كان على الرجل أن يحسم تردده حول زيارة السودان ..هنالك فرصة جيدة لرجل الأعمال الإسباني لتحقيق فوائد اقتصادية من زيارته ..زوجته والأصدقاء كانوا أكثر قلقاً..التسوية كانت أن يشتري الرجل الثري تأميناً على حياته قبل أن يقدم على المخاطرة.. ولكن حينما هبط الرجل مقرن النيلين وتجول قي شارع النيل وجد غير الذي توجس منه ..بلدنا رغم أفاعيلها السياسة تبدو جميلة ورائعة.. نختلف ونتحارب بمودة ..لم يتجرأ سوداني حتى هذه اللحظة على استخدام عربة مفخخة لتصفية خصومة سياسية كما يحدث في بلدان مجاورة قرأت البارحة خبر يثير الغبطة.. صديقنا الدكتور محمد عبدالسلام الإزيرق تم ترشيحه لوظيفة المقرر الخاص في إيران.. لا يفصله عن المنصب إلا منافسة شرسة من دولة باكستان، وهي السيدة أسماء جيلاني التي لها سابق خبرة في مجال المراقبة الأممية..الأزيرق أكاديمي يرأس قسم القانون الدولي بجامعة الخرطوم، وصاحب مبادرات حيث أسس مركزاً لحقوق الانسان بجامعة الخرطوم .. عاش الإزيرق بعضاً من حياته الحافلة بالعطاء في بريطانيا وتوج ذلك بنيل درجة الدكتوراه من جامعة نوتنغهام وهو شاب في منتصف الأربعينات ليس له انتماء سياسي واضح. سمعت قبل أيام أن وزير التعاون الدولي الدكتور كمال حسن علي سيتم ترشيحه لمنصب الأمين المساعد بالجامعة العربية ..ذات الاصطفاء شمل الدكتورة أميرة الفاضل رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم التي من المقرر ترشيحها لمنصب مرموق في الاتحاد الإفريقي.. ليس هنالك أي تحفظ لتقديم سوداني لأي منصب إقليمي أو دولي ما دام مسنوداً بسيرة ذاتية حافلة بالإنجازات.. إلا أنني أخشى من خلفية السفير كمال السياسية من تقليل حظوظه بالظفر بالمنصب.. كمال كان مندوباً للحزب الحاكم في قاهرة المعز، ثم سفيراً للسودان في أيام ثورة يناير ٢٠١١.. وجوده في مصر أيام الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي ولد له بعض الخصومات السياسية التي عجلت برحيله من قاهرة المعز..أخشى أن تؤثر تلك العارضات على ترشيحه، خاصة إذا ما عملت الدولة العميقة في مصر ضد وصوله إلى المنصب.. عليه كنت أتمنى أن يقدم السودان شخصية أكثر قبولاً لهذه المهمة التي كان يتولاها السفير مهدي مصطفى الهادي عليه رحمة الله، من الملاحظ أن الوجوه السودانية السمراء شكلت غياباً من الساحة الدولية.. آخر سفرائنا كان الدكتور كامل إدريس رئيس منظمة الملكية الفكرية بالأمم المتحدة.. كما شكل ابن (أبيي) الدكتور فرانسيس دينق وجهاً سودانياً في الأمم المتحدة إلى وقت قريب..إذا قارنا حالنا بمصر سنتحسس الواقع المر.. كان دكتور محمد البرادعي رئيساً لهيئة الطاقة الذرية.. كما تحتكر مصر الأمانة العامة للجامعة العربية لم تغادر مصر إلا لفترة قصيرة نسبياً حينما انتقلت الأمانة العامة إلى تونس، وتولى الأمر السيد الشاذلي القليبي، الحضور المصري في المنظمات العالمية مخطط ومدروس ..بل هنالك مؤسسات في الخارجية المصرية تعد الكوادر اللازمة لملء الشواغر في كل المنظمات الدولية علينا الإقرار أن الصورة النمطية السالبة لبلادنا أضعفت قدرة كوادرنا على خوض أي سباق دولي.. كما أن الحصار السياسي والاقتصادي قلل فرص حضورنا في المحافل الدولية التي تعتبر مسرحاً مهماً للاعداد ..لكن هذا يجب ألا يثبط الهمم.. علينا أن نضع تقديم كوادر سودانية في المنظومات الدولية في خانة الاستراتيجي الذي يجب أن يجمع عليه كل السودانيين، بغض النظر عن انتماءاتهم.. من المهم جداً ان نؤكد للعالم أن حواء السودانية مازالت ولوداً..ربما يكون الوقت مناسبا لفتح هذا الملف بصراحة.. من المهم أن ندعم الدكتور محمد عبدالسلام إزيرق في هذه المنافسة.. هذا الرجل لا يسنده حزب ولا تقف من ورائه حكومة.. لهذا اقترح تكوين لجنة قومية لتقدم له العون.. اللجنة تضم السودانيين من ذوي المقدرة على الاتصالات العابرة للقارات.. لا تتركوا الإزيرق وحيداً فانه ينوب عنا في حمل الراية السودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة