعه، وتسلم أحد عشر صابونة حمام هدية من قبل زملائه. اتاه المصلح الاجتماعي صباحا، مسالما وناصحا، سلمه ملابسه واشياءه الاخرى، مع مبلغ خمسين جنيها تعينه حتى يبلغ أهله. يا للهول، باب المنزل يفتح - عوض! ثم أغلق مع تمتمات من بالداخل. أنهمرت مدامع؛ دهشة وحسرة. توجه للنادي، اقترح أن يمارس نشاطه وخدمة النادي، المسئول اعتذر له. دخل غرفة ادوات الرياضة، و(جاسف) باخذ أحد عشرة من فنائل وشورتات وأحذية وكور. القاضي: عوض هل سرقت الادوات الرياضية من النادي..؟ عوض كوبر: نعم مولانا، نهارا وهم قاعدين ثم... رفع يده ووضع سبابته وإبهامه على عينيه، وهمس كأنه يحادث نفسه، ثم تركت لهم "خمسين جنيها وحتاشر صابونة حمام...!". هوت المطرقة، توسط الصدى الجدران العالية. (حمد إبراهيم دفع الله) الجمعة – 04/11/2016م ******
11-05-2016, 06:07 PM
حمد إبراهيم محمد
حمد إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 08-20-2009
مجموع المشاركات: 5198
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة